Menu

لبنان: الشعبية تشارك في ندوة بعنوان " القانون الدولي والإعلام في مواجهة المجزرة"

تحت عنوان "القانون الدولي والإعلام في مواجهة المجزرة" أقيمت ندوة  بدعوة من هيئة ممثلي الأسرى والمحررين وذلك في بيروت يوم الأربعاء 15 تشرين ثاني 2023، ألقيت مداخلات كل من وزارة الثقافة اللبنانية نيابة عن الوزير الأستاذ روني ألفا، وورئيس دائرة الإعلام والاتصالات في البرلمان اللبناني النائب السيد ابراهيم الموسوي  وأستاذ القانون في الجامعة اللبنانية د. حسن جوني، وكلمة عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية الرفيق مروان عبد العال والتي قال فيها: 

أيها السادة، أربعون يوماً مضت والمجازر مستمرة، والكيان المجرم  ينغمس في الخطيئة حتى أذنيه وتتآكل شرعيته الأخلاقية والقانونية  فقد حوّل القانون الدولي والإنساني إلى ممسحة، لذلك هو يكرس هزيمته كلما انتصر على المستشفيات والمرضى والأجنة، ويوقظ في ضمير العالم  ذاكرة أفران الغاز، حينما يقتحم أفران الخدج في المجمعات الطبية.  
شكراً لمن فتح هذا نافذة الأسرى للإضاءة على حالهم في زمن محرقة القرن الجماعية التي ترتكب على الهواء مباشرة وبالتقسيط المريع، لا ننسى طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، هدفه المباشر  تحرير الأسرى وتحرير غزة الأسيرة بالحصار منذ ١٧سنة، ومن قاد ووعد الأسرى بتحريرهم هم من المحررين أيضاً. وذاقوا طعم السجون.
 فلسطين أسيرة بسجون متلاصقة، كما كتب أحد الرفاق الأسرى "جغرفة السجن"، والسجن هو جغرافيا سادسة ضمن الجغرافيات الفلسطينية، غزة والضفة و القدس وال٤٨ و الشتات ثم السجون. هذا منطق النازية المتجددة في فلسطين. 

 أثناء زيارته إلى مدينة رام الله الفلسطينية في عام 2002، قارن الكاتب البرتغالي الحائز على  جائزة نوبل جوزيه ساراماجو،  الظروف المعيشية التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية بإبادة اليهود في معسكر الإبادة النازي أوشفيتز.  وقال أن حي القصبة في نابلس لا يختلف كثيراً عن "غيتو وارسو" وقد أثار هذا التصريح غير العادي ضجة دولية واتهم بمعاداة السامية  وطالب بعضهم بسحب جائزة نوبل.

 والتفسير الأكثر ملموسية قدمه البروفسور إيلان بابيه  صاحب كتاب " التطهير العرقي" في كتابه  "أكبر سجن في الهواء الطلق"  كشف فيه الخطط الصهيونية المختلفة لضم القدس العربية والضفة الغربية منذ عام 1967 وبحراسة "إسرائيلية"، وعلى طريقة أوشفيتز الذي أقامته النازية لليهود!   واستبدل فيها اتفاقات أوسلو بـ"تمثيلية اوسلو". وحل الدولتين "بالملهاة" كشكل من نظام الأبرتهايد العنصري.
غزة هي لعنة العدو، وستلاحقهم لعنة غزة حتى تنتصر عليهم، هي فضحت أكذوبة الجيش الذي لا يقهر، فقهرته، وأقسمت أن وسط التجاهل وتيار التطبيع  لن تدع  فلسطين تضيع من بين أصابعنا، فأعادتها إلى الأجندة العالمية بقوة، ذنْب غزة بعد قهرها وحصارها الطويل قررت أن تفك أسرها وأسر أسرانا وأن (لا تموت داخل الخزان)، كما حذر غسان كنفاني ، وبالغت في عشقها لفلسطين، فلم تدق الخزان بل اخترقت جدران الخزان وهي تسعى لاقتلاعه واقتلاع خزان الموت والقيد والقهر.
وأن العدو يظل رهيباً ما لم تذق طعم دمه، في السابع من أكتوبر سال دمه واحترقت حصونه وتكسرت سيوفه الحديدية، يعوي إذا ما تغلغلت في أحشائه طلقاتهم وشاهدوا كيف يعض بأسنانه الأرض وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.  
غزة قالت لهم جملة واحدة: أيها العابرون في وطن مقيم هذه الأرض ليست لكم، الحل البسيط والسهل الممتنع. عودوا من حيث أتيتم.

ثارت غزة على مفهوم السجن، بوصفه شكل من أشكال الاستبداد والقهر ومن الجغرافيات القاسية في خارطة الصراع  والأساسية للعنف الاستعماري حيث يتم استخدام أبشع أساليب القهر ويحول السجون إلى ساحات حرب الإبادة التي يشنها على الكل الفلسطيني في محاولة منه لكسر الروح المقاومة 
"لم ندرك حجم المفاجآت والنصر سوى على وجوه السجّانين، إذ كانت ملبّدة بالحقد والحزن، وعلامات الانهزام كانت تملأ وجوههم". يقول أحد الأسرى، هكذا قرأ ما حصل يوم السابع من أكتوبر، على وجوه السجانين.
وخلال ارتدادات زلزال  السابع من أكتوبر كان وقعه مهول على الأسرى الذين استقبلوا النصر بانتصار مرتجى للقضية ومشتهى لتحريرهم من القيود. لكن السجان  يقتله فرح  السجين، فأخذ يقتص من مشاعرهم وليصب جام غضبه وحقده وعدائه على الأسرى بإجراءات غير مسبوقه،بالضرب والعزل سواء أسرى أفراد أو غرف أو أقسام بالإضافة إلى تقليص حقوق الأسرى كاملة بدء من الطعام وحتى وقت النزهة كذلك سحب كافة الأدوات من أجهزه كهربائية كالتلفاز والراديو والهواية والقرص الكهربائي وزيارات الأهل وأية أدوات معدنية وأيضاً نقل أسرى من غرف وأقسام وحشرهم بأعداد أكبر لإيجاد متسع لمعتقلين جدد كذلك عزل القيادات بالانفرادي إضافة إلى وجود الجنود المدججين بالأسلحه على مقربة من الأسرى الذين تعرض الكثير منهم لكل أشكال العنف من ضرب وتكسير للأطراف وتصوير المعتقلين بشكل مسيء وتعذيب على طريقة  معلهم الأمريكي في سجن أبو غريب، وغير ذلك.  ممارسات السجانين خرجت عن كل القوانين التي تقنعت بها الصهيونية وليس فقط الدولية. لقد مارسوا الانتقام بحقد، فجرى اعتقال الآلاف وإخضاعهم لتحقيقات قاسيه أدت لاستشهاد شهيدين.
(الكل مقابل الكل) هذا شرط المقاومة لتحرير الأسرى وتحطيم وتصفير السجون.
لذلك سجل أكثر من 2500 اعتقال بلا تهم، استخدام الإرهاب بالطائرات المسيرة وعمليات اغتيال داخل السجون وخارجها 'قتل وإعدام يومي للمواطنين، تعذيب وتنكيل في الأسرى ومحاولات إذلالهم. ولا ننسى الجريمة الأكبر والتي هي احتجاز جثث الشهداء في ثلاجات على درجة حرارة 50 تحت الصفر.
يريدون استعمار الحياة والموت معاً. ليزرعوا الأمكنة بالحقد وعبثية الشر وبالحواجز والجدران والزنازين ونقاط التفتيش.
ما يحدث في الضفة الغربية مع تعتيم شبه كامل من الإعلام ولوحظ على مدى شهر وأكثر أن الاعتقالات لم تتوقف فيقدر بحوالي سبعين معتقلاً يومياً وأكثر .

مرة أخرى لا تجزئة لقضية الحرية، لأنها الحرية هي وحدها الثمن الذي يدفع وبكلفة غالية وعالية، وممنوع الاستهانة بحرية القادة والأبطال ورموز الحركة الوطنية الأسيرة وعلى رأسهم الرفيق أحمد سعدات وجميع الأسرى دون استثناء.
أما سبل حماية قضية الأسرى من إجرام الصهاينة  لحين تحريرهم، والأهم تعرية الكيان وعزله ومحاكته وأن لا يفلت من العقاب،  فنضم صوتنا إلى التوصيات المرفوعة كإجراءات أولية:
١- زيارات منتظمة للصليب الاحمر الدولي ولكافة السجون ومراكز الاعتقال ومراكز التحقيق 
٢- ضمان زيارات منتظمة من المحامين وبشكل يومي للسجون للوقوف على أحوال الأسرى وأقصد المحامين الفلسطينين، وإذا أمكن محامون دوليون. 
٤- زيارات لأطباء من مؤسسة أطباء بلا حدود للوقوف على أوضاع الأسرى والمعتقلين المرضى 
٥- زيارات من قبل مؤسسات قانونية وإنسانية دولية وفلسطينية للأسرى في كافة السجون. 
٦- انتظام زيارات الأهل، والسماح للأسرى والمعتقلين بالاتصال مع ذويهم. 
٧- وضع قضية الأسرى على جدول القاءات السياسية وتناولها عبر الإعلام بشكل مكثف 
٨- خروج أهالي الأسرى والمعتقلين بوقفات واعتصامات لتذكير الجميع بقضيتهم .

المجد للشهداء والحرية لفلسطين  ولأسرى الحرية