Menu

رأي الهدف..

تحالف العدوان في نسخته الجديدة

بوابة الهدف الإخبارية

بعد 74 يوماً من إطلاق الولايات المتحدة آلة القتل الصهيونية في حرب الإبادة المفتوحة تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودعمها و تذخيرها وتسليحها وتغطيتها سياسياً، ومع تساقط الأهداف المعلنة لهذه الحرب المسعورة تباعاً بفعل الصمود الأسطوري والمقاومة الباسلة لشعبنا.

 تستمر المذبحة، وسيل الدم الفلسطيني الذي يراق على يد مجرمي الحرب الصهاينة، وتستمر البطولة والصمود وكل أشكال التصدي الباسل لهذا العدوان، فيما تسعى الولايات المتحدة - وقد تفكك حلفها العدواني الذي شكلته لاعلان هذه الحرب في بدايتها وضم كل من "ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا" - لإعلان تحالف جديد لحرب أوسع، تستهدف بالنار والاشتباك المباشر كل قوى المقاومة ومناهضي السياسات الاستعمارية في المنطقة، تحت عنوان تأمين الملاحة في البحر الأحمر، وذلك عبر إعلان مباشر من قبل وزارة الدفاع الأميركية عن تشكيل قوة لهذا التحالف الجديد.

إن المقصد المباشر والمعلن من وراء تشكيل هذه القوة، هو كسر حالة الضغط ومنع الإعاقة للإمدادات البحرية المتوجهة لموانئ العدو الصهيوني، والتي تنهض بها القوات المسلحة اليمنية، ولكن الأهداف التي تسعى لها الولايات المتحدة من وراء ذلك هي إعادة تشكيل المظاهر العسكرية الترهيبية لقوى المقاومة وشعوب المنطقة بأسرها، ومنع أي جهد لإسناد فلسطين وشعبها ومقاومتها وتهديد كل تلك القوى التي تنهض بهذه الجهود، سواء في ميادين المواجهة العسكرية أو في ساحات الاحتجاج ومساحات النضال الشعبي بكل أشكالها.

ورغم إدراك الادارة الأميركية، لانكشاف ضعف الكيان الصهيوني، وفشل هذه القاعدة الاستعمارية في مهمتها الرئيسية، بل واتضاح إمكانية هزيمتها وانتهاء مشروعها برمته، وبالتأكيد عجزها عن حمل كل تلك الأدوار التي راهنت الولايات المتحدة والحكومات الاستعمارية على تحميلها لها، مع ذلك تصر الولايات المتحدة على تأكيد عدائها لشعوب المنطقة، وتمضي إدارة مجرم الحرب جوزيف بايدن في ذات السياسات الإرهابية الإجرامية بحق الشعوب، بغية حماية الكيان الصهيوني، مجددة الرهان على خططها الاستراتيجية لفرض الاستسلام الشامل على الأمة العربية عبر تسوية إقليمية مع حكومات الاستبداد والهوان والإذعان، تسلب الشعب الفلسطيني كل حقوقه وتشكل منظومة أمن إقليمي محورها الكيان الصهيوني والمصالح الاستعمارية الأميركية.

في مواجهة ذلك كله، إن الواجب اليوم فلسطينياً بالمقام الأول إسقاط كل رهانات العدوان، عبر مواقف وطنية موحدة وواضحة تعكس إرادة الشعب الفلسطيني وتستعيد سيادته على قراره ومصيره، ترفض أي تعاون أو تهاون مع العدو، أو صمت وسكون أمام العدوان وأهدافه، وتتمسك بحق شعبنا في المقاومة المشروعة بكل أشكالها، بل وتنهض الحالة الفلسطينية بكل أطيافها بهذا الواجب، وبواجبات دعم صمود أهلنا في قطاع غزة وفي كل مواقع الاشتباك، وهو ما لن يكون ممكناً إطلاقاً دون التخلي عن مسار التنسيق الأمني وسياسات الإذعان والتعاون مع العدو الصهيوني أي كانت أشكالها، موقف في بعده العربي والدولي يدرك أن الرهان الحقيقي على الشعوب وإرادتها الحرة ونضالها تضامناً مع فلسطين ودعماً لقضيتها، وعلى المقاومة التي تعبر عن نبض هذه الشعوب وتمارس دور الدفاع عن وجود أمتنا وحريتها واستقلالها ومستقبل أجيالها.

إن معركة اليمن اليوم هي معركة فلسطين، وما التهديد لليمن ولكل قوى المقاومة إلا جزء من عمليات تحصين وحماية للعدو لاستكمال حرب الإبادة والمجازر الوحشية ضد أبناء شعبنا، وما السبيل لمواجهة ذلك على مستوى المنطقة، إلا بإدراك شامل لوحدة المصير، و لمفصلية هذه المرحلة والمواجهة في تاريخ المنطقة، ففي غزة الصمود على مياه المتوسط ويمن الإباء على مياه البحر الأحمر وبحر العرب، سيكتب مصير هذه المنطقة، بصمود وتضافر ووحدة شعوبها وتضحيات أبنائها، وهي تضحيات ليست باليسيرة أو الهينة، ولكن قوى العدوان المتطلعة لترهيبنا والماضية في سفك دمنا لن تتراجع عن هذه الإبادة الشاملة لكل معاني وجودنا إلا بالمقاومة.