Menu

بمشاركة لافتة ومؤثرة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

الملتقى الدولي الثاني للمنشورات النظرية للأحزاب والحركات اليسارية: دعوة للوحدة وللعمل المشترك الدائم لتحقيق أهداف قضايا الشعوب العادلة

ميغل دياس كانيل بيرموديس السكرتير الاول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس جمهورية كوبا.jpg

مراسل الهدف - كوبا / هافانا

بدعوة وتنظيم من مجلة كوبا الاشتراكية وبرعاية مشتركة من الجامعة الحزبية " نييكو لوبيز" وبيت الأمريكتين الثقافي والفرع الكوبي لشبكة الدفاع عن الإنسانية والصحيفتين الكوبيتين "غرانما "و "هوفينتود ريبيلدي"، عقد الملتقى الدولي الثاني للمطبوعات النظرية للأحزاب والحركات اليسارية، في قصر المؤتمرات في العاصمة الكوبية هافانا بحضور 92 شخصية ومثقف ومفكر وأكاديمي من 35 بلد، من أمريكا اللاتينية والكاريبي وبالخصوص فنزويلا والأرجنتين وهايتي وجمهورية الدومينيكان وكندا والولايات المتحدة الامريكية ومن افريقيا زيمبابوي والجمهورية العربية الصحراوية وآسيا بالتحديد فلسطين والصين وفيتنام .

كذلك شارك مندوبين عن اللجنة الدولية للسلام والعدالة وكرامة الشعوب وبحضور ومشاركة كوبية متعددة حزبية وإعلامية وأكادمية وثقافية وبمشاركة فاعلة لوفد من الجبهة الشعبية عبر الممثل السياسي لها في كوبا ومراسل الهدف ومنظمة الشبيبة.

في افتتاح الملتقى تحدث روجيليو بولانكو فوينتيس، رئيس الدائرة الأيديولوجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، قائلا : "هذا الاجتماع الثاني يعطي استمرارية لتلك المبادرة العام الماضي في اللقاء الاول، لخلق مساحة للنقاش والتفكير في الأفكار الثورية"، وأن "هناك حاجة ماسة إلى التفكير الملتزم والعمل الوحدوي" في مواجهة "الوجود الساحق للإمبريالية"، التي تمتد - كما أوضح - كنظام دولي للتبعية، حيث تعتبر صناعة الأسلحة "المنقذ" لأزمتها الاقتصادية، وحذر من أن "شكلًا جديدًا وبغيضًا من الفاشية يظهر بقوة ملحوظة"، داعيًا إلى النضال الوحدوي من أجل السلام كمحور أساسي.

وأشار الدكتور إليير راميريز كانييدو، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي وعضو مجلس الدولة ونائب مدير مركز فيدل كاسترو روز، إلى المفهوم الفلسفي "فرق تسد"، والذي - على حد تعبيره - يعتبر واحد من "أكثر الأدوات فعالية التي استخدمتها الإمبريالية الأمريكية للتوسع في جميع أنحاء قارة أمريكا اللاتينية ومناطق أخرى من العالم".

وأضاف: "أعتقد أن فيدل ترك لكل القوى الثورية واليسارية فكراً وعملاً ومثالاً يشكل مرجعاً ليس للكوبيين فحسب، بل لأولئك الذين يناضلون في أي مكان في العالم". "القيام بذلك بطريقة جدلية وإبداعية"، بما يتوافق مع التحديات الحالية.

إلى جانب عودة الفاشية إلى المشهد السياسي الدولي والحاجة الحتمية لتحقيق وحدة ضرورية ودائمة، كانت الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة موضوعًا أساسيا لمختلف مداخلات الوفود المشلركة، كقضية مشتركة للشعوب التي تسعى إلى الاستقلال والسيادة والكفاح من أجل السلام.

بدوره أكد الممثل السياسي للجبهة الشعبية في كوبا في مداخلته على شكر كوبا قيادة وشعبا لدعمها اللامحدود والمتواصل لقضيتنا الفلسطينية وجميع القضايا العادلة في العالم، كوبا كانت وما زالت قبلة اليسار والثوار حول العالم، أينما تكون كوبا تكون البوصلة صحيحة، اذا شعرتم أيها الرفاق بالضياع وصعب عليكم التحليل أنظروا أين تموضعت كوبا وكونوا معها فهذه هي كوبا فيديل والثورة.... أيتها الرفيقات والرفاق لن نستطيع أن ننتصر دون أن ننقل ما يوجد في وثائقئنا النظرية الى التطبيق العملي، نحن الشباب اليوم لولا اخطاء وتجارب الجيل القديم لما استطعنا أن نصل اليوم الى هذه اللحظة التاريخية من صراعنا مع العدو الصهيوني الغاشم، العمل والاحتكاك مع الصعاب هو من يصقل النظرية، لا حزب ثوري دون نظرية ثورية وبالتالي لا حركة ثورية دونه.

وتابع."الجماهير هي المحرك الصغير الذي يحرك أكبر محرك في التاريخ"، ونحن في حركة التحرر الوطني الفلسطيني أبناء هذه الجماهير وبناءا عليه اتخذت المقاومة الفلسطينية هذه الخطوة ردا على جرائم الاحتلال الاستعماري الكولنيالي الغاشم الذي استمر لأكثر من مئة عام بدعم من الامريالية العالمية، 7 أوكتوبر أعاد مرة أخرى القضية الفلسطينية الى المشهد العالمي من جديد واستذكر الرفيق إستشهاد 28340 و67984 جريحا فلسطينيا منذ بدء التصعيد الجديد للعدوان الصهيوني في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي وصف الكيان الصهيوني بـ”ذراع الإمبريالية في الشرق الاوسط”، كما أكد على أهمية فهم أنه على الرغم من أن كل قوة سياسية "لها سياقها ونضالها المختلفان"، إلا أن هناك عدوًا مشتركًا واحدًا يجب هزيمته: الإمبريالية والصهيونية؛ ولذلك يصبح اتحاد نضال الشعوب هو ضرورة و"إلتزام أساسي".

فيما ألقى الرفيق عبد الله طالب في كلية الطب البشري كلمة مؤثرة عن العلاقة الكوبية الفلسطينية وأكد إلتزام الشباب الفلسطيني في الاستمرار في النضال والمقاومة لتحقيق أهداف الثورة الفلسطينية في التحرير والعودة والدفاع عن الشعب المقاوم في غزة ضد العدوان والابادة الصهيونية، كما اكد على اهمية وضرورة وحدة القوى الشبيبية للاحزاب والحركات اليسارية في العالم وعلى ضرورة تعزيز التضامن مع الثورة الكوبية الاممية دائما في تضامنها مع فلسطين والقضايا العادلة.

بدوره، ركز مراسل الهدف الرفيق باسل إلى ضرورة اللاتزام والعمل ضمن المبادئ والاخلاق المهنية الصحفية ووسائل الاتصال الاجتماعي في الدفاع عن الحقيقة والانحياز الدائم لمصالح الشعوب المناضلة من اجل التحرير والاستقلال، وعلى ضرورة إستخدام المصطلحات والتعريفات الصحيحة في النص المستخدم إعلاميا فيما يخص من هوالذي يدافع ومن هو الارهابي والمعنى الحقيقي للعدوان والابادة الجماعية...

أما غراسييلا راميريز، منسقة اللجنة الدولية للسلام والعدالة وكرامة الشعوب ورئيسة مراسلي مجلة أمريكا اللاتينية في كوبا، قدمت مثالاً على التلاعب الإعلامي في التعامل مع القضية الفلسطينية والإبادة الجماعية التي تحدث هناك في غزة وكل فلسطين على أيدي صهيونية دولة "إسرائيل"، وطالبت بقوة على ضرورة التعبير الصحيح، لإيصال الحقائق للشعوب، كوسيلة لخوض معركة التواصل الاجتماعي التي تدعم نضالات شعوبنا.

في اليوم الثاني للقاء، حضر وشارك ميغل دياس كانيل بيرموديس السكرتير الاول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس جمهورية كوبا في النقاش والحوار وكانت له مداخلة في النقاش والحوار وكذلك تطرق إلى أوضاع وظروف كوبا وتأثيرات الحصار الامريكي الظالم والمعادي لكوبا الثورة والشعب ونظام الحكم الاشتراكي قائلا: "كيف يمكننا توصيل أفكارنا بشكل أفضل؟" سأل الرئيس دياز كانيل بهذا المعنى، أمام جمهور استمع له باهتمام؛ مع دعوته إلى “إطلاق العنان للعمل على الأساس النظري” ودمج مختلف القوى السياسية اليسارية والتقدمية في وحدة عمل، كاستراتيجية لخوض معركة الإعلام المناهضة للهيمنة، وأشار إلى "إنشاء منصات يمكننا من خلالها مشاركة النصوص والوثائق والأفكار"، وهي مكتبة رقمية مشتركة وتعاونية تسمح أيضًا "بوضع استراتيجيات لمعالجة المحتوى". وضرورة “البحث عن آليات أو إجراءات لتنظيم وتنفيذ الإجراءات بين اللقاءات والمؤتمرات السنوية”، والاتفاق على خطوط فكرية ومناقشة الأفكار والمنشورات التي توفر المعرفة النظرية لوضعها موضع التنفيذ، مع الموافقة على ضرورة قيام المنشورات اليسارية بإنتاج النظرية التي تسمح لنا بمواجهة الهجوم الإمبريالي، مع التركيز على القيام بذلك من خلال "وحدة العمل"، وهو الهدف الأساسي مع خطة عمل تنبثق من مناقشات ما يقرب من مائة مشارك خلال هذين اليومين من العمل الجماعي.

في ختام الجلسة وبحضور الرئيس الكوبي ذكر الممثل السياسي للجبهة الشعبية الحضور بأن الرفيق دياز كانيل الرئيس الوحيد في العالم الذي ترأس مسيرة دعما لفلسطين وأن الخطاب السياسي الكوبي لا يثتصر على الخطابة بل هناك آلاف من الفلسطينين الذين هم خريجي الجامعات الكوبية مثالا على هذا الدعم، وقدم له هدية رمزية وهي عبارة عن مفكرة سنوية 2024 وعنوانها " من النهر إلى البحر فلسطين حرة" وهي من رسم وتصميم الرفيق جيفارا عبد القادر المصمم الرئيسي لدائرة الإعلام المركزي للجبهة الشعبية ومجلة الهدف والتي تضمنت أيضاً رسومات وطنية فلسطينية وثورية للفنان جهاد منصور( مارك رودين) وكذلك نسخة باللغة الإسبانية لمذكرة للمقاومة.

إن تأييد الأغلبية الساحقة للقضية الفلسطينية من قبل المشاركين في الاجتماع الدولي الثاني للمطبوعات والمنشورات النظرية للأحزاب والحركات اليسارية قد تم تسجيله اليوم مع الموافقة على إعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقبل قراءة إعلان التضامن، أشار عضو البرلمان الأوروبي الإسباني مانو بينيدا إلى الواقع القاسي الذي نعيشه حاليًا بسبب أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة إسرائيل ضد السكان المدنيين العزل.

وأكد الناشط أنه في هذا السيناريو، يدور الآن صراع لا هوادة فيه بين الإنسانية والهمجية، حيث يتم تحديد مصير حق الملايين في الحياة، وذكر أن الدفاع عن القضية الفلسطينية في أن يكون لها دولتها ذات السيادة هو اليوم نضال من أجل العدالة والعقل كما حاربنا في الماضي ضد الكراهية والتفوق والفاشية، وحذر من أنه إذا لم يتم إيقاف هذا الوضع على الفور، فإن العواقب ستثقل كاهل ضمير الإنسانية لعقود من الزمن باعتبارها أكبر كارثة في العصر الحديث، ترتكب بتواطؤ الإمبريالية.

ولدى قراءة الإعلان، أدان بيدرو بينسو، المندوب الفنزويلي، المعايير المزدوجة التي تم بها التعامل مع القضية من قبل وسائل الإعلام الرئيسية التي تتحدث فيها عن الحرية واحترام حقوق الإنسان في حين يتم التستر على الوضع الدقيق في فنزويلا عمدا.

وركزت وثيقة التضامن على التنديد الشديد بالمسؤولين عن المظالم التي وقعت والإبادة الجماعية والتهجير القسري لمجتمعات بأكملها، والذين يجب محاسبتهم على جرائمهم، واختتم النص بدعوة المجتمع الدولي إلى عدم التنازل عن المطالبة بوقف إطلاق النار وفتح ممر إنساني لإفساح المجال أمام المساعدات وإيجاد حل واسع وعادل ودائم للصراع.

في قراءة التقرير النهائي، قيّم إنريكي أوبيتا غوميز، مدير مجلة كوبا الاشتراكية، المناقشات التي دارت على مدى ثلاثة أيام وبمشاركة أكثر من مائة مندوب كوبي وأجنبي والتحديات الحالية لنشر الفكر الماركسي في واقع يتسم بالاحتكار الحصري للسلطة المهيمنة على وسائل الإعلام الكبرى.

ودافع الكاتب الكوبي إنريكي أبيتا عن مبادرة إيجاد مساحات للبحث وتوليد النظرية الثورية جنبًا إلى جنب مع منصات وآليات مشتركة للنقاش المنهجي بهدف رص الصفوف بين القوى اليسارية والتوصل إلى توافق حول القضايا الملحة.
وأكد على أنه بدون نظرية أساسية متينة لا يمكن تحقيق حركة ثورية منتصرة، مما يعزز أهمية إنشاء مجلس استشاري دولي لإنقاذ التراث التاريخي الماركسي وإدماج المجتمع العلمي سعياً لتحقيق أهدافه. مفهوم العلم القائم على السلام، والإجراءات التي من المقرر القيام بها.

وأكد مجددا على الطبيعة المستمرة للاجتماع فيما يتعلق بالقضايا التي أثيرت في اللقاء الاول العام الماضي، والتي تتعلق أكثر بإرادة التوحيد والتعبير عن المبادئ والاستراتيجيات كشرط لضمان انتصار النضالات.
وأضاف أنه على اليسار، يجب أن نكون قادرين على قيادة هذه العمليات بشكل فعال ونشر الوعي واليقين من خلال الوثائق النظرية بأن عالم أفضل، بالإضافة إلى كونه ممكنًا، بل إنه ضروري لبقاء البشرية.

 

f372179a-c893-46c6-bc3a-8a02c77fac15.jpg
f9b58a3b-9e87-4fb2-8f85-349e14d37f3c.jpg
dd90a557-5c55-4230-98fb-738add805d28.jpg
d969f5b3-aa18-4b3d-ba3f-7d7cab0920c1.jpg
c843d680-b032-433c-8f2e-7a92d362c9a0.jpg
b1e8452a-cde6-4f14-8f6e-93e9c5ce3958.jpg
817ffa50-bac4-42bb-a0e1-e24eb24743c2.jpg
466d9628-6989-4713-a718-a2487d9ba817.jpg
90f6b9fa-ef3f-4093-b613-ee511584aa39.jpg
314ba7b7-5cc3-4476-b323-2053a6a8b43b.jpg
9e9db9c5-713c-4ec5-9980-08a5c79e95a2.jpg
09c76f41-0851-40d8-ba13-877d985df22f.jpg
8ec9fa49-940e-4d4e-bc70-3fdc03e0f8f5.jpg
7b63aab6-9362-494d-9e48-fd002eb211f2.jpg
2a6668cb-95c4-4e96-949c-6d8f1e65db88.jpg
5e9790bf-1d22-451b-9013-be583ba14bc2.jpg
غراسييلا راميريز منسقة اللجنة الدولية للسلام والعدالة وكرامة الشعوب ورئيسة مراسلي مجلة أمريكا اللاتينية في كوبا.jpg
1.jpg