Menu

وليد دقة وداعاً 

وليد دقة

خاص - بوابة الهدف

كتب محمد العبدالله*


 قبل ساعات قليلة، انتصر المرض الخبيث على الجسد المتعب الذي أنهكته سنوات الاعتقال الثمانية والثلاثين (25 آذار / مارس 1986) والإهمال الطبي الذي يمارسه العدو مع الأسرى المرضى. "صَهَرَ" المرض ذلك الجسد بعد أن فشل السجان الصهيوني الفاشي في "صَهر" الوعي الذي امتلكه الفدائي الأسير من خلال قدرته مع آلاف الأسرى على تحويل السجون إلى مدارس وجامعات، ومراكز لامتلاك العلم والمعرفة، فحصل بالدراسة عن بُعد على شهادة الماجستير، وكتب خلال سنوات اعتقاله، عشرات المقالات والدراسات والكتب، منها "صهر الوعي"، و"يوميات المقاومة في جنين"، و روايتان "حكاية سر السيف" و"حكاية سر الزيت".
ترجل، الفارس، المفكر، في مستشفى "آساف هروفيه" بعد أن فتك بجسده سرطان نادر يصيب نخاع العظم الذي تم تشخيصه بنهاية عام 2022، رغم إصابته قبل ذلك (عام 2015) بسرطان الدم. 
 عام 1999عقد قرانه داخل السجن على "سناء سلامة" الكاتبة في شؤون الأسرى في صحيفة "الصبار" بعد أن تعرف عليها حين كانت تُعد دراسة عن المعتقلين في سجون العدو. 
 أنجبت سناء، ابنتهما "ميلاد" في شهر شباط / فبراير 2020، بعد أن نجح وليد في تهريب نطفة، في تأكيد جديد على الانتصار على السجن والسجان. 
 سقط الجسد، لكن الفكرة باقية، تتجذر وتتمدد. 

*كاتب فلسطيني