بمناسبة الأول من أيار، عيد العمال العالمي وهو مناسبة سنوية يعود تاريخها للقرن التاسع عشر حيث يحتفل العالم تكريماً لانجازات ومساهمات كل عمال الأرض الذين يكافحون طيلة أيام السنة فجاءت هذه المناسبة نصرةً للطبقة العاملة الكادحة وتقديراً لعطائها اللامحدود
أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بياناً بهذه المناسبة جاء فيه:
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم
يا أبناء الطبقة العاملة الفلسطينية والكادحين في كل مكان
يا كل الأحرار والشرفاء في أمتنا والعالم
في الأول من أيار من كل عام، تحتفل شعوب العالم لاسيما الطبقة العاملة العالمية، وكل الفقراء والمضطهدين والمسحوقين في هذا العالم، في مواجهة التغول والوحشية والاستعباد التي تُمارس بحقهم على يد طغمة مالية متوحشة، لا تقيم أي اعتبار للقيم والمبادئ الإنسانية. وتسعى بكل قوة لتكريس سيطرتها وهيمنتها على شعوب العالم ومقدراته، مستخدمة في سبيل تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كل ما توصلت إليه الصناعات العسكرية والتكنولوجيا الحديثة، وأساليب الغدر والخداع، وكل ما يمكن أن يحقق أهدافها ومصالحها، دون أي وازع أو ضمير إنساني أو أخلاقي .
يحيي شعبنا ومعه كل عمال العالم وأحراره الأول من أيار هذا العام، في الوقت الذي يتعرض فيه لأبشع وأشرس حملة إبادة جماعية وتطهيرعرقي، فاقت في وحشيتها ودمويتها الفاشية والنازية، على يد مجموعة من القتلة تسمي نفسها جيشاً لكيان إحلالي غاصب، وبقيادة وشراكة ودعم وتغطية وتواطؤ، من قبل الإدارة الأميركية والقوى الإمبريالية الاستعمارية الغربية أعداء البشرية. وفي ظنهم أنهم بجرائمهم ووحشيتهم قادرين على كسر إرادة شعبنا وفرض الاستسلام والهزيمة عليه. في محاولة محمومة ليس فقط لقتل البشر وهدم الحجر واقتلاع الشجر، بل تسعى وبكل قوة لمحو هوية شعبنا وتاريخه وحضارته. وتجعل من إمكانية بقاء شعبنا على أرضه مستحيلاً .
وفي الوقت الذي تتواصل وتتصاعد فيه، المجازر والجرائم التي يرتكبها التحالف الصهيوني - الإمبريالي، فإن شعبنا الصامد والمؤمن بعدالة قضيته، وفي كل مدنه وقراه وبلداته، على إمتداد أرض فلسطين التاريخية، وفي كل أماكن تواجده، لا سيما أهلنا الصامدين في قطاع غزة، الذين يسطرون في كل يوم صفحة جديدة من صفحات البطولة والإعجاز قَلَّ أن شهد التاريخ مثيلاً لها. ورغم الجراح والآلام، ورغم الدماء والاشلاء، وسيل الدم المتدفق، والتطهير العرقي في أبشع صوره. فإن شعبنا ينهض دوماً من تحت الركام والأنقاض، يحمل جراحه ويمضي نحو الانتصار والحرية، رافعاً راية المقاومة، وهو أكثر تصميماً وإيماناً بعدالة قضيته وحتمية الانتصار، سلاحه الصبر والصمود والمقاومة، ودعم كل الأحرار والشرفاء في أمتنا والعالم .
إننا وفي الوقت الذي ننحني فيه إجلالاً وخشوعاً أمام تضحيات شعبنا وصموده وثباته، لا بد من التأكيد على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية وتحصينها، ووحدة الموقف والأداء، وعلى مختلف الصعد السياسية والميدانية والإجتماعية، وحرمان العدو من إمكانية أن يحقق بالخداع والمناورات السياسية ما عجز عن تحقيقه في ميادين القتال. كما ندعو إلى تعزيز التكافل والتضامن الاجتماعي بين مختلف مكونات شعبنا السياسية والاجتماعية، لتجاوز هذه المحنة ونحن أكثر قوة وصلابة في مواجهة المؤامرات وإسقاطها.
وفي ظل احتدام المواجهة بين قوى العدوان والظلم وتجار الحروب، وقوى السلام والعدل والحرية والإنسانية في العالم، ورغم كل ما تمتلكه قوى البغي من إمكانيات مالية، وقدرات عسكرية، وهيمنة اقتصادية.
فإن قوى الحرية والعدالة تزداد وعياً وإدراكاً في دفاعها عن مصالحها في مواجهة المخططات الإمبريالية الساعية إلى القضاء على كل القيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة. وفي هذا السياق، فإننا نتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان، إلى كل الأحرار والشرفاء في العالم، الذين يقفون اليوم إلى جانب شعبنا وقضيته العادلة، في مواجهة الجرائم الإمبريالية - الصهيونية. ونتوجه بتحية إكبار واعتزاز إلى طلبة الجامعات في كل أنحاء العالم، لا سيما إلى طلبة الجامعات الأميركية، المحتجين على جرائم الاحتلال وعلى دعم الإدارة الأميركية له، والمطالبين بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني. كما نتوجه بالتحية إلى كل المنظمات العمالية والنسائية المتضامنة مع شعبنا وقضيته، وإلى كل الأحرار والشرفاء الذين تمتلئ بهم ساحات وميادين عواصم العالم ومدنه، دعماً لشعبنا ونصرة لقضيته العادلة.
المجد والخلود للشهداء، الحرية للأسرى، والشفاء للجرحى
التحية لشعبنا الصامد على امتداد أرض فلسطين التاريخية وفي كل أماكن تواجده
تحية حب ووفاء لعمالنا البواسل وهم يخوضون إلى جانب كل مكونات شعبنا السياسية والاجتماعية معركة التحرر الوطني والاقتصادي والاجتماعي
التحية للطبقة العاملة العالمية في مواجهة الظلم والعدوان والتغول الإمبريالي العالمي
التحية لكل الشرفاء والأحرار في العالم الذين يقفون في مواجهة الظلم والعدوان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
1 أيار 2024