Menu

كيف فتكت أسلحة الذكاء الصناعي بالفلسطينيين في غزة؟

الحرب الباردة.jpg

بوابة الهدف الإخبارية - وكالات

باتت تقنية الذكاء الصناعي (AI) من أهم التقنيات الرقمية في العالم وتستخدم تقريباً في جميع القطاعات، ومن ضمنها التسليح خلال الحروب، إذ يشمل مجموعة واسعة من التطبيقات الذكية تسهم في تعزيز القدرات العسكرية في فترة الحرب وما بعدها.

وكشف تقرير نشرته مجلة "ذا إيكونوميست" الخميس الماضي، عن سباق جديد في توظيف الذكاء الصناعي في تطوير الأسلحة وخوض الحروب، وأشار إلى أن تلك الأدوات أسهمت بشكل كبير في الحروب الحديثة واستخدمت على نطاق متزايد في حروب حالية مثل حرب غزة.

وفقاً لتحقيق واسع نشره الشهر الماضي موقع +972 Magazine الإسرائيلي، يعتمد جيش الاحتلال في حربه الحالية على غزة على الذكاء الصناعي لتحديد من يجب استهدافه للقتل، مع دور ضئيل للبشر في اتخاذ القرار، وذكر التحقيق ثلاثة أنظمة ذكاء صناعي تعمل معاً.

وقال ضباط الاستخبارات الإسرائيلية الذين قابلهم +972، إن أنظمة الذكاء الصناعي حددت نحو 37,000 فلسطيني للاغتيال، وقتلت الآلاف من النساء والأطفال.

ورغم وجود "إنسان في الحلقة" -مصطلح تقني يشير إلى شخص يؤكد أو يرفض توصية الذكاء الصناعي- قال الجنود الإسرائيليون للموقع الصحفي إنهم تعاملوا مع مخرجات الذكاء الصناعي باعتبارها "قراراً بشراًي"، وأحياناً لم يستغرقوا سوى "20 ثانية لمراجعة الهدف قبل القصف".

وذكروا أن القيادة العسكرية شجعتهم على الموافقة التلقائية على قوائم القتل الخاصة بنظام لافندر بعد بضعة أسابيع من بدء الحرب، "على الرغم من معرفة أن النظام يرتكب أخطاء في نحو 10% من الحالات"، وفقاً لـ+972.

وأفاد التحقيق الصحفي بأن أنظمة الذكاء الصناعي الثلاثة التي تعمل معاً هي "Gospel/ الإنجيل" الذي يحدد المباني التي يزعم أن مقاتلي حماس يستخدمونها. ثم يمشط "لافندر /Lavender"، المدرَّب على بيانات عن المقاتلين المعروفين، بيانات المراقبة حول كل شخص في غزة تقريباً، من الصور إلى جهات الاتصال الهاتفية، لتقييم احتمالية من يكون منهم مقاتلاً، ثم يضع الأشخاص الذين يحصلون على تقييم أعلى في قائمة القتل.

وأخيراً، يتتبع نظام "where's daddy / أين أبي؟" هذه الأهداف ويرسل البيانات إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما يكونون في منازلهم العائلية، لأن قصفهم هناك أسهل من قصفهم في مبنى عسكري محمي حسبما قال ضابط استخبارات إسرائيلي لموقع +972.

ويتيح الذكاء الصناعي تسريع وتيرة تحديد الأهداف، ففي العمليات السابقة، كان يمكن لمجموعة من 20 ضابطًا استهداف نحو 50-100 في 300 يوم، فيما يمكن لنظام "Gospel"استهداف نحو 200 هدف خلال 10-12 يوماً فقط.

أما "لافندر" الذي طورته وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، ويهدف إلى تحليل كميات ضخمة من البيانات لتحديد الأفراد الذين يُعتقد أنهم من مقاتلي حماس، يحدد الأهداف بناءً على سمات إحصائية، ما قد يؤدي إلى استهداف عشوائي وغير دقيق، فبعض الأهداف قد تكون مدنيين لديهم نفس الاسم أو صفات مشابهة، ما يزيد احتمالية وقوع أخطاء جسيمة.

ويُذكر أن إسرائيل لم توقّع على المعاهدة التي تدعو إلى الاستخدام المسؤول للذكاء الصناعي في الحرب، والتي وقّعها أكثر من 50 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وأوكرانيا.