Menu

شركاء في المقاومة وفي القرار.

منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، كانت هناك جهود حثيثة في التواصل والتنسيق مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني. لإقامة جبهة مقاومة فلسطينية، انصبت الجهود لتشمل قوى وطنية ونخب فلسطينية مستقلة أو قريبة من حركة فتح، بالإضافة إلى جهات غير فصائلية استعدادًا للمرحلة القادمة. يُشار إلى أن التواصل لم ينقطع طوال فترة المعركة.

إدراكاً لأهمية المرحلة الجديدة، والتحديات الجديدة لتوحيد الجهود والعمل الجماعي أمام قضية مصيرية بمواجهة حرب الإبادة، ومنع أي محاولات لفرض الوصاية وتدخلات دولية على غزة وكل فلسطين. على أهمية استمرار التنسيق الميداني والسياسي بين فصائل المقاومة لدعم صمود أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة في معركتهم اليومية ضد الاحتلال الصهيوني، ودعم المقاومة الفلسطينية التي هي حق مشروع كفلته القوانين والقرارات الدولية في مواجهة الاحتلال.

لذلك، يأتي التشاور والتنسيق والتعاون مع فصائل المقاومة لتكثيف الجهود المبذولة لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة بما يحقق مصالح شعبنا ويعزز الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة كسبيل لتحقيق التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني وعاصمتها القدس . كما تؤكد على أن أهداف المقاومة في أي مبادرة أو جهود تُبذل تشمل وقف العدوان على شعبنا وعلى قطاع غزة بشكل خاص، وسحب قوات الاحتلال وتوفير الإغاثة لشعبنا وإعادة الإعمار، مع التأكيد على عقد صفقة عادلة لتبادل الأسرى.

إن المرحلة الحالية تفرض علينا ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية ورص الصفوف في مواجهة التحديات المشتركة. إن تضافر الجهود بين مختلف الفصائل والقوى الوطنية يعتبر السبيل الأمثل لتحقيق التقدم على صعيد القضية الفلسطينية. هذه الوحدة هي التي تمكننا من مواجهة التدخلات الدولية التي تهدف إلى فرض حلول جزئية وغير عادلة تتجاهل حقوق شعبنا الثابتة.

ندرك أنه لو توقف إطلاق النار، فإن العدوان سيظل مستمراً طالما الاحتلال جاثم على أرضنا، لذلك المسؤولية الوطنية تقتضي أن نكسر الحلقة المفرغة بالانطلاق نحو تجسيد فعلي للعمل المشترك بين الفصائل والفعاليات الوطنية والشعبية. يجب أن يكون ركيزة أساسية في استراتيجية النضال ضد الاحتلال.

استعادة العمل الفلسطيني الموحد من خلال رؤية سياسية وطنية جامعة وقيادة وأدوات ومؤسسات وطنية وديمقراطية من شأنها أن تستثمر طاقات الشعب الفلسطيني، وكما الدعم العربي والدولي لقضيتنا العادلة، وضرورة تفعيل التضامن الدولي من أجل تحقيق الضغط اللازم على الاحتلال لإنهاء عدوانه وانتهاكاته المستمرة. يجب أن نستفيد من كل المنابر الدولية لفضح جرائم الاحتلال وكسب الدعم لقضيتنا.

إنها دعوتنا التي لا تكل ولا تمل من أجل تعزيز الحوار الوطني الداخلي وترسيخ ثقافة المقاومة بجميع أشكالها، كخيار استراتيجي وحيد لتحقيق أهدافنا الوطنية. يجب أن نعمل على تطوير أدواتنا النضالية واستراتيجياتنا السياسية بما يتناسب مع تطورات المرحلة، والتأكيد على أن المقاومة ليست فقط حقًا مشروعًا بل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا للدفاع عن حقوق شعبنا وحريته وكرامته.