Menu

لا حللتم أهلاً في وطننا الأردن، ولا وطئتم سهلاً

الأردن: الحزب الشيوعي الأردني يعلن عن رفضه فتح مكتب لحلف الأطلسي في عمان.

أعلن الحزب الشيوعي الأردني عن رفضه لقرار حلف الناتو بإنشاء مكتب اتِّصالٍ له في عمَّان، في سياق اعتماده ما أسماه «خطَّة عمل لتعزيز نهج التَّعاون في منطقة الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا لمواكبة تطوُّرات المشهد الأمنيّ الإقليميّ والعالميّ»، مُشيراً إلى استغرابه وريبته من هذه الخطوة، والأهداف التي تقف خلفها والنوايا الكامنة بها وبهذا التوقيت بالذات.

وأكّد أن حلف النَّاتو، موضوعيَّاً وفعليَّاً، لا يمكن أنْ يكون حليفاً للأردن وشعبها؛ لأنه منذ إنشائه في عام 1949، حلف عدوانيّ يعمل كأداة، بيد الولايات المتَّحدة، للابتزاز ونهب ثروات الشُّعوب والتَّدخُّل في شؤون الدُّول الَّتي لا تروق سياساتها للبيت الأبيض.

 
وأوضح الحزب  أنه على صعيد الصِّراع العربيّ الصّهيونيّ، فإن مواقف هذا الحلف، الدَّاعمة للكيان الصّهيونيّ، لا يمكن أنْ تلتقي مع مواقف الشَّعب الأردنيّ ولا مع مصالحه ومصالح الأمّة العربيَّة؛ وخصوصاً أنَّ فتح هذا المكتب في عمَّان يأتي بينما تخوض آلة الإجرام الصّهيوني حربَ إبادة بشعة ضدَّ الشَّعب الفلسطينيّ، في فلسطين عامَّة وفي غزَّة بشكلٍ خاصٍّ، بدعمٍ أميركيٍّ (وأطلسيٍّ) مفتوحٍ ومعلن.
 

وتسائل  كيف ستكون تجلِّيات خطَّة العمل الَّتي اعتمدها الحلف «لتعزيز نهج التَّعاون في منطقة الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا لمواكبة تطوُّرات المشهد الأمنيّ الإقليميّ والعالميّ على الصَّعيد الدَّوليّ»، بحسب تعبيره؟! وخصوصاً في هذا الوقت بالذَّات!

وما هو «المشهد الأمنيّ والإقليميّ والعالميّ» الَّذي سـ «يواكبه» الحلف في الأردن والبلاد العربيَّة؟ وكيف سـ «يواكبه»؟ وضدَّ مَنْ؟ ولصالح مَنْ؟

 وما هي طبيعة «علاقات التَّعاون المشترك مع الحلف»، بحسب تصريح وزارة الخارجيَّة والمغتربين، الَّتي سوف «يسهم فتح مكتب للحلف في عمَّان في تعزيزها»؟!

 
وتطرّق الحزب إلى أنّ افتتاح هذا المكتب في هذا الوقت الذي تنخرط به فصائل المقاومة في اليمن والعراق ولبنان في أعمال قتاليَّة لمساندة غزَّة البطلة ضدَّ العدوان الصّهيونيّ الهمجيّ عليها، وفي ظلّ احتمالات تطوّر هذا الصِّراع لمديات أوسع وأعمق، بين الكيان الصَّهيونيّ وحلفائه في الغرب (وخصوصاً في حلف الأطلسيّ) وبين فصائل المقاومة العربيَّة، بل ومحور المقاومة بمجمله، مُتسائلاً عن موقع الأردن، والشَّعب الأردنيّ، الطَّبيعيّ، في هذه الحالة، مع حلف الأطلسيّ أم مع المقاومة العربيَّة؟

 
وشدّد أن افتتاح هذا المكتب بينما يسير العالم بخطىً متسارعةٍ نحو تعدّد القطبيَّة؛ وعلى هذه الخلفيَّة، يتزايد التَّوتّر، بين روسيا والصِّين مِنْ جهة، وبين واشنطن والغرب (وحلف الأطلسيّ) من الجهة الأخرى؛ وإنَّ فتح مكتب لحلف الأطلسيّ في عمَّان، في هذا الظَّرف، ليندرج في إطار الانحياز المكشوف لأحد طرفيْ هذه المواجهة الدَّوليَّة المحتدمة الآن، مستفسراً عن  الأهداف الدَّوليَّة المشتركة بين الأردن وبين حلف الأطلسيّ؟! وما الفائدة التي سيجنيها بلد بحجم الأردن يكابد ظروفاً اقتصاديَّة وسياسيَّة صعبة، من الزَّج به في صراعٍ ضارٍ بين قوى نوويَّة كبرى؟!


كما أكّد الحزب أن افتتاح مكتب اتِّصال لحلف النَّاتو في الأردن، إنَّما هو عملٌ لا يُعبِّر، مطلقاً، عن إرادة الشَّعب الأردنيّ، ولا عن مصالحه ومصالح بلده، كما أنَّه لا ينسجم مع موقفه الوفي الدَّاعم لقضايا أمّته في كفاحها ضدَّ العدوان الصَّهيوأميركي المتواصل ضدَّها منذ عقود، مُعلناً عن رفضه القاطع لفتح مكتب في عمَّان لحلف الأطلسيّ المعادي للأمة العربية والشعب الأردني.