Menu

تآكل شرعية السلطة الفلسطينية وتصاعد المقاومة في الضفة الغربية يعكس تزايد الاحتقان الشعبي والرغبة في إنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين.

تحليلثورة الضفة تعلن موت السلطة

بيسان عدوان

بيسان عدوان.jpeg

تشهد الضفة الغربية تحولات جذرية في الديناميكيات بين الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية من جهة، وبين المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، خاصةً بعد شهور من اندلاع "طوفان الأقصى". هذه الديناميكيات تتأسس على سلسلة من الأحداث المركزية التي تعكس التوترات المتصاعدة والتحولات في العلاقات والقوى على الأرض.

مع استمرار "طوفان الأقصى"، ظهرت بوادر تصاعد التوترات بين الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية. شهدت الأشهر الأخيرة عدة أحداث مركزية تعكس هذا التوتر المتزايد:

في طولكرم وجنين، اندلعت مواجهات بين الأهالي وقوات أمن السلطة الفلسطينية التي حاولت اعتقال عناصر من المقاومة. هذه المواجهات تعكس حالة الغضب الشعبي تجاه التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، والذي يُعتبر خيانة لتطلعات الشعب الفلسطيني في التحرر والمقاومة.

 في بيت لحم، اشتبكت قوات أمن السلطة الفلسطينية مع مواطنين كانوا يحتجون على محاولات السلطة اعتقال مطاردين من المقاومة. هذا الاشتباك، الذي وقع قرب مقر جهاز الأمن، يُظهر بوضوح التوترات بين الشعب الفلسطيني وأجهزة الأمن التابعة للسلطة.

شهدت نابلس وطوباس مظاهرات حاشدة ضد سياسات السلطة الفلسطينية ومحاولاتها لقمع المقاومة. هذه المظاهرات تعكس تصاعد الاحتقان الشعبي ورغبة الفلسطينيين في رفض أي تدخل يقوض جهود المقاومة ضد الاحتلال.

تشير هذه الأحداث المركزية إلى عدة دلالات أساسية، أولهم هو تآكل شرعية السلطة، فالتوترات المتصاعدة بين الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية تشير إلى تآكل شرعية السلطة وفقدانها للدعم الشعبي. التنسيق الأمني مع إسرائيل يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة.

كما أن بروز المقاومة الفلسطينية المسلحة وتصاعد تأثيرها يعكس رغبة الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن حقوقه، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في الضفة الغربية.

ومع استمرار هجمات المستوطنين والسياسات الإسرائيلية التوسعية يفاقم من الصراع ويزيد من معاناة الفلسطينيين، مما يعزز من دورة العنف والاحتقان.

التحولات الجذرية في الضفة الغربية والتوترات المتصاعدة بين الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية تشير إلى مستقبل غير مبشر ببقاء السلطة الفلسطينية كما هي. لم تعد السلطة الفلسطينية قادرة على ممارسة استحقاقاتها النابعة من اتفاقيات أوسلو والاتفاقيات المكملة، والتي انتهت فعليًا ليس بقرار من الاحتلال الإسرائيلي ولكن بقرار من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بعد "طوفان الأقصى" وبعد الإبادة والقتل المستمر في فلسطين.

رغم الخلافات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، إلا أن العدو الإسرائيلي يطرح علناً "لا فتح ستان ولا حماس ستان"، كما أوضح خطاب نتنياهو أمام الكونغرس. إن ما يجمع الشعب الفلسطيني ويرتقي إلى مستوى تضحياته هو عدم العودة إلى الوراء بإحياء السلطة عن طريق ما يسمى برأب الصدع وإنهاء الانقسام تارة، أو بالتقاسم الوظيفي كما يُطرح دوليًا وإقليميًا. الحل الوحيد هو التوجه نحو الهدف الجامع، إنهاء الاحتلال وتحرير كل فلسطين وقيام دولتنا الواحدة الحرة المستقلة.