Menu

في اليوم 305 للعدوان الإسرائيلي: غزة تحت النار والضفة تحت الحصار

تدمير مباني في قطاع غزة، المصدر: الجزيرة

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

في اليوم 305 من الصراع المستمر في غزة والضفة الغربية، شهدت الأحداث تصعيدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية والهجمات المتبادلة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي. تصاعدت وتيرة العنف والغارات الجوية، مما أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى، وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور في المناطق الفلسطينية.

التصعيد في غزة

في ساعة مبكرة من صباح اليوم، أصيب ضابط وجندي إسرائيليان بإصابات متوسطة جراء انفجار طائرة بدون طيار بالقرب من مستوطنة إيلات هشاحر، وفقًا لما ذكرته صحيفة "هآرتس". لاحقًا، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال عبد الفتاح الزريعي، أحد قيادات حماس، والذي كان يشغل منصب وزير الاقتصاد في قطاع غزة. خلال الـ 24 ساعة الماضية، ارتكب الاحتلال ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 40 شخصًا وإصابة 71 آخرين، حسبما أعلنت وزارة الصحة في غزة.دفع جيش الاحتلال بعدد من السرايا إلى المستوطنات على خط التماس مع الضفة الغربية بعد تلقي تحذيرات استخباراتية حول نوايا تنفيذ عمليات اقتحام مشابهة لتلك التي وقعت في السابع من أكتوبر.

شهدت مدينة رفح اشتباكات عنيفة، أسفرت عن إصابة سبعة جنود إسرائيليين، بينهم اثنان بحالة حرجة وأربعة بحالة خطيرة، حسبما ذكرت مصادر عبرية.كتائب القسام، الجناح العسكري ل حركة حماس ، أعلنت عن تنفيذ سلسلة من العمليات الناجحة ضد قوات الاحتلال. من بين هذه العمليات، تفجير عبوات ناسفة وإيقاع خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي. تم تفجير عبوتين مضادتين للأفراد والآليات في قوة هندسية بمنطقة "زلاطة" شرق رفح، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين. إضافة إلى ذلك، استهدفت كتائب القسام جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "الياسين 105" شرق منطقة الفراحين بخانيونس، وأوقعت إصابات بين الجنود الإسرائيليين.استمرت الغارات الإسرائيلية على مناطق متعددة في قطاع غزة، بما في ذلك قصف مدفعي شمال مخيمي البريج والنصيرات، ونسف مبان سكنية في حي تل السلطان غرب رفح. القصف أدى إلى استشهاد العديد من المدنيين، بينهم ممدوح نجيب الجبور.

في حصيلة صادمة، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 39,623 شهيدًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 91,469 جريحًا منذ السابع من أكتوبر الماضي. في ظل هذا الوضع المأساوي، تم تجهيز وحفر قبر جماعي في المقبرة التركية بخانيونس لدفن 80 جثة قام الاحتلال بتسليمها بعد فترة طويلة من الاحتجاز.

منوجهة أخرى أشار تحقيق لشبكة "سي أن أن" الأميركية إلى أن نحو نصف الكتائب العسكرية لحماس في شمال ووسط قطاع غزة أعادت بناء بعض قدراتها القتالية على الرغم من الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ تسعة أشهر. وأوضح التحقيق أن العمليات العسكرية التي نفذتها حماس منذ السابع من أكتوبر تلقي بظلال من الشك على ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "النصر" على حماس بات وشيكاً.

على الجانب الآخر، نفت مصادر مصرية رفيعة صحة الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام عبرية حول وجود أنفاق عاملة بين مصر وقطاع غزة، مؤكدة أن فشل إسرائيل في غزة يدفعها إلى بث ادعاءات لتبرير استمرار عدوانها.

أما الوضع في الضفة الغربية: ففي تطور ميداني بارز، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الأحياء التي كان يقتحمها في مدينة رام الله. هذا الانسحاب جاء بعد عمليات اقتحام مستمرة شهدت اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين. القناة 14 العبرية أعلنت عن اقتحام مرتقب لمخيم جنين قبل بدء العملية رسميًا وخلال وجود القوات الخاصة في زي تنكري كمستعربين. تسريب هذه المعلومات أدى إلى بدء اشتباكات عنيفة في المخيم بعد "فضح" القناة للعملية. في حادثة أخرى، تعرضت قوات الاحتلال لكمين محكم من المقاومة في جنين، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين. طائرة هيلكوبتر عسكرية قامت بنقل الإصابات من حاجز الجلمة إلى المستشفيات.

 اليوم 305 من الصراع يعكس حجم المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعد العمليات العسكرية. يبقى الوضع الإنساني في غزة والضفة كارثيًا، في ظل غارات مستمرة وأعمال عنف لا تهدأ، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعقد آفاق الحل السياسي المستدام.