Menu

تقريريحيى السنوار: قائد الصمود ومهندس طوفان الأقصى

يحيى السنوار

يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حركة حماس ، تجسد دوره القيادي في مرحلة حرجة من تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث برز كرمزٍ ليس فقط للفلسطينيين بل للعرب والعالم. يجسد السنوار الصمود والتحدي في وجه القيادة الصهيونية الحالية، مقدماً نموذجاً للقيادة الراسخة والمتمسكة بالمبادئ.

ولد يحيى السنوار في مخيم خانيونس بقطاع غزة عام 1962. انضم إلى حركة حماس منذ تأسيسها في أواخر الثمانينيات، وساهم بشكل كبير في تشكيل جناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام. تعرض للاعتقال مراراً من قبل السلطات الإسرائيلية، وأمضى أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية قبل أن يفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011.

منذ توليه قيادة حركة حماس في قطاع غزة عام 2017، اتخذ السنوار مساراً واضحاً في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. اختياره قائداً لحماس لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لرؤية استراتيجية واضحة وقدرة فائقة على اتخاذ القرارات الحاسمة. أظهر السنوار قدرة على التحدي والصمود في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية، وفضل التحالف مع محور المقاومة بدلاً من الخضوع للمساومات السياسية والتدجين السياسي الخليجي.

واجه السنوار تحدياتٍ كبيرة تتعلق بالوضع الاقتصادي والإنساني في غزة، بالإضافة إلى الضغوط السياسية الخارجية. ومع ذلك، استطاع الحفاظ على تماسك حماس ونجاحها في تعزيز قدراتها العسكرية. قيادة السنوار تميزت بالصلابة والعناد، حيث اختار عدم التنازل عن المبادئ الثابتة للمقاومة، مما أكسبه احترام ودعم شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني والعربي.

اختيار السنوار لقيادة حماس يعكس التزام الحركة بمواصلة طريق المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. هذه الرؤية تتطلب قيادة قوية وصلبة، وهو ما يجسده السنوار بشخصيته المتحدية وبصيرته الاستراتيجية. بفضل هذه القيادة، تستمر حماس في تقديم نفسها كحركة مقاومة لا تقبل المساومة، بل تسعى لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني عبر كافة الوسائل الممكنة.

يحيى السنوار يمثل رمزاً للصمود والتحدي في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وقدرة القيادة على اتخاذ القرارات الحاسمة في أوقات الأزمات. اختياره لقيادة حماس يعكس التوجه الاستراتيجي للحركة نحو تعزيز المقاومة المسلحة والتحالف مع القوى الداعمة للقضية الفلسطينية، مما يضمن استمرار الكفاح من أجل حقوق الشعب الفلسطيني وحريته.

فيما يتعلق بطوفان الأقصى، اختيار السنوار يؤكد على تصاعد المواجهة المباشرة مع الاحتلال، وتجذر المقاومة المسلحة كخيار أساسي. يعبر هذا القرار عن رؤية الحركة في الاستمرار بالمقاومة الشرسة، واستعدادها للدخول في مواجهات طويلة الأمد، متسلحةً بقائد يتمتع بالكاريزما والصلابة. القيادة الجديدة تعني أن حماس ستستمر في تحدي الظروف الصعبة، والاستمرار في الضغط على الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في ديناميكيات الصراع ويعزز من مكانة المقاومة الفلسطينية على الساحة الإقليمية والدولية.