Menu

تقرير310 أيام من الحرب: غزة في نزوح مستمر والضفة الغربية على صفيح ساخن

قصف مستمر في خانيونس والمواصي للنزوح السكان قسريًا

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

مع دخول الحرب يومها الـ 310، تواصلت العمليات العسكرية المكثفة في قطاع غزة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بشن غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة في القطاع. كان من بين أكثر الأحداث دموية في الساعات الأخيرة مجزرة جديدة في منطقة المواصي بخان يونس، حيث قُتل عشرات المدنيين نتيجة قصف عنيف استهدف تجمعات سكنية، في تكرار لمشاهد الفظائع التي وقعت في غزة منذ بداية الحرب.

هذه المجزرة تأتي بعد يومين فقط من مجزرة التابعين في غزة، التي أثارت ردود فعل دولية واسعة ودعوات متزايدة لوقف العمليات العسكرية. في ضوء هذه التطورات المأساوية، شرعت القوات الإسرائيلية في إخلاء مناطق واسعة من خان يونس والمواصي، محذرة السكان من استمرار القصف المكثف في الأيام القادمة.يُنظر إلى إخلاء هذه المناطق على أنه خطوة ضمن استراتيجية أوسع للضغط على المقاومة الفلسطينية عبر تكثيف الهجمات على مناطق الدعم الشعبي للمقاومة، وتحويل الضغط على الحاضنة الاجتماعية للمقاتلين.

وبينما تسعى إسرائيل لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض، يبدو أن الثمن يُدفع من أرواح المدنيين العزل، ما يعمق من حجم الكارثة الإنسانية في غزة.

الضفة الغربية: تصاعد العنف والانتهاكات

في الضفة الغربية، لم تكن التطورات أقل خطورة. ففي الساعات الأخيرة، شهدت مناطق متعددة من الضفة اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والمواطنين الفلسطينيين. في نابلس وجنين، استخدمت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق المظاهرات، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.التصعيد في الضفة الغربية يأتي في إطار سياسة الاحتلال لتعزيز قبضته على المناطق الحيوية، خصوصاً تلك التي تشهد حراكاً شعبياً ضد السياسات الاستيطانية والتوسع الاستعماري.

كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة استهدفت النشطاء والشخصيات المؤثرة في الحراك الشعبي، مما يزيد من التوتر والغضب في الشارع الفلسطيني.

في المقابل، أصدرت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية دعوات لتصعيد المقاومة الشعبية والاحتجاجات ضد الاحتلال، في محاولة للرد على التصعيد الإسرائيلي والانتهاكات المتواصلة.

ومن المتوقع أن تتزايد حالة الاحتقان في الأيام القادمة، مع استمرار الاحتلال في سياساته القمعية والوحشية.

جبهة الشمال: توتر مستمر ومخاوف من تصعيد واسع

في الجبهة الشمالية، تتزايد المخاوف من انفجار الوضع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، بعد سلسلة من التصريحات المتبادلة والتوترات الحدودية. حزب الله، الذي أعلن سابقاً عن استعداده للرد على أي تصعيد إسرائيلي ضد لبنان، يراقب عن كثب ما يحدث في غزة والضفة الغربية، ويهدد بالرد في حال تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء.التوترات في الجبهة الشمالية تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لتجنب التصعيد مع حزب الله، الذي يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ يمكنها استهداف العمق الإسرائيلي. من جانبه، يبدو أن حزب الله يدرك حجم التحديات المترتبة على فتح جبهة جديدة، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر في غزة والضفة الغربية.ومع استمرار هذه التطورات، يبقى السؤال حول ما إذا كانت الجبهة الشمالية ستشتعل في الأيام المقبلة أم ستظل هذه التوترات في إطار الحرب النفسية. على الرغم من أن الوضع ما زال قابلاً للانفجار في أي لحظة، إلا أن جميع الأطراف تدرك أن التصعيد في الشمال قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة لن تكون نتائجها محسومة لأحد.

في ظل التطورات المتسارعة على مختلف الجبهات، يبدو أن الوضع في فلسطين وخارجها يتجه نحو مزيد من التعقيد والتصعيد. فبينما تتواصل المجازر في غزة والانتهاكات في الضفة الغربية، يبقى شبح التصعيد في جبهة الشمال ماثلاً في الأفق، ما يضع المنطقة بأكملها على شفا انفجار قد يعيد تشكيل ملامح الصراع العربي الإسرائيلي لعقود قادمة.