Menu

تقريربلينكن وقود التصعيد الإسرائيلي ضد غزة والضفة تستعر

طفلة في غزة.العربي الجديد، وكالات

خاص: بوابة الهدف الإخبارية

منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، تكررت زيارات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل بمعدل شبه شهري. هذه الزيارات، التي كان من المفترض أن تكون وسيلة لتهدئة الأوضاع والتوصل إلى حلول سلمية، لم تؤتِ ثمارها، بل على العكس، بدا وكأنها زادت من تعنت الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تصاعد الهجمات والقصف على قطاع غزة بشكل كارثي.

وفي سياق هذا التصعيد المستمر، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، اليوم، مخيم بلاطة للاجئين شرق نابلس من عدة محاور. فور دخولهم، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وجيش الاحتلال في الشارع الرئيسي للمخيم، تحت غطاء من الطائرات المسيّرة التي كانت ترصد التحركات على الأرض. كتائب شهداء الأقصى، شباب الثأر والتحرير، أعلنت في بيان مقتضب على مواقع المخيم عبر تطبيق تليغرام أن مقاتليها تصدوا للاقتحام، مستخدمين وابلًا كثيفًا من الرصاص والعبوات الناسفة. يأتي هذا الاقتحام بعد عملية أخرى نفذها الاحتلال فجر اليوم، حيث قام بإحراق جميع السواتر التي وضعها المقاومون على الشوارع والأزقة لحمايتهم من رصد المسيّرات التي تقوم بتعقبهم وقصفهم.

وفي سياق موازٍ للتصعيد في نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم قرية قبيا غرب رام الله، كما أغلقت بوابة جسر جبارة عند المدخل الجنوبي لطولكرم. تزامنًا مع هذه العمليات العسكرية، أقدم مستوطنون على إشعال النار للمرة الثانية خلال أيام في سهل قرية دير شرف شمال غرب نابلس. وفي طولكرم، أضرم مستوطنون آخرون النار في أراضي المزارعين بمنطقة سهل قرية رامين شرق المدينة. من جهة أخرى، حذر نشطاء من تحركات للمستوطنين تهدف إلى إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة سنجل شمال رام الله، بعد رصدهم قيام المستوطنين بنقل مواد بناء إلى منطقة بطن الحلاوة في سنجل اليوم، وهي المنطقة التي يُمنع الأهالي من الوصول إليها منذ السابع من أكتوبر.

وفي قطاع غزة، تصاعد القصف الإسرائيلي بشكل ملحوظ، حيث أصيب عدد من الفلسطينيين في غارة جوية استهدفت أرضًا في منطقة قاع القرين جنوب مدينة خانيونس. وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط شهيد وعدد من الجرحى نتيجة قصف استهدف مجموعة من المواطنين قرب مسجد الشهيد أنور عزيز وسط مخيم جباليا شمالي القطاع. كما تعرضت بلدة خزاعة شرق خانيونس لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف.

وفي حادث آخر، استشهد فلسطيني وجرح 15 آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف بناية سكنية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية ل حركة حماس ، عن تمكن أفرادها من تفجير عبوة برميلية وأخرى صدمية بقوات الاحتلال غرب مدينة حمد شمال خانيونس، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الجنود الإسرائيليين.

ولم يتوقف القصف عند هذا الحد، فقد ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال شن غارات على المناطق الشمالية لمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. 

هذا التصعيد العسكري يأتي في ظل تزايد الجهود الدبلوماسية التي لم تثمر عن أي تقدم حقيقي نحو تهدئة الأوضاع. ومع استمرار زيارات بلينكن المتكررة لإسرائيل، يظل الاحتلال الإسرائيلي ماضياً في تصعيده العسكري على قطاع غزة وعلى مناطق مختلفة من الضفة الغربية، دون رادع دولي فعال. هذا الأمر يعكس فشلًا واضحًا في الجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء الصراع المتفاقم والذي يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني بشكل يومي.