في اليوم الـ324 من الحرب الإسرائيلية على غزة، وصل وفد من حركة حماس، برئاسة خليل الحية، إلى القاهرة يوم السبت لبحث مستجدات المفاوضات الجارية حول وقف إطلاق النار. اللقاءات في القاهرة جاءت بعد محادثات جرت بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين في العاصمة المصرية، حيث تناولت المباحثات إمكانية إدخال قوات دولية إلى محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة و مصر كبديل لوجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في تلك المنطقة، وهو ما يصر عليه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
ميدانياً، شهد يوم السبت تراجعاً للقوات الإسرائيلية من المناطق الشمالية لمدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة بعد توغل الآليات الإسرائيلية في تلك المناطق خلال الأيام الماضية. الانسحاب كشف عن دمار واسع طال المباني السكنية وممتلكات الفلسطينيين. حالياً، تتموضع القوات الإسرائيلية في المناطق الشرقية للمدينة بعد انسحابها من المواقع التي توغلت فيها.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خمس مجازر ضد العائلات في القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية، مما أدى إلى سقوط 69 شهيداً وإصابة 212 آخرين، وبذلك ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر إلى 40,334 شهيداً و93,356 إصابة. وكانت من بين هذه المجازر قصف شقة سكنية في محيط مسجد أمان شمالي مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين.
في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، توغلت قوات الاحتلال في محيط مفترق دولة وسط إطلاق نار كثيف وقصف جوي ومدفعي. كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع انفجارات واشتباكات في منطقة الزنة وعبسان الجديدة شرقي مدينة خانيونس، فيما أطلقت طائرات كواد كابتر إسرائيلية النار في محيط مدرسة أبو نويرة في خانيونس.
وفي السياق ذاته، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في موقع كرم أبو سالم المحاذي لقطاع غزة، في إشارة إلى استمرار حالة التوتر والتصعيد. ورغم هذا التصعيد في الجنوب، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول رفيع أن فريق المفاوضات الإسرائيلي سيتوجه إلى القاهرة لمواصلة الحوار، في حين أعلن جيش الاحتلال مقتل جندي في معارك جنوبي قطاع غزة.
مع حلول ليلة الأحد، صعّد طيران الاحتلال الإسرائيلي من غاراته على حي الزيتون، مستهدفاً مباني سكنية بالمنطقة ونسفها بالكامل. وفي وقت لاحق، تم انتشال جثامين 7 شهداء من تحت أنقاض منزل لعائلة معمر في منطقة الحكر بمدينة دير البلح وسط القطاع. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة القرارة شمال شرقي خانيونس، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل مضيئة شرقي حي الزيتون. هذه التطورات الميدانية تزامنت مع غارات جوية إسرائيلية في محيط منطقة الحكر بدير البلح، أسفرت عن إصابات بين الفلسطينيين الذين كانوا في المكان.
في ظل استمرار الغارات والاشتباكات، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مخلفاً المزيد من الدمار والخسائر البشرية، بينما تستمر المفاوضات في القاهرة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ينهي المعاناة المستمرة لسكان القطاع.
