Menu

جنين والخليل تحت النار

تصعيد إسرائيلي يستهدف قلب المقاومة في الضفة الغربية

عمليات فدائية في الضفة، وكالة قدس

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - الضفة المحتلة

شهدت الضفة الغربية خلال الساعات الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في أعمال المقاومة، حيث تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية. في مدينة جنين، تواصلت المعارك لليوم الرابع على التوالي مع تزايد حدة الاشتباكات في كافة محاور المدينة. قوات الاحتلال استمرت في محاصرة المدينة مع محاولات متكررة للتوغل داخل أحيائها، وسط مقاومة عنيفة من الفصائل الفلسطينية المسلحة.

في الخليل، نفذت المقاومة الفلسطينية عمليتين نوعيتين استهدفتا مستوطنتي "غوش عتصيون" و"كرمي ستور". في العملية الأولى، أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين، بينهم قائد لواء عتصيون، بجروح خطيرة بعد تفجير سيارة مفخخة في محطة وقود، وهو التفجير الذي كان يستهدف استدراج جنود الاحتلال قبل أن يتم إطلاق النار عليهم من قبل مقاومين فلسطينيين. في المستوطنة الثانية، اقتحم مقاومون "كرمي ستور" بعد دهس حارس المستوطنة وإطلاق النار على المستوطنين، قبل أن يفجروا السيارة التي كانوا يستقلونها.

جيش الاحتلال الإسرائيلي رد بفرض حصار مشدد على مدينة الخليل، حيث قامت قواته بنشر قناصة على الأبنية المرتفعة في منطقة جبل أبو رمان. كما شهدت بلدة بيرزيت شمال رام الله اقتحاماً من قبل شرطة الاحتلال، أسفر عن إصابة طفل فلسطيني والاستيلاء على دراجته الهوائية.

مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن الهجومين في الخليل كانا منسقين بشكل جيد، حيث غادر المنفذون نفس المنطقة وفي نفس الوقت، وكان من المخطط أن تنفجر السيارات المفخخة في مواقع مختلفة في وقت متزامن. التحقيقات لا تزال جارية لتحديد هوية المنفذين وانتماءاتهم، فيما تم إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام الفلسطينيين كإجراء احترازي خوفاً من هجمات أخرى محتملة.

القوات الإسرائيلية تعمل حالياً على ملاحقة المجموعة المسؤولة عن الهجومين في محاولة للعثور على معمل المتفجرات الذي تم فيه تصنيع العبوات الناسفة المستخدمة، حيث يتركز البحث في منطقة الخليل، وسط تخوفات من احتمال تنفيذ هجمات أخرى في الأيام القادمة.

في السياق نفسه، تشهد مدينة جنين  تصعيدًا عسكريًا كبيرًا منذ 80 ساعة، حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملية اجتياح واسعة للمدينة ومخيمها، ما أدى إلى اشتباكات ضارية بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية. العملية العسكرية تترافق مع قصف عنيف واستهداف منازل المواطنين، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين وتدمير كبير للبنية التحتية.

المقاومة الفلسطينية في جنين تصدت لقوات الاحتلال بأساليب متعددة، بما في ذلك زرع العبوات الناسفة وإطلاق النار من أسطح المنازل والمباني العالية. وردّت قوات الاحتلال باستخدام الطائرات بدون طيار والقصف المدفعي لاستهداف مواقع المقاومة، ما أدى إلى تصاعد المواجهات في المدينة.

كما قامت قوات الاحتلال بتكثيف انتشارها في محيط جنين ومحاولة إحكام السيطرة على مداخل المدينة، في محاولة لعزلها ومنع وصول أي تعزيزات للمقاومة. العملية تأتي في إطار محاولات الاحتلال لإضعاف قدرات المقاومة في المدينة التي تعتبر إحدى أبرز معاقلها في الضفة الغربية.

في ظل هذا التصعيد، تعاني المدينة من انقطاع خدمات الكهرباء والمياه بشكل متكرر، وسط حالة من الذعر والخوف بين سكانها. الجهود الدولية والمحلية لم تنجح حتى الآن في الضغط على الاحتلال لوقف عملياته، مما ينبئ بتصاعد التوتر في الأيام القادمة.