مع دخول حرب غزة يومها الـ348، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بمزيد من العنف والدمار، حيث يستهدف جيش الاحتلال البنية التحتية والمنازل وأماكن تجمع النازحين، ما يزيد من معاناة المدنيين. وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، فقد ارتكب جيش الاحتلال ثلاث مجازر جديدة خلال الساعات الماضية، حيث بلغ عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات 26 شهيدًا، بالإضافة إلى 84 جريحًا، لترتفع حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 41,252 شهيدًا و95,497 جريحًا.
ميدانيًا، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل أربعة جنود بينهم ضابط برتبة نقيب، والذي يشغل منصب نائب قائد سرية في كتيبة شاكيد التابعة للواء جفعاتي، وذلك خلال اشتباكات دارت في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وتأتي هذه الخسائر في صفوف جيش الاحتلال بالتزامن مع استمرار المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات نوعية تصعّب على قوات الاحتلال السيطرة على المناطق الحدودية.
من الناحية السياسية، تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة في محاولة للوصول إلى وقف لإطلاق النار، حيث وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة ضمن جولة جديدة تهدف إلى سد الفجوات بين الأطراف المتنازعة قبل طرح مقترح جديد للتهدئة. بلينكن يسعى من خلال هذه الزيارة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومسؤولين آخرين لبحث سبل وقف الحرب وضمان إطلاق سراح الرهائن. ورغم هذه الجهود، لم تشهد الوساطة الأميركية أي اختراقات ملحوظة حتى الآن، ما يعكس تعقيد الأزمة واستمرار الصراع على الأرض.
قطر ، بدورها، تواصل وساطتها، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أنه لا توجد تطورات كبيرة في ملف تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار، لكن المحادثات مستمرة. ورغم الجهود المكثفة من جميع الأطراف، لا يزال التوصل إلى صفقة شاملة يبدو بعيد المنال في ظل تعنت الجانب الإسرائيلي واستمرار القصف والعمليات العسكرية.
الوضع على الأرض في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إذ تتواصل الاعتداءات على المدنيين والبنى التحتية. في الساعات الأولى من اليوم، أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال نسفت عدة مبانٍ سكنية في حي الزيتون بمدينة غزة وفي منطقة الزهراء شمال مخيم النصيرات وسط القطاع. هذه العمليات تأتي ضمن سياسة التدمير المنهجي التي تتبعها إسرائيل لإحداث ضغط على المقاومة وإجبارها على تقديم تنازلات، إلا أن صمود الفلسطينيين واستمرار العمليات المقاومة يشير إلى أن المعركة ما زالت بعيدة عن الحسم.
تواصل المقاومة الفلسطينية الدفاع عن قطاع غزة في ظل هذا التصعيد الوحشي، حيث تنفذ عمليات نوعية تعرقل تقدم القوات الإسرائيلية وتكبّدها خسائر فادحة، لا سيما في المناطق الحدودية الجنوبية مثل رفح.