Menu

355 يوماً من الجحيم

غزة تحت القصف والموت يلاحق المدنيين بلا هوادة

النساء والأطفال أهداف استراتيجية للعدو، وكالات

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة _ غزة

دخلت حرب غزة يومها الـ355 وسط تصاعد ملحوظ في حدة الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، حيث استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف البنية التحتية والمناطق السكنية، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى. وتواصلت الاشتباكات والقصف العنيف، خاصة في شمال القطاع ووسطه، مما زاد من معاناة السكان المدنيين الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية كارثية مع استمرار الحصار الخانق ونقص الإمدادات الأساسية.

في وقت سابق، شهد يوم الثلاثاء تصعيداً غير مسبوق في عمليات القصف، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 53 شخصاً وفقاً لوسائل الإعلام المحلية. وبينما كانت فرق الدفاع المدني تسعى جاهدة لإنقاذ المدنيين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض، شن الطيران الإسرائيلي غارات جديدة على مختلف المناطق، مستهدفاً خيام النازحين والمنازل السكنية. في بيت لاهيا، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون جراء قصف منزل، كما أسفرت غارة على غرب مخيم جباليا عن تدمير واسع النطاق. في مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بعد استهداف خيمة للنازحين، في حين تم انتشال جثة طفل من تحت أنقاض منزل قصفه الاحتلال في المنطقة ذاتها.

استهداف البنية التحتية والمناطق السكنية

في وقت مبكر من صباح الأربعاء، استمر جيش الاحتلال في قصف مخيم النصيرات، حيث نسفت قواته عدداً من المباني السكنية في منطقة أرض أبو شمالة، ما أدى إلى تشريد المزيد من العائلات التي لجأت سابقاً إلى الخيام بعد تدمير منازلها. عمليات القصف طالت أيضاً العديد من المناطق في شمال القطاع، خصوصاً بيت لاهيا ومحيط جباليا، حيث أسفرت عن سقوط ضحايا بين المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء.

المأساة الإنسانية ونداءات الأمم المتحدة

أمام هذا الوضع المأساوي، عجز المجتمع الدولي عن التدخل الفعّال لوقف القتال، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خلال خطابه أمام الجمعية العامة في نيويورك يوم الثلاثاء. وصف غوتيريس غزة بأنها "كابوس دائم" يهدد بجر المنطقة إلى الفوضى، مشيراً إلى أن استمرار الصراع سيتسبب في زعزعة استقرار المنطقة، بما في ذلك لبنان. وطالب مجدداً بوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً أن الوضع في غزة لم يعد يُحتمل وأن الحلول العسكرية لن تُفضي إلى نهاية الصراع.

ردود الفعل والمقاومة الفلسطينية

فيما استمرت الغارات الإسرائيلية، أعلنت "سرايا القدس "، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تدمير آلية إسرائيلية شمال غرب بيت لاهيا، في مؤشر على استمرار مقاومة الفصائل الفلسطينية المسلحة رغم حجم الدمار الهائل والظروف القاسية. من جهتها، دعت حركة "حماس" المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والمباشر لوقف ما وصفته بـ"حرب الإبادة" على غزة، مشددة على أن جرائم الاحتلال لن تثني الفلسطينيين عن مقاومة العدوان واستعادة حقوقهم.

مع دخول الحرب يومها الـ355، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 41 ألفاً و467 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى 96 ألف إصابة، غالبيتهم من المدنيين. وتفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير نتيجة استمرار القصف والحصار، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل في معظم مناطق القطاع. كما تعرضت المرافق الحيوية للقصف المستمر، مما جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة.

مع استمرار القصف الإسرائيلي وتجاهل النداءات الدولية لوقف إطلاق النار، يبدو أن مأساة غزة لا تزال مستمرة، في ظل فشل الجهود الدبلوماسية في إنهاء العدوان. وبينما يحذر المجتمع الدولي من عواقب تصاعد العنف على الاستقرار الإقليمي، يعيش الفلسطينيون في غزة تحت وطأة كابوس يومي من القصف والتدمير، بانتظار تدخل دولي فعّال يضع حداً لهذه الحرب المستعرة.