Menu

استشهاد القائد التاريخي  يحيى السنوار  لن يفت في عضد المقاومة

عليان عليان

السنوار 2.jpg

الهدف الإخبارية - الأردن، عمان

في المواجهة المحتدمة بين  المقاومة والعدو الصهيوني ، يتقدم القادة الصفوف للقتال في المتراس الأمامي للدفاع عن الوطن والشعب ، مقدمين أرواحهم فداء للقضية ولاستراتيجية التحرير التي بايعهم الشعب على الالتزام بها ،وفق عقد كفاحي عنوانه : خذوا منا ما شئتم  من  الدماء والصمود  والتضحيات  ، مقابل استمرار الكفاح على طريق تحرير الوطن من براثن أبشع استعمار كولونيالي استيطاني إحلالي عرفه التاريخ .
 هكذا كان حال القائد – الأيقونة -يحي السنوار الذي  خاض  القتال الملحمي ضد العدو حتى الرمق الأخير  ،وارتقى مقبلاً غير مدبر في أشرف المعارك وأنبلها  ،  ليلتحق  بقافلة شهداء الوطن الكبار من أجل  قضية وطنه وشعبه، ومن أجل كرامة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ،  وليضرب قوة المثال والأنموذج في القيادة لأبناء أمتنا في أطول معركة خاضها الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
إنها معركة طوفان الأقصى التي دشنها  القائد التاريخي  يحي السنوار ( أبو إبراهيم)- في السابع من أكتوبر 2023  وحطم فيها معادلة الردع الصهيونية ، وأذل فيها العسكرتاريا الصهيونية ، وطرح سؤال الوجود للكيان الصهيوني على أرض فلسطين  التاريخية ، وألقى بالسردية الصهيونية وفزاعة اللاسامية  في مزبلة التاريخ، التي باتت موضع تكذيب  وازدراء أوساط عديدة في  الرأي العام العالمي.
 ولم يكتف هذا القائد الرمز  بما حققه من نصر تاريخي ، بل قاد معركة الدفاع عن قطاع غزة  في إطار وحدة كتائب المقاومة  التي  عمل على ترسيخها على أرض المعركة ، وفي إطار  التفاف الحاضنة الشعبية حولها على مدى أكثر من عام  ، في مواجهة قوات الاحتلال ، التي أمدتها الولايات المتحدة وحلف الأطلسي بآلاف الأطنان من الأسلحة   والذخائر  التي ألقيت على قطاع غزة لتحصد أرواح ما يزيد  عن  42 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 98 ألف  معظمهم من النساء والأطفال.
 لقد لجأ العدو الصهيوني إلى أسلوب الاغتيالات مجدداً  ليفت في عضد المقاومة ، لكنه فشل فشلاً ذريعا في تحقيق  أهدافه من الاغتيالات ، وكشف عن غباء تاريخي  بشأن عدم استفادته من تجارب هذا النهج البائس  ، فسبق وأن اغتال  القادة غسان كنفاني وأبو جهاد ( خليل الوزير) و أبو علي مصطفى   وفتحي الشقاقي والشيخ أحمد يسن  وعبد العزيز الرنتيسي والشيخ صالح العاروري ، وإسماعيل هنية ،  وعماد مغنية وسيد المقاومة حسن نصر الله .. والقائمة تطول وتطول ، لكن هذه الاغتيالات لم تفت في عضد المقاومة ، بل زادتها اشتعالاً.
فمثل هذا النهج وفق منظومة قيمنا الوطنية والقومية ، يمنح الشعب والمقاومة قوة الحافز لمواصلة النضال والإصرار ،على تحقيق الأهداف الوطنية والقومية في كنس الاحتلال وإزالة هذه الغدة السرطانية من قلب الوطن العربي.
وفات العدو أن يدرك مرونة القيادة في الساحة الفلسطينية المقاومة، إذ أن  استشهاد  أو اغتيال قائد من قادتها لا يعني حصول فراغ قيادي ، فهنالك  قادة مؤهلون  لمواصلة الدرب ، جاهزون   لتسلم الراية لمواصلة مشروع المقاومة  والتحرير  والعودة.
إن دماء الشهيد القائد  تناشد أبناء شعبنا ، الثأر له في السياق الوطني  على النحو الذي  ثأرت فيه الجبهة الشعبية لاغتيال  أمينها العام أبو علي مصطفى ، وتتطلب مزيداً من الوحدة الوطنية والميدانية على أرض المعركة ، كما أن دماء الشهيد وكل شهداء شعبنا  تناشد أبناء شعبنا في الشتات اشتقاق مختلف المهمات والأساليب للانخراط في معركة طوفان الأقصى، التي أكدت أن تحرير  فلسطين أمر ممكن ، بعكس ما يروج له دعاة التسوية في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة.
وفي الختام : سلام عليك يا أبا  إبراهيم يوم ولدت ... ويوم استشهدت... ويوم تبعث حيا
المجد والخلود لك أيها القائد الرمز ... وإننا  على دربك لسائرون.