المقاومة الفلسطينية في ”جذر شجرة الزيتون“.

"لقد اغتصبوا أرضي، لقد حرموني من حقوقي، هل سأبقى هنا مقيداً في المنفى، ذليلاً وعرياناً؟ هل سأبقى هنا لأموت غريباً في أرض غريبة؟ هل سأبقى؟ ومن قال ذلك؟ سأعود إلى الأرض الحبيبة، بالطبع سأعود! وهناك سيُغلق كتاب حياتي. سأعود، يجب أن أعود، يجب أن أعود، سأعود مهما كانت مصائبي". فدوى طوقان

كلمات الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان هذه كانت جزء من الفيلم الوثائقي ”جذور شجرة الزيتون“ الذي تم إفتتاح عرض ما قبل الاول الغير رسمي في مركز فيدل كاسترو وهو أحدث إنتاجات ”لا تشاسكي“ و”ريسومين لاتيناميريكانو“ وبالتعاون القيّم المتميزمع شبكة الميادين العربية.

وطن وأميمة ومريد وبايلاسان وباسل هم شهادات هذا الفيلم الوثائقي الرائع للمخرج الكوبي البوليفي الشاب سيرجيو إيجينو فييرا الذي يصور مقاومة الشعب الفلسطيني بعيداً عن وطنه.

جذر شجرة الزيتون عمل فني مشبع بآلام الشعب الفلسطيني ومعاناته، وهو إنتاج صعب بسبب الحساسية العالية الناجمة عن أقسى إبادة جماعية شهدتها البشرية على الإطلاق، إنه نتاج مساهمة كل عضو من أعضاء فريق هذه الشهادة المصورة رائعة إنهم:

كارولينا غونزاليز لوبيز كمساعدة مخرج، وأنالي رويدا كارديرو كجزء من فريق البحث، وفابيانا منصور كدعم فني، وإرنستو إيغينو فييرا في التأليف الموسيقي، ومساهمة الفنان التشكيلي البوليفي مانويل موراليس سينتيلاس بالملصق الخاص للوثائقي.

بدوره أكد رينيه غونزاليس باريوس، مدير مركز فيدل كاسترو في ترحيبه بالجمهور، على أهمية الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال الأفلام، وذكّر في كلماته بما قاله فيدل كاسترو عندما قال إنه لم يرتكب في هذا القرن سلب وحشي لحق شعب في السلام والوجود أكثر من ذلك الذي ارتكب بحق الشعب الفلسطيني، وركز على تعزيز أواصر ألاخوة والتضامن بين كوبا وفلسطين.

سلطت غراسييلا راميريز مديرة مكتب ريسومين في كوبا ومنتجة الفيلم الوثائقي الضوء على حضور وفيقة إبراهيم مسؤولة قسم تحرير شؤون امريكا اللاتينية في شبكة الميادين ومسؤولة القسم الاسباني ومراسلي وكالة ”برنسا لاتينا“، معتبرةً ذلك ”انتصاراً للمقاومة، انتصاراً للحياة، لأنهم أحياء، إنهم يقاتلون وخرجوا من هناك ليواصلوا القتال في أصعب اللحظات“، ولم يتوقفوا عن بث جرائم دولة ”إسرائيل“ الصهيونية ليوم واحد.

كما شكرت مركز ”فيدل“ على استقبال هذا الفيلم الوثائقي لما يعنيه لكل الثوار، وجود سفارات الدول التي تقاوم الهجمة الصهيونية والإمبريالية وتعبر بهذه الشجاعة والكرامة عن دعمها للقضية الفلسطينية واللبنانية, شكرت أيضا العديد من الأصدقاء المتضامنين مع كوبا وأهمية تقديمه في شهر أكتوبر/تشرين الأول بحضور الرفيقة وفيقة إبراهيم،

وأوضحت أن المخرج موجود في بوليفيا لأسباب تتعلق بالعمل والذي أرسل رسالته المصورة وتم عرضها في القاعة.

من أبرز الحضور المشارك كان القائم بأعمال سفارة فلسطين، وسفراء سوريا و اليمن وبوليفيا ونيكاراغوا وفنزويلا والسكرتير الأول للسفارة الروسية في كوبا.

كما حضر الحفل رؤساء اتحاد الصحفيين الكوبيين، والمعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب، والاتحاد العربي في كوبا وبيت الامركيتين، وبرينسا لاتينا ومركز مارتن لوثر كينغ الديني والفرع الكوبي لشبكة الدفاع عن الإنسانية، وتيمي مارتينيز مدير مستشفى فاوستينو بيريز في ماتانزاس، وليس كويستا مديرة الفعاليات في وزارة الثقافة وزوجة رئيس كوبا ميغيل دياز كانيل.

كذلك صحفيون وكتاب وشعراء ومصورون ومخرجون ورسامو كاريكاتير ومربون في الاحياء الشعبية وحركة نساء متضامنات ( حلقن شعرهن) من أجل فلسطين وأعضاء اللجنة الدولية للسلام والعدالة وكرامة الشعوب ومتضامنون من شيلي وأوروغواي وغاليسيا مع كوبا وفلسطين.

ريكاردو رونكييو، أوسمايدا هيرنانديز بيلينيو، راندي ألونسو، كاتيوسكا بلانكو، ليليان ألفاريز، أريانا لوبيز، روبرتو تشيلي، أدان إغليسياس، أوسماني بياتو، هيدلبيرتو لوبيز بلانش، ميشيل توريس، ماريسول راميريز، جويل سواريز، راندي بيردومو، ديفورا روخاس, أنيت فينيريو الذين عملوا مع أماليا في جامعة هافانا بلا كلل في تعبئة ما يقرب من ألفي مراهق شكلوا علم فلسطين البشري في مسيرة 14 أكتوبر الماضي الكبيرة، التي تمت في شارع كورنيش هافانا وتمركزت في تجمع كبير امام السفارة الامريكية في ذكرى عام على الإبادة الجماعية الإسرائيلية للتنديد وللتضامن مع فلسطين ولبنان.

عبرت الاعلامية اللبنانية في شبكة الميادية وفيقة إبراهيم عن شكرها وتقديرها:

”أريد أولاً وقبل كل شيء أن أشكر كوبا على دعمها وغطائها وعلى العباءة التي تلقيها علينا أينما كنا“. وأضافت "لقد جئت من حرب لا يتم فيها تحديد مصير أمة فحسب، بل مصير العالم، مصير البشرية يتم تحديده وقد أوكلت إلينا المهمة الأصعب, نحن في الصف الأمامي الاعلامي، الصف الأمامي للحق“.

وأكدت على أن: ”هناك قول مأثور في اللغة العربية يقول ’النصر مع صبر ساعة‘، يعني كلما نفد صبركم قل إن النصر في ساعة، وهذه الساعة تساعدكم على قضاء ساعة أخرى وبالتالي مواصلة المقاومة وهزيمة عدوكم لأن من يقاوم ينتصر بالمقاومة وحتى قبل تحقيق النصر النهائي“. وشددت على أن الثورة الكوبية بالتحديد هي مدرسة الصبر الضروري للنصر.”

اكتظت القاعة المتعددة الأغراض ”لا بلاتا“ في مركز فيدل بالجمهور، الكثير منهم واقفون، وآخرون جلسوا على الأرض، واستقبلوا الفيلم الوثائقي بتأثر كبير. وقد صفق الحاضرون بحفاوة بالغة لمقاومة الشعب الفلسطين.

نبذة عن الفيلم الوثائقي "جذر شجرة الزيتون"

يكشف الفيلم الوثائقي من خلال الشهادات والنصوص والصور عن روح وذاكرة وثقافة الشعب الفلسطيني الذي جرد الاحتلال الإسرائيلي أجياله من كل حقوقهم.

إنه أغنية حميمة تمثل شعباً بأكمله وتكرم آلاف الشهداء وتسلط الضوء على جذور مقاومته البطولية للإبادة الجماعية التي تسعى إلى محو وجوده.

"جذر شجرة الزيتون" هي الأرض الفلسطينية التي ستتحرر يومًا ما من النهر إلى البحر ولن يستطيعوا أبدًا هزيمتها.