Menu

حزب الوحدة الشعبية: انتفاضة الشعب الفلسطيني نسفت الرؤية الصهيونية

ندوة حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي

عمان-بوابة الهدف

قال أمين عام حزب الوحدة الشعبية، سعيد ذياب، إن انتفاضة الشعب الفلسطيني نسفت الرؤية الصهيونية التي حاولت تحجيمها بوصفها أنها أعمال فردية، يُمكن احتوائها، إلى جانب الاعتقاد بأنه يمكن إخمادها من خلال "السلام الاقتصادي"، وتسهيلات اقتصادية تُقدّم للفلسطينيين لوقف انتفاضتهم ضدّ الكيان.
جاء ذلك خلال الندوة الشهرية التي أقامتها دائرة الإعلام في حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، معنونة بـ"الانتفاضة الفلسطينية وآفاق استمرارها"، بحضور الباحث والمختص في الشؤون "الإسرائيلية"، نواف الزرو، ورئيس جمعية مدققي الحسابات الأسبق، محمد بشير.
وأضاف ذياب إن الانتفاضة كشفت أمرين،: أولهما عجز السلطة عن الاستمرار في مشروع التفاوض، وتقديم البديل، بدليل عملية المراوحة التي تعيشها السلطة، وعمق الأزمة التي يعيشها النظام السياسي الفلسطيني، والأمر الثاني هو انعدام الإرادة السياسة لدى طرفيّ الانقسام للوحدة، وعدم جديتهما بإنهاء الانقسام.
وأشار إلى أهمّ المؤشرات التي أفرزتها الانتفاضة، وهي إمكانية الاعتماد على الذات والمقاومة، وأهمية الصمود في الأرض، والحث الدؤوب على مقاطعة الاحتلال بما في ذلك رفض القبول لشرعية العدو، ورفض كل أشكال هذه الشرعية.
ولفت ذياب إلى أن الانتفاضة فتحت الباب واسعاً للبحث عن الطريق المؤدي لمستقبل المشروع الفلسطيني. 
من جهته أوضح الزرو، أن للهبّة والانتفاضة الشعبية الفلسطينية تأثيرها على السيكولوجية الخاصة بالمجتمع "الإسرائيلي"، فتزداد حالات القلق والخلل في الأمن الداخلي للعدو، وإن الاحتلال يعمل دائماً على تفكيك عوامل التفجير في المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية المحيطة، كي يرتاح لأطول فترة ممكنة، لذا لابد من إشعال الجبهات ضد الاحتلال.
قال بشير، في مداخلته حول أساليب وآليات الدعم الشعبي الأردني والعربي للانتفاضة، إنّ الغرب وبعد رحيله عن أرض الوطن العربي ترك في بلداننا أنظمة قُطرية شكلت مع النفط المكتشف في بداية القرن الماضي معوَلين هامين عملا على تهديم بنيان الأمة.
ولفت إلى أن التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي نجح في إغراق الوطن العربي بشلالات من الدماء، مستخدماً التيارات الظلامية الإرهابية، لتأجيج الصراعات المذهبية الطائفية، ما أوجد مناخاً سياسياً مناسباً لتشديد الهجمة الصهيونية على الشعب العربي الفلسطيني.
وطرح بشير جملة من المقترحات لدعم الانتفاضة، أوّلها تعديل البوصلة بتوجيهها ضد أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائهما، والتأكيد على أن معركة الشعب الفلسطيني هي معركة العرب أجمعين، ومن ثمّ التصدي لسياسات التطبيع مع العدو الصهيوني، ومقاطعته، و دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، ودعم أهالي الشهداء والجرحى والأسرى، وفضح انتهاكات العدو الصهيوني، إضافة للتواصل مع القوى الشعبية والمؤسسات العربية والدولية، لدعم الفلسطينيين.

من جهته أقام منتدى الفكر الاشتراكي فرع إربد، ولجنة العمل الوطني في إربد، مساء الأربعاء الماضي, ندوة سياسية بعنوان "انتفاضة السكاكين واقع وتطلعات في ظل الوضع الراهن للمنطقة"، في قاعة نادي الجليل في مخيم إربد.

والتي قال فيها الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني الدكتور سعيد ذياب, أن "الشهر الخامس لانطلاق الانتفاضة يشارف على الانتهاء، وهي أكثر صلابة ومضاءً، وتثبت في كل يوم أنها عصيّة على الاحتواء، وأن عناصر استمرارها وديمومتها تزداد قوةً وبأساً".

ويضيف "هذه الانتفاضة جاءت لتشق طريقاً جديداً في التعامل مع العدو الصهيوني، بعد أن وصل درب التفاوض إلى الحائط، وطريق يمهد لآفاق أكثر رحابةً وأكثر وضوحاً, ولم يكن انسداد التسوية هو السبب الوحيد لانطلاقة الانتفاضة، بل أن استمرار الاحتلال وسياسة الإذلال التي تمارس بحق الفلسطينيين أينما اتجهوا واستمرار الهجمة الاستيطانية وحرق عائلة بأكملها عائلة الدوابشة، وحرق الطفل محمد أبو خضير، والاعتداء المتكررة على الأقصى، وحروب ثلاث شنّتها إسرائيل على غزة، كل تلك العوامل، كانت بمثابة صواعق التفجير لحالة التمرد الشعبي على ذلك الواقع".

وأكد ذياب أن الانتفاضة هي الترجمة العملية لفشل ما عُرف بسياسة (كيّ الوعي)، بقصد إيصال الفلسطيني إلى حالة الاستسلام والقبول بذلك الواقع, مضيفاً إن النظر إلى أعمار الشباب الذين يواجهون العدو الصهيوني كل يوم، يكتشف أنها لا تتجاوز حدود العشرين عاماً، هذا العمر الذي يعرف (بجيل أوسلو) هو البرهان على فشل سياسة دايتون وأذنابه وفشل سياسة ثقافة الخنوع والاستسلام التي دأبوا على تسويقها.