أقيم مساء الأثنين،الموافق 19/4 ،أمسية احتفالية بمرور 80 عام على مولد الأديب الراحل، غسان كنفاني ، بورشة الزيتون الأدبية بالقاهرة، وذلك بمقر حزب التجمع، وبحضور كل من المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين، والفنانة التشكيلية ، لطيفة يوسف ، العضوة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و الدكتور محمد إبراهيم طه ، والأستاذة سامية أبو زيد ، المهندس أحمد بهاء الدين شعبان ، وأدارت الأمسية الدكتورة حنان الدناصوري .
بدأت الندوة بتعريف الدكتور حنان بالأديب الراحل غسان كنفاني ، الذي ولد في عكا ، العام 1936، والذي أغتيل على يد الموساد الإسرائيلي، 1071972 .
أستهل المؤرخ عبد القادر ياسين كلمته باقتباس ليوسف إدريس ، حين وصف الراحل كنفاني بأنه "كاتب مناضل" ، وليس كاتب ومناضل فهو كاتب سياسي و رسام وروائي وقاص للقصص القصيرة ، وأضاف أنه حين أغتال الموساد كنفاني كانت فاتحة الباب لمزيد من الاغتيالات ضد المثقفين وأصحاب الأقلام الحرة ، ومنهم : محمد يوسف النجار ، وأنيس الصايغ ، وبسام أبو شريف ، وعادل زعيتر ، وكمال عدوان ، وكمال ناصر ، والقائمة طويلة .
وأضاف أن غسان كان صيدًا ثمينًا للاحتلال ، ووصف يا سين ، كنفاني بأنه كان قائدًا دون منصب ، وأضاف أنه لم يكن معاديًا للاشتراكية في كتاباته ، وأضاف انه كان المسؤول عن الجانب الإعلامي للجبهة ، وأنه ترأس تحرير مجلة الهدف لسنوات وكانت حينها من أقوى المجلات التي تصدر . واوضح ياسين، أن كنفاني لم يكن متعصبًا لفريق على حساب الآخر و على الرغم من صعوبة الأمر في العمل السياسي . واختتم ياسين كلمته بقوله أن بغياب غسان فقدت الحركة الوطنية الفلسطينية ، عمومًا، والجبهة الشعبية، خصوصًا قلمًا حرًا قل ما وجد .
أما المهندس أحمد بهاء الدين، الأمين العام للحزب الإشتراكي المصري ، فأستهل حديثه بإبداء رغبته في أن تُعاد نشر الأعمال الكاملة للأديب الراحل، غسان كنفاني . وأضاف أن هذه الوقت هو الأنسب لاستعادة أعمال غسان كنفاني، ووصف بهاء ، كنفاني بأنه المثقف العمومي ، متعدد المواهب والجوانب ، وأضاف ان الكتابة والرسم لغسان كانت سلاح حقيقي ، ولذلك دفع الثمن حياته برصاصات غادرة . وأوضح أنه حسب المؤلفة هنري مانتل ، فهي تقول أن أهمية النص الأدبي أنه يكون قادر على أن يعطي ويعطي بحيث أنك لا تستطيع أن تقرأه كاملًا أبدًا ، وأوضح بهاء أن هذه ما وجده حين قرأ رواية "رجال في الشمس" ، ففي كل مرة يكون هناك معنى جديد ، وهذه تعتبر أحدى سمات أصالة الإبداع ، و أكمل أن غسان كان من أوائل من ألقوا أضواء على الأدب الصهيوني ،وبذلك فتح الباب أمام الباحثين لذلك الموضوع ، وتبعه في ذلك الدكتور إبراهيم البحراوي ، والدكتور عبد الوهاب المسيري، وأوضح أن كنفاني كان من أوائل من كتبوا عن ثورة 1936 الفلسطينية والتي كانت بمثابة أعظم إضراب شعبي في التاريخ الإنساني . واختتم أحمد بهاء حديثة عن كنفاني بقوله أن غسان كان يقرأ كثيرًا وكأنه على علم بأنه سيموت في سن مبكر ، وكان انتاجه الأدبي والثقافي كبير ، كان يواصل العمل والكتابة ليل نهار وكأنه يسبق الموت .
وحول رسومات كنفاني قالت الفنانة التشكيلية، لطيفة يوسف ، أنها تعرفت على غسان كنفاني من خلال رسوماته بعدما انتقلت للعمل في البحرين على إثر تهجيرها ، في العام 1967، وأضافت أن كنفاني قام برسم أكثر من 12بوستر جميعهم عن فلسطين استخدم فيهم رموز فلسطينية خالصه، وأيضًا أبرزت رسومات كنفاني إلى أي مدى كان يحترم المرأة ودورها في تحرير الوطن ، وأشارت إلى أن كنفاني أول من رسم المرأة المقاومة وهي تمسك بالسلاح ، ومازالت تلك الصورة تستخدم حتى الآن للتعبير عن المرأة ودورها في المقاومة . واختتمت لطيفة حديثها بالحديث حول عودة الجبهة الشعبية للعمل في الخفاء وذلك لمطاردة الاحتلال لأفرادها ، وكذلك أمن السلطة الفلسطينية .
أما الدكتور محمد إبراهيم طه فتحدث حول القصة القصيرة لغسان كنفاني ، فقال أن كنفاني كان طاقة متفجرة بالابداع في اتجاهات مختلفة بشكل متساوي ، وأضاف أن في العادة الكتابات الأولى للكتاب تكون بها مجموعة من العيوب والأخطاء اللغوية والتعبيرية إلا أن كنفاني فاجأني بأن جميع نصوصه كانت على درجة كبيرة من الابداع والوعي .
أضاف طه أن روايات كنفاني كانت أقرب للكتابة العالمية ، وأن كتابته ولدت مدهشة وقوية طول الوقت ، ومن الملاحظ أن كنفاني في كل مرة تقرأ له الرواية تجد ما هو جديد ، تجد بُعد آخر لم تقرأه في المرة الأولى .
وحول "رسائل غسان كنفاني لغادة السمان" والتي نشرت بعد استشهاده ، فقالت الأستاذة سامية أبو زيد ، ان كاتب وروائي ومناضل مثل غسان يستحيل أن يكون خائن لزوجته ، ورجحت ان حبه لغادة السمان لم يكون سوى حب عذري أفلاطوني ، لا يقوم على الشهوة ، وربما رغبة منه في الكتابة في الحديث حول مشاعره بلغته ، فهو كان متزوج من أجنبية ، وأصفة ان اللغة في خطابات كنفاني تلك كانت تتغير حسب الوقت والظرف فمرة يستهلها ب عزيزتي غادة ، ومرة عزيزتي غادة صباح الخير وكأنها تسكن إلى جواره ، تاره يحدثها بهدوء ورومانسية ، وتاره بعصبية لدرجة أنه في أحد المرات كتب لها " عزيزتي غادة يلعن..." ، كتعبير عن غضبة . كما تكشف الرسائل أيضًا أن غادة كانت أحيانًا لا ترد على رسائله، وأحيانًا اخرى تكتب له أكثر من رسالة بينما هو لا يرد، ومن ثم يعتذر لانشغاله، كما يتضح من خلال الرسائل مدى الألم الجسدي الذي كان يعيشه غسان كنفاني خصوصًا وأنه كان مصاب بأكثر من مرض منهم السكري.
واختتمت سامية حديثها بأن لمحات من المجتمع الذي عايشه كنفاني وغادة والتي تتسم بالغيبة والنميمة كانت جليه في إحدى خطاباته حين حدثها حول من يثرثرون ويتحدثون عن العلاقة بينهما.