Menu

الطبقة العاملة بغزة تخرج بمسيرة حاشدة للمطالبة بإنقاذها من واقعها المتردي

81ebbbe5b4c627a5429f4ff2db81e2f5

غزة _ بوابة الهدف

نظمت كتل عمالية في غزة اليوم، مسيرة عمالية حاشدة بمناسبة الأول من أيار، والتي انطلقت من مفترق السرايا نحو ميدان الجندي المجهول وسط مدينة غزة.

وحمل العشراتُ من المشاركين في المسيرة شعارات ويافطات وأعلام فلسطينية تدعو للتوحد بين أبناء الشعب الفلسطيني، والتحرك لإنقاذ الطبقة العاملة من الضياع الذي ألم بها خلال العشر سنوات الماضية من عمر الانقسام والحصار الإسرائيلي واللذان ساهما في استفحال الفقر والبطالة ووصولها لمعدلات مخيفة تجاوزت الخمسة والأربعين بالمئة وفق البيانات والإحصاءات الرسمية التي ترصدها المؤسسات الرسمية.

وقال عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عبد الحميد حمد، الكلمة السياسية للأطر المشاركة في المسيرة، تحدث فيها عن ما يجري على الساحة العربية والدولية المعقدة والتي "ألقت بظلالها على القضية الفلسطينية، ودخول الهبة الجماهيرية في وجه الاحتلال أيامها وأشهرها بكل قوة وجرأة لتعبر ومنذ انطلاقتها أنها ليس ردة فعل عابرة على حدث بعينه، إنما جاءت في سياق خط كفاحي مديد قدمت خلاله الحركة الوطنية والشعبية وفي القلب منها الطبقة العاملة تضحيات بالغة خلال فترة الاشتباك مع العدو من عمر القضية".

وأوضح أن حالة الانقسام المتواصل للعام العاشر، ومع "غياب أية أفق نحو تجاوز الانقسام، والتي عززتها كل من سياسة السلطة الفلسطينية وسلطة حماس في غزة، الأمر الذي ساهم في هدر طاقات شعبنا النضالية في معارك وصراعات جانبية على حساب التفرغ للنضال ضد المشروع الصهيوني وسياسيات الاحتلال"، مشدداً على أهمية ترك كل هذه المهاترات والاستجابة للانتفاضة والتسريع في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة لمجابهة التحديات التي تجابه شعبنا الفلسطيني بصف واحد.

وقال حمد إن "العالم وبالأول من أيار يحتفل به، والشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة يئن تحت وطأة الفقر وبطء الإعمار واستمرار الحصار وإغلاق المعابر وانعدام الأمن الغذائي، وتزايد أعداد العاطلين عن العمل"، مشدداً على أهمية التحرك من جانب الجهات المسؤولة للتخفيف منها والعمل على إنهاءها بشكل جدي خوفاً من ترديها حال إهمالها.

بدوره تحدث النقابي إلياس الجلدة كلمة الكتل العمالية، أكد فيها على أن "هذا اليوم هو يوم انتصار للطبقة العاملة العمالية على جلاديها وليكن يوماً نضالياً وكفاحياً للطبقة العاملة الفلسطينية وللحركة النقابية وأطرها الفاعلة"، مطالباً بضرورة استمرار الكفاح والنضال الجاد لتحقيق حقوق العمال والدفاع عنهم وحماية مصالحهم، مبيناً أن "أوضاع العمال السيئة لم تجد البرامج والسياسات التي تنقذها من براثن الجوع والفقر والمعاناة رغم وجود حكومة التوافق الوطني، التي ليس لها من هم سوى زيادة الضغط على المواطن من ضرائب واحتكارات وقوانين جائرة بحق العمال والفقراء وارتفاع الأسعار وتضييق الحريات العامة والشخصية".

كما ودعا إلى إطلاق نداء الطبقة العاملة في عيدها، نداء الوحدة لطرفي الانقسام وإلى وقف هذه المهزلة المستمرة والعودة إلى اتفاقيات المصالحة الوطنية الشاملة بمشاركة كافة أطياف العمل السياسي الفلسطيني.

وطالب الجلدة حكومة التوافق وسلطة الأمر الواقع إلى وضع العمال على سلم أولوياتهم ببرامج تشغيل على أسس عادلة وشفافة، وإلى تفعيل العمل بقرار الحد الأدنى للأجور، وإلى تعديل نظام الضمان الاجتماعي بما يحقق العدالة للعمال والعاطلين وحياة حرة وكريمة تعزز صمودهم وبقائهم في وطنهم.

وأكد على حق "عمالنا وأبنائهم في الحصول على التأمين الصحي والتعليم وعلى حق العمل دون تمييز"، داعياً الحركة النقابية لتوحيد جهودها ووقف حالة الانقسام والشرذمة والابتعاد عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة التي أضرت بالعمل النقابي وبالحركة النقابية الفلسطينية.

من جهته، وجه النقابي سيد الدرباشي رسالة لمنظمة العمل الدولية دعا فيها الأمم المتحدة وكل الجهات الدولية والمختصة بحقوق الإنسان للضغط على سلطات الاحتلال لإدخال كل المستلزمات الخاصة بعملية الإعمار لقطاع غزة والذي دمر مئات الآلاف من البيوت وتضررت بفعل عدوان الاحتلال الهمجي الذي شنته قوات الاحتلال على القطاع خلال العام 2014 وعام 2012 و2008 الأمر الذي يتطلب ضغطاً دولياً وصوتاً واحداً لإجبار الاحتلال على تحقيق هذه المطالب الإنسانية بكل جدية وبدون تلكؤ منها.

كما ناشد الدرباشي الأمين العام للأمم المتحدة لاستخدام كل إمكاناته لرفع حالة الظلم الواقع على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ قرابة عشر سنوات من عمر الحصار، داعياً إياه لزيادة حجم المساعدات المقدمة عبر الهيئة الدولية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين والعمل على تطوير بنيتهم المعيشية وعلى كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية، داعياً للوقف إلى جانب الطبقة العاملة في فلسطين وتوفير دخل مادي وفرص عمل دائمة تعمل على الرقي بهم وبأبنائهم، والمساهمة في تخفيض نسبة الفقر المدقع الذي ألم بمئات الآلاف من العمال الفلسطينيين في ظل الحصار والإغلاق للمعابر الفلسطينية.

وألقى النقابي عبد السميع النجار كلمة موجهة إلى منظمة العمل العربية، دعا فيها إلى الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا من خلال فتح أسواق العمل العربية أمام العمال العاطلين عن العمل، وكذلك إلى الضغط على الاحتلال في الاتحادات والمؤسسات الدولية لإجبارها على استرجاع مليارات الدولارات المنهوبة من عمالنا على مدار سنوات الاحتلال.

ويشار إلى أن الكتل التي شاركت في المسيرة هي، كتلة الوحدة العمالية، جبهة العمل النقابي، اتحاد اللجان العمالية المستقلة والكتلة العمالية التقدمية.

وشارك في المسيرة الآلاف من أبناء الطبقة العاملة، والمواطنين والمواطنات، وصف واسع من قادة العمل الوطني والإسلامي، ومجموعات من التنظيمات اليسارية وعامة أبناء الشعب.