Menu

محلل: غياب المعلومات الأمنية أحبط عدوانًا جديدًا على غزة

عناصر المقاومة الفلسطينية

بوابة الهدف - وكالات

قال المحلل السياسي الفلسطيني، فايز أبو شمالة، إن "المناوشات" التي وقعت على حدود قطاع غزة؛ الأربعاء، "رسائل" من المقاومة الفلسطينية لجميع الأطراف بعدم السماح باستمرار الحصار.

ووصف الخبير في الشأن "الإسرائيلي" رد المقاومة على الاحتلال بـ "الموزون"، مبينًا في تصريحٍ نشرته وكالة "قدس برس"، اليوم الخميس، أن الطرفين (حماس والاحتلال) "لا يرغبان بدخول حرب جديدة".

وشدد أبو شمالة على أن "العدو "يُحاول أن يتقدم في غزة، ويحرص على أن يبقى يقظًا لكل ما يجري. لافتًا النظر إلى أن "تدخلات هدأت الوضع إلى حين".

وأضاف: "الرد السريع لكتائب القسام، بالأمس على التحركات الإسرائيلية، رسالة للجميع بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار الحصار على غزة".

وكانت كتائب القسام، قد أصدرت قبل عدة أيام تصريحًا صحفيًا حول استمرار حصار قطاع غزة من قبل الاحتلال، أكدت فيه أنه في حال لم يُرفع الحصار، فإن "انفجارًا" سيحدث، بقولها: "الحصار أو الانفجار".

واستطرد المحلل السياسي: "المقاومة هي الند الطبيعي للاحتلال، والتهدئة مهما طالت هي مؤقتة لأن الاحتلال قائم".

وتابع: "لو كانت إسرائيل على ثقة ويقين بان المعركة ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ستأتي لها بنتائج مغايرة لنتائج سنة 2014، لما احترمت عهدًا ولا ميثاقًا ولا ميزان قوى ولا ضغوطًا دولية".

مستدركًا: "ولكن إسرائيل حتى هذه اللحظة هي فيل أعمى، لا معلومات لديه عما يجري تحت الأرض أو فوقها من إعداد، وبالتالي هي ليست من الغباء أن تدخل معركة كسر عظم تخرج منها مهزومة معنويًا".

وبيّن أن "إسرائيل دولة أمنية، وأي انكسار للأمن فيها يعني انكسارها، وأي حرب تدخلها دون أن تحقق منها أهدافًا تقنع الشارع الإسرائيلي أنها حققت شيء، سيؤدي لانهيار عقد الوجود الإسرائيلي على هذه الأرض القائم على الاستقرار الأمني".

ولفت أبو شمالة النظر إلى أن "حذر إسرائيل ليس حذرًا من ردات الفعل الدولية أو الغضب الدولي أو الوضع الإقليمي، بل حذر الجاهل بما تعده وما تخبئه له المقاومة".

واعتبر الخبير في الشأن "الإسرائيلي" أن "غياب العملاء والجواسيس" عن الساحة في قطاع غزة، وبالتالي غياب المعلومات، أدى لعدم شنّ قوات الاحتلال لحرب جديدة.

وذكر الكاتب السياسي أن "حذر وانتباه المقاومة فيقوم على بندين؛ أولهما أن كل يوم تتأخر فيه المواجهة هو قوة للمقاومة، والثاني أنها تطمح لتحقيق شيئ من الاستقرار والإعمار للمواطن الفلسطيني، وليست معنية بأن تزج بهم في معركة كل عامين.

وتابع: "الزمن يعمل لصالح المقاومة، ولا سيما أن العدو لا يتجرأ على الاستيطان واجتياز الحدود في غزة (...) وكذلك الزمن ضد الوجود الإسرائيلي، الذي بات غير مستقر في المستوطنات على غلاف غزة".

وأشار أبو شمالة إلى أن "إعداد المقاومة لم يعد للدفاع عن غزة (...) وهي تُعد لما هو أبعد من ذلك". مشيرًا إلى تصريحات أفيغدور ليبرمان (رئيس المعارضة الإسرائيلية)، حينما قال "بأن المقامة تعد لاقتحام مستوطنات والسيطرة عليها".

متابعًا: "وإسرائيل تدرك خطورة هذا الأمر، وأبعاده النفسية على المجتمع لديها".

واستطرد: "الحراك الإسرائيلي في التنقيب عن أنفاق المقاومة على حدود غزة، كمن ينقب عن ماسة في جوف جبل".

موضحًا أن الاحتلال يُريد من ذلك مصالح داخلية (رسائل تطمينية لمجتمعه وجبهته الداخلية بأنه يعمل ضد الأنفاق)، وخارجية (للولايات المتحدة الأمريكية كي تواصل دعمها المادي لإسرائيل في الجانب العسكري).

وذكر الكاتب السياسي الفلسطيني أن الاحتلال لم يجد؛ حتى هذه اللحظة، علاجًا وقدرة لمواجهة سلاح الأنفاق، مستدركًا: "لأنه لا رغبة ولا نية للمقاومة الفلسطينية بأن تتنازل عن هذا السلاح الاستراتيجي".

وشهدت المناطق الحدودية لقطاع غزة "حالة من التوتر"، طوال ساعات يوم أمس الأربعاء، وذلك عقب تبادل القصف والغارات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في أكثر من منطقة، في حين شن الطيران الحربي الإسرائيلي؛ فجر اليوم، سلسلة غارات على مناطق مختلفة في القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن رفع حالة التأهب العسكري في صفوف قواته على حدود قطاع غزة، على خلفية بوادر التصعيد الثنائي بين الجانبين.

وحذرت "كتائب القسام" (الجناح العسكري ل حركة حماس )، من أنها لن تسمح باستمرار التوغل والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

واستعرضت في بيان عسكري صدر عنها مساء الأربعاء، التوغل الإسرائيلي  في أراضي قطاع غزة منذ أمس والتسبب في أضرار كبيرة فيها.

وشددت على أن التوغل الإسرائيلي؛ منذ مساء الثلاثاء الماضي، يُعد تجاوزًا واضحًا لاتفاق التهدئة عام 2014، وعدوانًا جديدًا على قطاع غزة.

وأبرمت الدولة العبرية في الـ 26 من آب/ أغسطس 2014، اتفاق تهدئة مع المقاومة الفلسطينية، برعاية مصرية، يقضي برفع الحصار عن قطاع غزة وبدء الإعمار وإدخال مواد البناء مقابل وقف المقاومة لإطلاق الصواريخ، ووقف الاحتلال لعملياته العسكرية والاغتيالات.