Menu

حارس الثورة البوليفارية يناور أوباما في بنما

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

الهدف_فنزويلا_وكالات:

مع اقتراب الرئيس الفنزويلي من إطفاء شمعته الثانية على هرم السلطة، يجد نيكولاس مادورو نفسه ملهما للثورة التي خلّفها له سلفه تشافيز، في ظل فوضى عارمة تجتاح بلاده بسبب الاحتجاجات المتواصلة ضد سياساته حيث يعتبر أن الولايات المتحدة تسعى إلى الإطاحة به من حراسة الثورة البوليفارية.
يسعى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى جمع 10 ملايين توقيع ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما في عريضة من المتوقع أن يقدمها له خلال قمة الدول الأميركية التي تنطلق غدا في بنما وعلى مدار يومين.

وأشارت صحيفة “يو إس إيه توداي” الأميركية في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إلى أن هذه الخطوة تأتي كرد فيما يبدو على إعلان أوباما الشهر الماضي على أن فنزويلا “تمثل تهديدا للأمن القومى الأميركي” وفرضه عقوبات عليها. ويقول مادورو، الذي بدأ حياته المهنية كسائق حافلة في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، إنه يحتكم بالفعل على 6.2 مليون توقيع حاليا.

إلا أن متابعين للرجل الذي اختاره الزعيم الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز لمواصلة الثورة الاشتراكية في بلاده، يرون أنه من الصعب أن يجمع ذلك العدد من المؤيدين لأن العشرة ملايين توقيع المطلوبين يعادلون ثلث الفنزويليين بما في ذلك الأطفال.
الرئيس الفنزويلي المثير للجدل يبرر حشد الموارد الحكومية للحصول على التوقيعات بأن الولايات المتحدة تشكل تهديدا لبلاده
ويبرر الرئيس الفنزويلي المثير للجدل حشد الموارد الحكومية للحصول على التوقيعات بأن الولايات المتحدة تشكل تهديدا لبلاده، إذا لطالما كان يدعي منذ توليه الحكم قبل عامين في قرابة 20 مناسبة مختلفة أنه أحبط محاولات انقلاب أميركية.

ويتوقع محللون أن تثير مواجهة الرجلين التي تعد الأولى من نوعها إن كتب لها النجاح في بنما لغطا واسعا نظرا لطبيعة التنافر القائم بين البلدين منذ سنوات طويلة.

وقمة الأميركيتين التي ستكون حبلى بالمفاجآت كالعادة سيشارك فيها 35 زعيما من دول أميركا اللاتينية والكاريبي ويتوقع أيضا حضور رئيس الولايات المتحدة أوباما ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر.

ومنتصف الشهر الماضي، فاجأ مادورو المتابعين حينما أعلن عن نيته التوجه لمقابلة أوباما في عقر داره ساخرا من تصريحاته التي تتهم بلاده بأنها باتت تشكل خطرا على الولايات المتحدة.

ولدى الغوص في سيرته الذاتية يلاحظ المتابع أن حياة هذا السياسي غامضة وتبدو شحيحة المعلومات وأن كل ما يمكن أن يجلب الاهتمام هو عداوته للولايات المتحدة المستمرة، إذ لا يفوّت الفرصة في كل مناسبة بالدعوة إلى مناهضة الإمبريالية ضد التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للدولة المنقسمة بشدة والغنية بالنفط.

ويعد مادورو الذي التحق بالنقابات المهنية في بلاده وقاد في عام 1990 عند اعتقال تشافيز لدى قيامه بمحاولة انقلاب، المظاهرات التي طالبت بالإفراج عنه، من أبرز الرموز الثورية في القارة الأميركية اللاتينية إلى جانب الشقيقين كاسترو في كوبا وقبلهم الثوري اليساري تشي غيفارا.

وكان تشافيز طلب من الفنزويليين قبل مغادرته كراكاس بانتخاب مادورو رئيسا لهم في حال اضطر إلى مغادرة السلطة وأكد حينها أنه “ثوري بالكامل” وأنه “رجل تجربة بالرغم من شبابه لقيادة البلاد بيده الحازمة ورؤيته وقلبه كرجل من الشعب وموهبته مع الناس وبالاعتراف الدولي الذي اكتسبه”.

مادورو يعد من أبرز الرموز الثورية في القارة الأميركية اللاتينية إلى جانب الشقيقين كاسترو في كوبا وقبلهم الثوري اليساري تشي غيفارا
وأبدى الرئيس البوليفي إيفو موراليس مساندته لمادورو الشهر الماضي لمواجهة الولايات المتحدة في حال عدوانها على فنزويلا بعد فرض واشنطن عقوبات جديدة ضد مسؤولين فنزويليين كبار وإعلان حالة الطوارئ بحق كاركاس على أساس أنها تمثل خطرا على الأمن القومي الأميركي.

وقال “راعي اللاما” موراليس في اجتماع طارئ للتحالف البوليفاري في كاراكاس، إن “بوليفيا هي الطفل المحبّب لسيمون بوليفار البطل القومي لفنزويلا، وتعرب الدولة عن تضامنها الكامل في هذه الظروف واستعدادها للقتال هنا في فنزويلا ضد أي تدخل من جانب الولايات المتحدة”.

وأكملت الثورة البوليفارية عامها 16 في السابع من الشهر الماضي منذ وصولها للسلطة في فنزويلا ولكنها الآن دون قائدها الراحل شافيز، إذ يؤكد بعض الملاحظين أنها فقدت خلال الأشهر الأخيرة جزءا من أرباحها النفطية التي تقدر بالمليارات والتي مكنتها في الماضي من ضمان وجود قاعدة دعم شعبية لها.

ويرى مراقبون أن الصعوبات التي يواجهها الفنزويليون والإحباط الشعبي، لا يعني نهاية الثورة البوليفارية واندثارها، إذ أن الحكومة لا تزال تحتكم على هامش للمناورة على الرغم من تواصل انحدار أسعار النفط والأرباح المنخفضة المتأتية من تسويقه.