Menu

اردوغان في اسطنبول: سيتم تطهير الجيش التركي

اردو

اسطنبول- بوابة الهدف

توجّه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان جوّاً إلى إسطنبول بعد محاولة مجموعة من الجيش القيام بانقلاب للسيطرة على البلاد، وفيما يبدو حسب الأنباء الواردة أنه لم يتم حسم الأمر بعد، فهناك قصف مبانٍ حكومية في أنقرة وإصرار على تنفيذ الأمر لنهايته من الجيش، بينما يختلف الوضع في إسطنبول حيث يبدو أن مناصري اردوغان سيطروا في الشارع، وأطلقت المجموعة المنفذة لمحاولة الانقلاب اسم "السلام" وأعلنت أنها ستستمر في محاولتها، وحثّت الناس على البقاء في منازلهم.

وشوهد أردوغان محاطاً بأنصاره، وقال في خطاب تلفزيوني على الهواء إن الانتفاضة فعل خيانة، وتعهد أردوغان بتطهير الجيش قائلاً "هؤلاء الذين قادوا الدبابات عليهم العودة من حيث أتوا." ووصف قادة الانقلاب بـ "الخونة"، وأنه سيتم تطهير الجيش التركي، وحسب الباحث في الشأن التركي دانيال عبد الفتاح أن المقصود بتطهير الجيش هو تنفيذ تصفيات من الجيش لكل من لا يوالي الرئيس.

وأعلن مكتب المدعي العام أن 42 شخصا لقوا حتفهم خلال الاشتباكات بالعاصمة أنقرة، وأغلبهم من المدنيين، وتم اعتقال أعداد من الضباط من الجيش الذين على صلة بما حدث، وذكر مراسل "الميادين" أنه تم التأكيد على أن المستشار القانوني لرئيس الأركان العقيد محرم كوسا، هو قائد هذا الانقلاب.

وكانت مجموعة من الجيش قد أعلنت في وقت سابق من مساء الجمعة أن "مجلس السلام" يدير البلاد حالياً، وفرضت حظر تجول وأحكام عرفية. واحتل الجنود مواقع استراتيجية في اسطنبول وحلقت الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض في العاصمة أنقرة.

ولكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم قال إن الموقف بات تحت السيطرة إلى حد كبير وتم فرض منطقة حظر طيران فوق العاصمة أنقرة.

وكان أردوغان قد قال إنه سينتصر على ما وصفه بانتفاضة الأقلية، وكان دعا الشعب التركي عبر "سكايب" على أحد القنوات للنزول إلى الشوارع والمطار، واحتشد أنصار أردوغان في ميدان تقسيم بوسط اسطنبول، فيما أفادت الأنباء بوقوع اشتباكات هناك وقد غرد البعض على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنه سمع دوي إطلاق نار قرب الميدان، وذكر مراسلنا في إسطنبول أن الاشتباكات التي وقعت كانت بين الشرطة والجيش.

وفي وقت سابق، تحدثت أنباء عن انفجارات في مبنى البرلمان في أنقرة حيث يعتقد أن عددا من النواب لاذوا به، كما وقع انفجاران في ميدان تقسيم باسطنبول.

ولم يتضح هوية المجموعة التي قامت بمحاولة الانقلاب أو على أي مستوى هي. وقد تم اعتقال عدد من كبار قيادات الجيش، وحسب وزارة العدل، تم اعتقال 754 عسكرياً منذ وقوع الانقلاب.

وكانت تقارير أفادت بأن الدبابات أغلقت مطاري العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول. وأُلغيت كافة الرحلات الدولية من المطار الدولي الرئيسي في اسطنبول. وأغلقت مركبات عسكرية جسري البوسفور والسلطان محمد الفاتح في مدينة اسطنبول، كما سُمع دوي إطلاق نار.

وذكر تلفزيون إن تي في التركي الذي تم السيطرة عليه في بداية الأحداث، أن مقاتلة من طراز إف 16 أسقطت مروحية تابعة للمجموعة العسكرية التي تقوم بمحاولة الانقلاب في سماء العاصمة أنقرة.

وفي غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية أن 17 من رجال الشرطة لقوا حتفهم في هجوم على مكاتبهم بالمدينة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال لـ "سي ان ان" التركية في وقت سابق عبر الهاتف المحمول إن هذا الفعل من جانب "الكيان الموازي" سيلقى الرد اللازم. وكان أردوغان قد استخدم هذا الوصف في السابق في إشارة لفتح الله غولن، رجل الدين المسلم الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، الذي يتهمه أردوغان بإثارة القلاقل، إلا أن غولن كان صرّح بأنه ضد عملية الانقلاب التي جرت.

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن مجموعة من العسكريين يحاولون الإطاحة بالحكومة، وندد بما وصفه بـ "العمل غير الشرعي" من قبل مجموعة من الجيش، مؤكدًا أنه لم يحدث انقلاب، وأن الحكومة مازالت تسيطر على الوضع، وقال يلدرم إنه تم استدعاء قوات الأمن للتعامل مع الموقف، مشددا على أن الديمقراطية التركية لن تتضرر بشيء، وتعهد بأن من قاموا بالتحرك من العسكريين سيدفعون الثمن غالياً.

وذكر مصدر رئاسي لوكالة "رويترز" للأنباء أن قيادة الجيش لم تصرّح بالبيان الذي أفاد بسيطرة الجيش وتوليهم السلطة، وأفادت أنباء أن الجنرال خلوصي أكار، أعلى قائد في الجيش التركي، بين المعتقلين في مقر قيادة الجيش، وذكرت مصادر تركية أنه تم تحريره.