Menu

مخاطر الصرصور على صحّة الإنسان

وكالات

الصرصور هو نوع من أنواع الحشرات الّتي تُشكِّل مصدرَ قرفٍ واشمئزازٍ عندَ معظم البشر بسبب شكلها وحركتها ورائحتها، وتعدّ أحد الحشرات الأكثر تخويفاً ولا سيّما عند الإناث اللواتي لا يترددن أبداً في الصراخ بصوتٍ عالٍ والركض هرباً عند رؤيتهن لواحدةً منها. وفي الوقت نفسه وجدت عدّة دول في الصرصور طعاماً لذيذاً جداً لا تقلُّ لذته عن لذة اللحم.

معلوماتٌ مُدهشة عن هذه الحشرة

الصرصور هو حشرة من رتبة مستقيمات الأجنحة صغير له ست أرجل، أجنحة شفافة بنية اللون، جسمه مفلطح بيضوي يضرب لونه للسمرة، وله قرنا استشعار طويلان وعينان كبيرتان وللصرصور رائحة كريهة من إفراز غدي، وهو يأكل ما يصادفه ويتكاثر عن طريق البيض الذي تبيضه أنثى الصرصور.

حيث تفرز الأنثى مادة عطرة تعلن فيها استعدادها للتزاوج يلتقطها الذكر بقرونه الاستشعارية فينجذب إليها، ويمكن أن تبيض أنثى الصرصور لمدى الحياة بمجرد التقائها بالذكر لمرة واحدة.

ويصنف الصُّرْصُور ضمن الحشرات القارضة حيث يستعمل فكيه الأماميين الذي يسميان الفكوك الطاحنة لتمزيق ولقطع ومضغ الطعام كما يوجد زوج من الفكوك أقلّ قوّة من الفكوك الأمامية تُسمّى الفكوك الخلفيّة وتُستعمل في التعامل مع الطعام ودفعه إلى أسفل الحنجرة.

يوجد في العالم 3500 نوع من الصراصير وقد أثبتت أبحاث علمية أن الصراصير توجد على سطح الأرض منذ خمسين مليون سنة أي قبل وجود البشر. ويسمى صوت الصرصور صريراً أو صرصرة.

صحّتك والصراصير

إنّ الصراصير التي تصيب مساكن الإنسان وأماكن العمل تشكل أكثر من رفيق حميم  وارتباط مزمن أكثر من أي آفة ذات أهمية طبية وبيطرية أخرى.  فالكثافة الكبيرة لأي نوع من الصراصير قد تؤثر تأثيرا سيئا على صحة الإنسان بطرق متعددة.  تتضمن تلك الطرق تلوث الغذاء ببرازها أو النشر الميكانيكي للجراثيم الممرضة، واستمالة الحساسية، والضغوط النفسية (السيكولوجية)، وعضات الصراصير.

وبالرغم من أنّ وثائق عضّ الصراصير محدودة إلا أنّ هناك تقارير تشير إلى تغذية الصراصير على أظافر أصابع الإنسان عند النوم، وتتغذى الصراصير على عين السمكة في الأيادي والأرجل (الكالّو)، كما تتغذى على فضلات أو متبقيات الطعام على وجوه الأفراد النائمين مسببة بثرات  وجروح صغيرة.

وهناك تقارير أخرى عن عضّات الصراصير حول أفواه الأطفال الرضّع في البيوت شديدة الإصابة وحتى في المستشفيات.

وبالرغم من أنّ كثير من الناس يكون لديهم المقدرة على تحمّل الإصابة بالصراصير إلا أنّ آخرون قد يعانون من الضغط النفسي الشديد.  ويميل مستوى الضغط النفسي إلى أن يكون متناسبا مع حجم الصراصير وضخامة الإصابة، فكلما كبر حجم الصرصور ازداد الضغط النفسي.

إن الخوف من الصراصير ليس خوفا عاديا، انه فزع ويسمى "الخوف من الصراصير أو رهاب الصراصيرCockroach phobia".

إنّ الصراصير تعتبر أيضا من أسوأ الآفات المنزلية، فهي تلوث الغذاء ببرازها وإفرازاتها مخلفة بكتيريا خطيرة ومحدثة مواد مسببة للحساسية، بينما تنبعث منها رائحة كريهة لأصحاب المنزل.

تستطيع الصراصير أن تنقل الجراثيم من المراحيض ودورات المياه إلى أطباق الطعام وأسطح أواني الغذاء المختلفة، وتنشر بكتريا السالمونيلا التي تسبب التسمم الغذائي.  لذلك وجب تغطية الطعام والشراب جيدا قبل النوم وعدم تركها مكشوفة للصراصير. حتى الأواني والأكواب الفارغة.

البكتيريا الممرضة للإنسان والتي عزلت من الصراصير من أماكنها المختلفة هي أنواع تسبب أمراضا عديدة وخطيرة منها:  عدوى المستشفيات،  وعدوى الجروح،  والإسهال، والنزلات المعوية،  والعدوى الثانوية،  والتهاب المجارى البوليّة،  والتهاب ملتحمة العين،  والتسمم الغذائي،  وبكتريا الدم،  والغنغرينا الغازية،  والالتهاب الرئوي،  والجذام، وإصابات الفطر الشعاعى،  وتلوث الجروح ،  وعدوى الجهاز التنفسي، والتيفود،  والزحار (الدوسنتاريا)،  وعدوى الجلد، والطاعون،  وعدوى الأعضاء الداخلية،  والسل،  والكوليرا.

والصراصير على كل حال هي ليست ناقلات للأمراض حيث أنها لا تنقل أي فيروس أو بكتريا. وإذا خرجت من البالوعات أو المراحيض على سبيل المثال فقد تنقل الجراثيم الممرضة على أجسامها وتنقلها سلبيا بالاحتكاك المباشر. فهي تدخل المباني حيث تدلف من مواسير الصرف إلى الحمامات داخل الشقق والمنازل.

الصراصير تحمل الفطريات والبكتريا (33 نوعا) والديدان الطفيلية (6 أنواع)،  والديدان التي تصيب الأعضاء الداخلية للصراصير نفسها.  وتحمل الصراصير على أجسامها وفى داخل أجسامها الكائنات المجهرية (الميكروسكوبية) والتي تسبب الأمراض للإنسان (7 أنواع على الأقل).  ولها المقدرة على نشر الكائنات الضارة بطريقة غير مباشرة بالاحتكاك بالغذاء وأدوات المائدة والأطباق والأواني في المنازل وأماكن إعداد الغذاء التجارية مثل المطاعم والنوادي وغيرهما، وحيث أنها تزحف خلال المواد المتعفنة والبالوعات والمراحيض فإنها تتحول إلى آفات حاملة للأمراض بالتقاط الجراثيم على أشواك أرجلها.

ويعتقد بعض العلماء بأنّ الصراصير تحمل حتى فيروس سارس SARS  وهو المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة.

الصرصور وقدرته على البقاء والمقاومة

حتى يومنا هذا وكما وجد العلماء والباحثون تعرض الأرض لحوالي خمس موجات انقراض على الأقل، وتسبب كل موجة من هذه الموجات في إبادة ما يقارب الـ 90% من المخلوقات، وحيث إنه في آخر موجة هلكت الديناصورات والثدييات العملاقة في حين نجحت الصراصير وللمرة الخامسة من أن تتصدى لهذه الموجات وتبقى على قيد الحياة.

ويُقال إن الصراصير ستبقى وتستمر بعد كل مرة تتعرض فيها الأرض لأسوأ كارثة يمكن تصورها، فالصراصير تتمتع بنوع من الكروزومات في جيناتها الوراثية تحول بينها وبين الهلاك، ويجتهد علماء الأحياء والبيئة بتحليل حاملات الجينات الوراثية لدى الصراصير أملاً في التوصل إلى عقار يقي من الإشعاعات النووية.

أعدادها تفوق أعداد البشر والثديات الأخرى بأضعاف مضاعفة، وهي قادرة على العيش في جميع المناطق دون استثناء. كما اكتشف العلماء أن الصرصور يستطيع أن يستمر حيّا لمدة شهر كامل بعد قطع رأسه، وذلك لأن ليس له أنف ولا رئتين للتنفس، بل إن الأكسجين يصل للخلايا عن طريق شعيبيات متصلة بالقشرة الخارجية.

بإمكان الصراصير أن توقف تنفسها لمدة 45 دقيقة دون أن تصاب بأي أذى أو مكروه. وهي قادرة على الركض بسرعة كبيرة تقدر بخمسة كلم في الساعة، وتستطيع ضغط حجمها والدخول من فجوة لا تزيد عن 15 ملم والجري في أنبوب قطر ه خمسة ملم.

عند اللزوم هي قادرة على أن تبقى بدون طعام لحوالي شهرين كاملين، وكذلك تستطيع أن تتحمل العطش لمدة أسبوعين تقريباً. لديها القدرة على تكوين مناعة خاصة بها ضد الأمراض والآفات الجديدة التي تظهر. وإذا لامست الإنسان تجري في الحال للاغتسال وتنظيف نفسها.