Menu

الشاعر جمعة ينشر ملاحظات على كتاب اللغة العربية الجديد للصف الرابع

طالبات في مدرسة ابتدائية فلسطينية

رام الله_ بوابة الهدف

انتقد الشاعر والكاتب الفلسطيني خالد جمعة، المنهاج الجديد الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم العالي، مع بداية العام الدراسي الحالي 2016/2017، للصفوف الدراسية من الأوّل حتى الرابع الأساسي، ويشمل التغيير أيضاً مواد جديدة من الصف الخامس حتى الثانوية العامة، على أنّه منهاج تجريبي.

ونشر الشاعر جمعة، مساء اليوم السبت، على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، عدّة مُلاحظات، على كتاب اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي، بدأها بملاحظات عاّمة على المنهاج، فكتب "رغم أنّهم يقولون إنه منهج جديد إلا أنني أراه موضوعاً بطريقة تقليدية تماماً، سواء على مستوى اللغة أو الأفكار، أو حتى التناول، والاختصار الذي يضر بالفكرة لأن الفكرة كما هو واضح يجب أن يتم التعبير عنها في صفحة واحدة".

وأضاف "هناك بالطبع آراء، لكن ما سأقدمه هنا سأحاول الابتعاد فيه عن الرأي الذي يمكن أن تتم مناقشته، سأسعى إلى الحديث عن الأخطاء المباشرة الواردة في المنهاج".

نُورد الملاحظات كما نشرها الشاعر والكاتب خالد جمعة على منهاج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي.

قبل الدخول في تفاصيل المنهاج، تفتح الصفحة الأولى في منهاج اللغة العربية "لغتنا الجميلة"، فتفاجأ بشعار وزارة التربية والتعليم العالي، والذي هو عبارة عن نسر بداخله علم فلسطين، وهذا العلم مرسوم بطريقة خاطئة، إذ أن اللون الأسود يجب أن يكون على اليمين، وهو مرسوم على اليسار، بداية موفقة يا وزراة التربية، وبالطبع على الغلاف الخارجي الشيء نفسه، أما في كتاب التربية الإسلامية للصف الثالث الابتدائي فالعلم مرسوم بشكل صحيح، فلماذا لم ينتبه من وضع الشعار لذلك في بقية الكتب؟

 في صفحة 14، درس السمكة والحرية، هل فعلا أن من يصطاد السمك يضعه في إناء زجاجي؟ ولماذا تم وضع تنوين تحت كلمة أيّة، "فكانت تبحث عن أيّةٍ طريقةٍ..."، الفقرة نفسها مكررة بنفس الخطأ في ص 18، وهذا يدل على أن الفقرة مأخوذة قص ولصق، ولم تتم مراجعتها بشكل منفصل. بالنسبة إلى موضوع القصة، وهذه الطريقة الساذجة التي وضعت فيها، دون أن تفعل السمكة شيئاً غير الشكوى مما حدث لها... لا تعليق.

في قصة "يا رمز العطاء والصمود"، ص 24، "فأحسُّ بالدفءَ"، وآخر معرفتي بحرف الجر الباء أنه يجر الكلمة التي بعده، فماذا نصبت كلمة الدفء؟ والكلمة نفسها ونفس الفقرة مكررة في صفحة 28، ثم إن كلمة بدن التي وردت في نفس القصة تعني ما سوى الرأس والأطراف من الجسم، لذا حين يقول النص "لأنظف بدني" فهل يقصد أنه لا ينظف رأسه وأطرافه كذلك؟ القصة بشكل عام مثل كل القصص التي وردت في منهاج الصف الرابع، عبارة عن كلاشيهات، أقوال نمطية لا جديد فيها، تشبه إلى حد بعيد "من يدرس ينجح"، وحتى طبيعة الأسئلة الواردة بعد الدرس، فهي أسئلة متوقعة وأجاباتها كذلك، دون أن يكون هناك مساحة كبيرة للتفكير والإبداع.

في ص 30، هناك ذكر للبستان والبيدر في نفس النص على أنهما متشابهان، بينما البيدر جرن يجمع فيه القمح ويدرس بالنورج، أما البستان فهو جنينة.   في صفحة 34، "وظلّت تركض حتى وصلت الجدار الإسمنتي"، على أساس أنه جدار يفصل بين حقل وحقل، لماذا لم تذكر كلمة جدار الفصل، أو الجدار العازل، هل هناك اشتراطات على المنهاج من قبل الممولين، أظن أنه نعم، ثم إن السذاجة واضحة في صياغة درس "زهرة الحنون"، فجأة لم تعد ليلى تتعجب من كيفية الطيران، بعد سطر واحد طارت وانتهى الأمر، إرحموا أطفالنا.

في درس "جولة في أسواق القدس " ص 44، القدس كلها محشورة في صفحة، من سور القدس إلى باب العمود، إلى خان الزيت، إلى سوق العطارين، إلى سوق اللحامين، إلى سوق الدباغة، إلى سوق القطانين، إلى المسجد الأقصى، كل هذا في 15 سطراً... وكأنه من المطلوب الحديث عن القدس كلها في درس واحد... ثم لماذا نصبت كلمة المسجد في نفس الدرس "وقبل دخولهما المسجدَ الأقصى"؟ ولماذا نصبت كلمة السنين في نفس الدرس "وحافظوا عليها مئات السنينَ"؟   ثم فجأة يقول كاتب النص "وهو من الأسواق الجميلة في مدينتنا" ليتحول من صوت راوٍ عليم، وهو الراوي البعيد غير المشترك في القصة، إلى راوٍ مشترك في القصة عبر الضمير في كلمة مدينتنا، وهي جملة خارجة عن السياق السردي كله.

في صفحة 50 عبارة "يشتهر سوق القطانين قديماً ببيع القطن... يشتهر المضارعة مع قديماً ببيع القطن؟    في ص 56، وفي درس "دمية حسنة"، وردت عبارة "وعندما تعبنا من اللعبَ" لماذا نصبت كلمة اللعب؟ والخطأ نفسه مكرر في صفحة 60.

في صفحة 66، درس "إرادتي سر نجاحي"، ترد عبارة "مرت سيارة مسرعة، ودهسته" والدهس في اللغة هو الدوس والوطء الشديد، والأكثر ملاءمة أن تكون صدمته...

هل من المنطقي أن يذهب الناس في درس "النفع طبعي" ص 132، ليعاتبوا صاحب المصباح كي يتوقف عن تعليق المصابيح؟ أم من الأجدى أن يتحدثوا مع الشقي الذي يكسرها؟

على كل حال، ما يعزينا هنا أن هذا المنهاج وضع لمدة سنة تحت التجريب، وسنبقى على أمل أن يتم تطويره خلال هذه السنة بشكل أفضل، وفي رأيي أن التطوير يجب أن يبدأ من طريقة وضع المناهج وسمات من يضعونها، قبل التفكير في مادتها نفسها.

وكان نشر، عبر صفحته، قبل أيّام أن المناهج الجديدة "خاضعة لحسابات مع دول وحسابات مع تنظيمات وحسابات مع أفكار، أُخذ فيها بعين الاعتبار كل شيء ما عدا مصلحة الطلاب"، مُوجّهاً "نداء إلى النخبة المثقفة في فلسطين"، للوقوف في وجه هذا المنهاج وتغييره.