Menu

الوزير صيدم يوضح أهم التغييرات في المنهاج الجديد والرؤية الجديدة لامتحان "توجيهي"

صيدم

بوابة الهدف - وكالات

صرح وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم ان نظام التوجيهي الجديد لهذا العام سيكون نقلة نوعية، وقفزة في المستوى الاكاديمي والعلمي والمهني، وسيوفر فرصة للآلاف من الطلاب نحو النجاح والتقدم. والمنهاج الجديد يمثل نزعاً لفتيل التوتر لدى الطالب والاسرة الفلسطينية، مؤكداً أن منهاج التوجيهي الجديد في فلسطين لم يطبق ولا في أي دولة بالعالم.

وقال صيدم، في تصريحٍ نشرته صحيفة القدس المحلية، ان ما رصد للتربية والتعليم من الموازنة العامة لهذا العام حوالي 21٪، إذ كانت العام الماضي حوالي 16٪ فقط أي سجلت ارتفاعاً حوالي 5٪، مشيراً الى ان للقدس حصة من هذه النسبة تصل الى حوالي 20٪ من موازنة التربية والتعليم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

ولفت صيدم الى انه نظراً لعملية الأسرلة والتهويد وأمام الهجمة الصهيونية فإننا نحتاج تقريباً الى نسبة 50٪ إضافية لسد العجز والحفاظ على الموجود والتصدي لهذه الهجمة التي تسخر فيها إسرائيل كل امكاناتها .

وأوضح صيدم انه نظراً للوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به السلطة فمن الصعب توفير المزيد، فنحن بحاجة الى بناء مدارس جديدة وتأهيل مدارس قائمة، وإعادة التشكيلات المدرسية، فحتى القاعات التي يجري فيها امتحان الثانوية العامة مكتظة بصورة كبيرة ففي بعض الأحيان لا تمكن الطلاب من أن يكون لديهم مساحة فكرية كما هو مطلوب لأي طالب في أي حيز في العالم، مؤكداً ان هذه هي المفارقة الفلسطينية، أن توضع في أتعس وأصعب الظروف وتستطيع أن تنتجح.

وذكر ان إعادة التشكيلات المدرسية يعني تخفيف عدد الطلاب في الصفوف وتوزيعهم على مدارس جديدة، أي تعيين معلمين جدد، وقال ان لدينا مشكلة في الرواتب في القدس فنحن نضيف الى الراتب المتدني علاوة القدس، وفي بعض الأحيان لا نستطيع دفعها، إضافة الى عدم القدرة على تغطية المواصلات في بعض الأحيان نتيجة الضائقة المالية، وهذه تجعل من الاهتمام بمهنة التعليم وسط المقدسيين قضية ليست ذات أولوية، إضافة الى توجه الإناث لقطاع التعليم مقابل تراجع الذكور.

ولفت الى النقص في عدد المعلمين الذكور في القدس، قائلاً: نعمل على استقطاب معلمين من الضفة الغربية ونرسلهم الى التعليم في القدس، ناهيك عن التصاريح والحواجز وتفاصيل إشكالية لوجيستية واضحة، فعدد الذين تقدموا للانضمام لسلك لتعليم هذا العام حوالي 400 من أصل 43454 معلما وأغلبهم من الإناث، فالذكور لديهم أولوية حيث يعتبرون هذا الدخل غير كاف ولا يستطيع أن يسد رمقهم، ولا ننكر الحاجة، فوجود هذه الحاجة هو الذي يسبب لنا الأرق، فانخفض الدعم من مليار و٢٠٠ مليون، الى ستمائة وأربعين مليوناً العام الفائت، وربما ينخفض أكثر هذا العام، فندير جهاز التربية والتعليم العالي ضمن إمكانات شحيحة وظروف صعبة.

وشدد على انه عندما نتحدث عن المضارب البدوية والقدس و غزة وغيرها، لا ننسى أن هناك مناطق أخرى تحتاج للصمود مثل البلدة القديمة من مدينة الخليل، وحالها المأساوي جداً حيث تزداد حالة الحصار والتنكيل والخطر الذي يعيشه الناس بسبب الاستيطان والمستوطنين والانتهاكات التي ترتكب يومياً.

وقال صيدم :"لقد امتلكنا الجرأة لتطوير التعليم في عدة قطاعات، وتم افتتاح العام الدراسي الجديد بتركة ثقيلة، جراء استمرار الاحتلال في اعتدائه على التعليم، ودون شك نعتبر ان قطاع التعليم محور مواجهة الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الهجوم على التعليم في القدس، أو محاولة سحب المنهاج الفلسطيني من خلال إغراء المدارس المقدسية بتوفير الامكانات المالية، لاستخدام المنهاج "الاسرائيلي".

ولفت وزير التربية والتعليم العالي الى مجموعة من الخطوات الإسرائيلية لتهويد التعليم في القدس والتي كان منها تعزيز المفتشين الاسرائيليين في المدارس العربية، والتهديد بقطع المخصصات وعدم صيانة المدارس ومد البنى التحتية المفروضة وكل هذا كان نتيجة الضغط الذي مارسه وزير المعارف الإسرائيلي الذي قال إن العام ٢٠١٦ سيكون عام التعليم الإسرائيلي في القدس، مؤكداً أنها محاولات مستمرة لاقتلاع المدارس الفلسطينية والتي كان آخرها مدرسة الخان الأحمر في مضارب عرب الجهالين أو ما يعرف بمدرسة الإطارات، ما اضطرنا لبدء العام الدراسي قبل أسبوعين من موعده، ناهيك عن استهداف الأطفال على الحواجز والإدعاء بأن هناك محاولات مستمرة لمواجهة الجيش الإسرائيلي حيث خسرنا أكثر من ٦٠ شهيداً ما بين طفل، ومعلم وإداري في وزارة التربية والتعليم.

وقال صيدم إنه على الرغم من أن العام الماضي كان عاماً مثقلاً بكثير من الهموم لكن كان أيضا عاما مفعما بالنتائج، فتم تتويج حنان الحروب المعلمة الأولى على العالم، إضافة الى فوزنا في مسابقة "انتل" العالمية للعلوم والتكنولوجيا، وأيضا مشاركتنا في وكالة الفضاء الصينية من خلال مجموعة من أطفالنا والمشاركة في تحدي القراءة ووصولنا الى النهائيات العربية التي نأمل أن نفوز بها، ووصولنا الآن الى تصفيات الذكاء العقلي في العالم العربي وفوز أديان عقل في المرتبة الثانية، ومشاركة اطفالنا الصغار في مسابقة الذكاء العقلي.

وأوضح أن هذه هي فسيفساء المسيرة التعليمية الفلسطينية، فهي من باب، تتجرع الدمع وتحاول قدر الإمكان أن تلملم الجراح، ومن باب آخر تبدع وتنجز وتستمر المسيرة، لذلك بدأ الإحتلال بخطوات تصعيدية باستهداف التعليم، والتي كان آخرها زيارة نتنياهو للقرية العربية "طمرة الزعبية" حيث قام بتحويل القرية الى ثكنة عسكرية، وارغام الأهالي على ارسال ابنائهم وارغام الأطفال على حمل الأعلام الإسرائيلية، حيث قال نتنياهو بالحرف الواحد "عليكم أن تتعلموا تاريخكم تاريخ الشعب اليهودي، وتاريخ إسرائيل واللغة العبرية، وأن تهتموا بالعلوم والرياضيات، وأن تؤمنوا بدولة الأمن والأمان"، ووصف صيدم هذا التصريح بموقف سريالي لأننا نتحدث عن هوية عربية ومواطن عربي وأناس ينتمون الى رسالة تختلف تماماً، مؤكدا أن هذه المحاولة الترويجية الاستعراضية مرفوضة.

وقال صيدم اننا نبدأ العام الدراسي مثقلين بالهموم، لكن رغم كل العواصف التي واجهناها على مدار العام الماضي، من اضرابات واشكاليات كثيرة ومحاولات لتعطيل العمل، إلا أننا تمكنّا من احداث أربعة اختراقات رئيسة: أولاً في مفهوم المنهاج - المنهاج الجديد، ثانياً إزاحة "غول" التوجيهي بعد ٥٤ عاماً من سيطرته على عقول وأذهان الشعب الفلسطيني، واستحداث التوجيهي الجديد والبدء بتطبيقه، ثالثاً دمج التعليم المهني والتقني بالتعليم النظامي ابتداء من هذا العام في مائة وستين مدرسة، وتجري العجلة بصورة متدحرجة.

التعليم المهني

وأضاف: "لقد اصبحت المدارس تهتم أكثر في التعليم المهني وسيكون هناك كل عام تطبيق لثلاث مهن تُدرّس في الصف السابع، وثلاث مهن في الصف الثامن وثلاث مهن أخرى في الصف التاسع، حيث نبني ثقافة الاهتمام بالتعليم المهني والتقني، نحن اصبحنا في الوزارة نستخدم الأبناء "الطلاب" كسفراء في منازلهم لإقناع الآباء بأنه آن الأوان للعدول عن التعامل بوضاعة مع التعليم المهني والتقني، وتحقيق الواقع الفلسطيني الذي نلمسه كل يوم بأن هناك طلباً في السوق للتعليم المهني والتقني، ولكن حجم العرض قليل جداً للخدمات، لذلك يجب أن نبدأ بتغيير هذه الثقافة.

ولفت صيدم الى أننا اليوم في عالم التكنولوجيا والأبناء يؤثرون على آبائهم وأمهاتهم، بطبيعة الهاتف المحمول والتكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي، فهذه فرصتنا لاستخدامها بصورة ايجابية ونستثمر طاقاتهم باتجاه التأثير على أهلهم لخلق ثقافة أوسع، وسنبدأ بإنشاء المزيد من هذه المدارس تعزيزاً لهذا المفهوم.

وأشار صيدم أيضاً الى موضوع الرقمنة وإدخال الأجهزة الرقمية اللوحية الى المدارس، مؤكدا اننا سنبدأ بعدد من المدارس، وقال ان الميزة هذه المرة أننا سنستخدم ضريبة المعارف، التي جُمعت في عدد كبير من البلديات لشراء هذه الحواسيب لصالح كل أبنائنا في صفوف الخامس والسادس وبعدها في صفوف أدنى، مع مواءمة للمادة المطروحة على هذه الأجهزة مع المنهاج الجديد، معلقاً أنه ما بين الألم والأمل هناك رغبة فلسطينية حقيقية بأن هذه الحرب التي يخوضها نتنياهو ضدنا في التعليم سنواجهه بمزيد من التطوير.

ورداً على سؤال حول الحلقات والمجالات الأضعف، والمشكلات التي واجهتها الوزارة مع بداية العام الجديد؟ قال صيدم أولاً موضوع توفير المنهاج كان تحدياً كبيراً سيّما اننا نعمل عليه منذ أكثر من عامين، حيث تم إقرار الإطار المرجعي قبل أشهر بسيطة، ما نقل عملية الإعداد الى مرحلة متقدمة يقوم فيها الفريق العامل على المنهاج، والذي سميناه بمصنع المنهاج لأننا استحدثنا العديد من الفرق التي بدأت تعمل بصورة متوازية، مما حول هذا الجهد الى أشبه بمصنع يقوم بجمع المواد وتحضيرها، فهي كانت عبارة عن أجزاء في كل مكان ضمن الإطار المرجعي للمنهاج، وعملية جمعها وعملية التصميم ليست عملية سهلة على الإطلاق، وعملية المواءمة حتى تغيير شكل الكتاب فيما يتعلق باللون والهوية الفلسطينية، حيث نلاحظ كل الكتب تحمل التطريز والكوفية، ومحاولة تكثيف مفهوم التعلم باللعب والتعلم النشط، وصولاً لترسيخ مفهوم ما نسميه بالتعلم العميق وليس الاستظهار والتلقين القائم في العملية التعليمية.

مضيفاً أنه ربما سيشتكي الأهل من سمك كتاب الرياضيات للصف الثاني الأساس، لكن فريق التطوير كان يشعر أن هناك حاجة لإثراء المفاهيم عبر المزيد من التمارين، أي التعلم بالتمرين واللمس والتجربة واللعب. وبالتالي عملية الإنجاز عنت بالنسبة لنا أن تبقى كل مطابعنا عن بكرة أبيها تعمل سواء في الضفة وغزة والقدس، لانجاز هذه المناهج عشية انطلاق العام الدراسي مؤكداً ان الوزارة ستقوم بتكريم المطابع التي ساهمت في طباعة المناهج حيث أبلوا بلاءً حسنا، وقال: لقد زرت بعض المطابع ورأيت بعض العاملين الذين أغمي عليهم على ماكنات الطباعة جراء ضغط العمل وحجم الحرارة والتحضير.

ومضى يقول: قمنا بإنجاز الكتاب وتوفيره لجغرافيا صعبة كإدخاله الى قطاع غزة، ونتيجة للحصار على قطاع غزة لم تتمكن بعض المطابع أو أغلبها من تحديث ماكناتها، لذلك اضطررنا لسحب بعض الكتب من غزة وطباعتها في الضفة ومن ثم ارسالها الى غزة، وعملية الإرسال عنت بأن يتدخل الإحتلال بالإطلاع على المحتوى، وعندما اطلعوا على المحتوى أرسلوا رسالتهم لوكالة الغوث التي كانت تُسهل عملية الدخول، وقالوا لدينا ثلاث ملاحظات على المنهاج ولكن سنسمح بدخوله الآن، ولكن إن عدتم بكتب بهذا المستوى سنمنع دخولها!

ولفت د.صيدم الى أحد إدعاءات الاحتلال حول السلبيات التي يراها في المنهاج، أن هناك صورة لجرافة إسرائيلية تقتلع زيتونة وأن هذا عبارة عن تحريض، مشدداً على أننا لا نحرض على القتل والدماء ولكننا ننقل الواقع الفلسطيني، ولا نقبل بأن نستثني تاريخنا ولا جغرافيتنا وهويتنا ومواطنتنا، مؤكداً على أننا لن نكتب منهاجا إرضاءً "لإسرائيل"، فنحن شعب في مرحلة تحرر نخوض تجربة ومخاضاً عسيراً في مواجهة هذا الإحتلال، ونقتنع كل يوم بأن هجوم هذا الاحتلال ساحق على قطاع التعليم، ولن نقبل بأن نقف مكتوفي الأيدي.

وقال صيدم ان الهدف من هذه الاستراتيجية هو الوصول لمرحلة تحرر واستقلال، لذلك المنهاج كان تحدياً وتجهيز المدارس في ظل ظروف صعبة هو أيضاً تحدٍ، كما قمنا بعملية توظيف جيش جديد من المعلمين الذين انضموا لسلك التعليم وهي مهمة ليست سهلة، خاصة بعدما غيرنا أسس التوظيف هذا العام، فرفعنا مستوى الكفاءات وأدخلنا آليات جديدة في المقابلات، وأيضا في حيز مديري المدارس قمنا بأربعة محاور رئيسة، منها دورة تدريبية لكل المديرين ومن ثم مقابلتهم واختيارهم، فأعطيناهم أكثر من فرصة حتى نستطيع اختيار الافضل.

وقال صيدم إن ارضاء الناس غاية لا تُدرك، فأي منهاج يطبع في أي مكان في العالم دائما ما يحتوي على أخطاء مطبعية، فلا يتم اليوم الطباعة بالطرق التقليدية بل يتم استخدام حواسيب تقوم بتخزين المادة ضمن نطاقات معينة، وهذه النطاقات في بعض الأحيان لا تعمل في بعض الأجهزة، فتجري عملية إعادة الصياغة وكل هذا يؤدي الى أخطاء، ولذلك اعتمدنا في كل كتاب على وضع كلمة الطبعة التجريبية، وأنه لو كان هناك اقتناع بأننا لن نواجه أخطاء لتم تسميتها بالطبعة النهائية.

وأشار صيدم الى أن للناس أراء ومشارب ومدارس فكرية، وتم فتح المجال للناس لتقول آراءها كيف ترى الخط واللون ومساحة الفراغ في الكتاب، إضافة الى شكل الغلاف وعدد التمارين والصور والمحتوى والشكل النهائي للمنتج وبناءً عليه تقرر كيف سيتم التعامل معه.

وأوضح أن عملية التطوير عملية غير سهلة، فتغيير نظام التوجيهي بعد ٥٤ عاماً ليس بالأمر السهل، تغيير منهاج كامل بعد عشرين عاماً أيضاً أمر ليس باليسير، فنحن نخوض حربا في عملية تطوير التعليم في فلسطين ومستعدون لمواجهة هذا الزخم الكبير من الانتقاد في مقابل تطوير التعليم، وأي خطأ عضوي نتحمل مسؤوليته ونعدله حسب الأصول، وسنوجه مركز المناهج وأيضاً الميدان باتجاه الأخذ بعين الاعتبار أي أخطاء عضوية، مضيفاً أن هناك فريقا يستقبل كل الملاحظات من أجل أخذها بعين الاعتبار.

اهم التغييرات

وعن أهم التغيرات في المنهاج الجديد؟ وأسباب تغييره؟ قال د.صيدم السبب الأول وراء تغييره هو حالة الخوف القائمة والسيطرة على مشاعر الناس بهذه الصورة، وحالة الترهيب وتحويل المجتمع الى كتلة متوترة جراء امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، فهو امتحان لم يخضه الطالب وحده بل الأسرة كلها تعيش حالة من الإلتهاب المعنوي المؤلم نتيجته، لدرجة رأينا بعد الظواهر التي يقدم فيها طلاب على الانتحار مضيفاً أن الناس وصلت للقمر وتفكر في غزو باقي أركان المجرة ونحن في فلسطين ما زلنا نفكر في التوجيهي، الذي يشكل سلم الوصول الى الجامعة ونقطة بداية وليس نقطة نهاية حياة إنسان ثمينة بالنسبة لنا نؤهله من أجل مستقبله، ويقول: لا نريد للإنسان الفلسطيني أن يكون رقماً على ورق، وإنما يجب أن يكون فاعلاً وجندياً في معركة التحرر.

ومضى يقول:" لذلك قررنا تغيير التوجيهي، فنحن أصحاب خبرة، والعالم اصبح قرية كونية متناثرة من كوستاريكا وصولاً الى أستراليا، فالفلسطينيون خبروا كل أنظمة التعليم وشاركوا فيها وقدموا المعلم الأول، فقلنا نستفيد من تجارب الدول الأخرى حتى نصل الى تجربة فلسطينية متميزة، مؤكداً أن ما خرج من توجيهي جديد في فلسطين لم يطبق ولا في أي دولة بالعالم، ويزيل بعض المفاهيم الخاطئة حيث يقول أن الناس صديقة لما تعرف وعدوة لما تجهل، فعندما تأتي للناس بشيىء جديد تخاف، وترتاح عندما تعيش وتمارس التجربة وبعدها تستقبلها.

الرؤية من امتحان الثانوية

وذكر محاور الرعب التي يجب استئصالها وهي الامتحان، فهناك أقسام مختلفة "أدبي، علمي، تجاري، فندقي، إلخ..."، إذ هناك عدد من الامتحانات يصل في بعض الأحيان الى أحد عشر امتحانا، فتم تقليص الامتحانات لتصبح عبارة عن ثمانية امتحانات مقسمة لحزمتين: الأولى هي المواد الإجبارية الرئيسية، والثانية هي المواد الأساسية، أي ستظهر على شهادة الثانوية العامة الجديدة علامات المواد الإجبارية، وستظهر أيضاً علامات المواد الأساسية، لكن ما سيحسب في المعدل النهائي هو أفضل علامتين من المواد الأربع الأساسية، أي سيتم التركيز على ست مواد، حيث في بعض الدول عندما تنظر في الشهادة تعلم أن هذا الطالب جلس لهذا الامتحان ولم يكتف فقط بعلامة النجاح، وهذا حتى لا يهمل الطالب ولا يركز على بعض المحاور بل يأخذ الموضوع بجدية أكثر. اذاً هناك ست مواد تشكل المعدل وهذا هو المحور الرئيس في خفض الخوف.

أما المحور والقضية الثانية فهي دورات الجلوس للامتحان فكان في النظام القديم دورة واحدة وإكمال والدورة كانت تتم في شهر حزيران تقريباً والإكمال في شهر آب، ولا تستطيع أن تكمل إلا في مادتين، وعدا عن ذلك تعيد العام الدراسي كله، أما الآن فتم استحداث دورتين، دورة في شهر حزيران يجلس فيها الطالب للامتحان وفي حال تعرض الطالب لانتكاسة صحية أو فقد أحد أفراد أسرته أو تعرض للاعتقال فيستطيع أن ينقل كل امتحاناته لشهر آب، وإذا جلس طالب في الدورة الأولى وشعر أنه لم يحصل على العلامات التي يريدها، فيستطيع أن يحسن علاماته في الدورة الثانية، فيمكنه أن يعيد أربع مواد إما مواد إكمال، أو مادتي إكمال ومادتين تحسين معدل أو أربع مواد للتحسين.

بالنسبة للقضية الثالثة فهي ما يسمى بملفات الإنجاز، وهي عبارة عن أبحاث صغيرة يجريها الطالب في الصف الحادي عشر والثاني عشر، توضع في ملف عليه اسم الطالب ثم تأتي لجنة من الوزارة، تتسلم وتقيم هذا الملف وتخضع الملف الى واحد وعشرين معياراً، قائمة على شكل الملف وشخصية الطالب والبحث العلمي وقدراته الإدارية إضافة الى قدرته على إدارة الوقت، كما أن نظافة العمل وشكله مهمان في عملية التقييم أيضاً، مؤكداً على ان الفريق الوزاري سيكون مدربا ويعرف ما اذا كانت المادة منسوخة أو منقولة من الإنترنت، وستظهر نتيجة هذا الملف على الشهادة بشكل تقدير دون وضع علامات، ما يساعد الجامعات على تحديد شخصية الطالب، وربما لن تحتاج الجامعة للحصول على شهادات من خارج الجامعة.

والقضية الرابعة هي موضوع بنك الأسئلة، حيث سيكون هناك بنك من الأسئلة يحتوي على آلاف الأسئلة، فعندما تذهب الى قاعة الامتحان فسيكون في ذات القاعة عدة نسخ من ذات الامتحان فيها أسئلة موزونة تغطي المادة ولكن مختلفة، ما يقلل من حجم الغش ويزيد من مساحة التغطية للمادة، وقال بأن الامتحان لن يكون محوسبا في السنوات الأولى الى حين أن نطمئن أن لدينا ثلاثة عوامل رئيسة: حواسيب تعمل بفعالية، انترنت وكهرباء منتظمة، وهذا تحدينا في قطاع غزة.

لذلك هناك ثلاثة امور يجب تفنيدها: أولاً هذا الامتحان لن يكون محوسبا، ثانياً لن تحكّم ملفات الإنجاز من قبل المعلمين والمديرين في مدارسهم بل من قبل لجنة وزارية تأتي بصورة مركزية، وثالثاً لم يطبق هذا النظام في أي دولة، ونحن الآن نعد كوادرنا لهذا الامتحان والإدارة العامة للامتحانات تجهز التعليمات لإرسالها للميدان، وحسب قرار مجلس الوزراء سنبدأ بتطبيق ملفات الإنجاز للصف الحادي عشر هذا العام تأسيساً للعام المقبل، ولكن سنبدأ باحتساب ملفات الإنجاز ابتداء من الفصل الدراسي القادم، حيث سنأخذ هذا الفصل لندرب معلمينا على كل المعايير وكيفية ادارة هذه المعايير للبحث العلمي، وفي إدارة الفريق وعدد أعضائه، وهي عملية جديدة ولكن أول الطريق تبدأ بخطوة، ونحن نريد أن نبدأ بخطوات متوازنة وواثقة.

وشدد صيدم على ان هذه الإجراءات الجديدة والتغيير في برنامج التوجيهي تم بحثها مطولاً مع خبراء من جامعاتنا وقال :" بما ان وزير التربية والتعليم هو رئيس مجلس التعليم العالي، بالتالي المجلس تقريباً كان من أوائل المحطات التي عرضنا فيها النظام الجدي، وعندما عرضناه كان حجم الإثارة عاليا عند الكثيرين لمعرفة ما هي المعجزة الفلسطينية الجديدة في التوجيهي، وتحدثنا مع كل جهات الاختصاص، حيث تحدثنا مع الطلبة ومجالس أولياء الأمور والمعلمين والمديرين ومع شرائح بؤرية، ومع مجموعات موزعة جغرافياً، ومع أكاديميين على أوسع نطاق والجامعات، حيث حاولنا أن نخلق حراكاً مجتمعياً كبيراً في التعامل مع هذا الموضوع، الى أن وصلنا الى هذه الصيغة.

وقال نحن ننتمي لعصر التكنولوجيا، فالعالم يتغير بصورة كبيرة جداً، ونحن كمجتمع فلسطيني لم يتعود أن يكون مجتمعا إستهلاكيا، فنحن ننتج علما بحضارية، فنحن لا يمكن أن نقابل احتلالاً يورد للبشرية تقريباً في كل شهر سبعة آلاف بحث علمي ولديه أعتى التقنيات، وتواجهه فقط بأنك تحشو المدارس بطلاب والهدف منها التلقين، فالسلاح النووي في العالم اليوم هو المعرفة، فإذا افتقدت المعرفة ليس لك قيمة ولا حضور، فيجب أن نغير في نظام التعليم بهذه الصورة، على الرغم من أننا سنحترق لتحقيق هذا الهدف، وعلى الرغم من أن البعض لا يرى إلا النقطة المظلمة من اللوحة المشرقة.

وبخصوص تأخر دخول الكتب لغزة وكيفية التعامل مع القطاع المحاصر؟ وبالنسبة للمدارس التي دمرها الإحتلال عام ٢٠١٤ خلال العدوان على غزة؟ اوضح وزير التربية والتعليم العالي، ان "دولة الاحتلال" لم تكتف بالرسالة لوكالة الغوث، التي تدعي فيها التحريض في المناهج بل أيضاً أرسلت للمنسق الخاص للأمم المتحدة تحتج وتتهمنا بالتحريض، ونحن نتوقع من خلال هذه الكتب أن تشن حرباً علينا ولكننا مستمرون وننسق مع غزة أولاً بأول حول كل المواضيع، وأخذت كل الملاحظات القادمة من غزة بعين الاعتبار.

وأكد صيدم ان الوزارة قامت بترميم حوالي مائة مدرسة في قطاع غزة، وقال: كل عمليات الترميم في القطاع تمت بالتنسيق مع زملائنا في القطاع، فقد آثرنا ان نجنب العملية التعليمية ونبقيها خارج الخلاف السياسي في الكثير من المناحي على الأقل، ما عدا الخلاف على جامعة الأقصى الذي مازال يحتاج الى حل، ولكننا نؤمن بأن التعليم يجب أن يكون هو المنصة التي تجمع الفلسطينيين ولا تفرقهم.

مضيفاً ان الوزارة هذا العام قامت بافتتاح عشر مدارس تقريباً، ولكن هذا لا يعني أننا وصلنا لحد الكمال فما زال هناك بعض المدارس مكتظة جدا حيث ما زال بعضها عبارة عن مراكز إيواء، للمواطنين الغزيين الذين دمر الاحتلال منازلهم .

ولفت صيدم الى مشكلة الاكتظاظ في المدارس الفلسطينية في قطاع غزة، وقال: يصل عدد الطلاب في الفصول الدراسية الى خمسين طالبا تقريباً، ونحن في الوزارة نعتبر أن النموذج معدله حوالي أربعة وثلاثين، ولكننا ندير مدارس في خيم وكرافانات وفي مضارب بدوية، ولدينا مدارس في البلدة القديمة بالقدس مقاعد الطلاب فيها من الحائط الى لوح الكتابة ولا مكان للمعلم، حيث لدينا أصغر مدارس في العالم مثل خربة طانا ويانون يصل عدد الطلبة فيهما في بعض الأحيان الى سبعة طلاب، وهناك مدارس أصبحت في قلب المستوطنات والدخول اليها يحتاج الى تصاريح مثل بيت زكاريا، تحتاج لدخولها الى تنسيق عسكري عبر المستوطنة، كما لدينا مدارس وراء الجدار مثل عرب الرماضين في قلقيلية، ولدينا مدارس في مضارب بدوية مهددة بالإزالة.