Menu

عرض عسكري لحزب الله في القصير السوريّة.. ما المغزى؟

15027978_223282268103052_6558097183462421844_n

غزة_ بوابة الهدف

نظّم حزب الله اللبناني عرضاً عسكرياً، هو الأول من نوعه في سوريا، منذ إعلانه المشاركة في القتال ضدّ التنظيمات المُتشددة فيها، قبل أكثر من 3 أعوام.

وأقام حزب الله العرض في منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي، قرب الحدود السورية- اللبنانية، مساء الأحد 13 نوفمبر، لمناسبة "يوم الشهيد" التي يحتفل بها سنوياً، وذلك من ذات المنطقة التي كانت بوابته للداخل السوري بالعام 2013.

وتحدّث رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفيّ الدين، خلال العرض، بالنيابة عن الأمين العام حسن نصرالله، أمام المئات من مُقاتلي التنظيم، وتطرّق في كلمته إلى مواضيع سياسية وعسكرية خاصة بما يتعلق بسوريا، وأكّد على الاستمرار بخيار مواجهة قوى الإرهاب حتى الانتصار عليهم ودحرهم. وأظهر العرض العتاد العسكري الذي يملكه الحزب، وشاركت به فرق من سلاح المدرعات وعشرات الآليات المجهزة بمدافع متطورة وعربات لمدافع ميدان وشبكات من الرشاشات الثقيلة، فضلاً عن ظهور مقاتلين بكامل عتادهم العسكري.

ورأى مراقبون محسوبون على الفئة المُعارضة لحزب الله وجُلّ تدخله بسوريا، أن هذا الأخير يُريد بعرضه العسكري "توجيه رسائل إلى كل من يُعنى بالشأن السوري داخل لبنان أو على الصعيديْن الإقليمي والعالمي، مفادها أن الحزب أضحى جيشاً عابراً للحدود يُشارك النظام السوري في القتال وفي صناعة القرار على حد سواء، وأنّه بات عنواناً بارزاً لأي تسوية مُحتملة للأزمة بسوريا". مُعتبرين أن "الأمر برمّته يُمكن أن يُشكّل إحراجاً للجمهورية اللبنانية، عند أي محاولة لاستصدار بيان وزاري يتضمن النأي بالنفس عما يجري هناك".

وركّزت تلك المصادر على ترجمات مُحتملة لكون الحزب لم يصدر بياناً بشأن هذا العرض، كما لم ينشر كلمة صفيّ الدين التي ألقاها خلاله، إضافة لتولّيها الحديث عن "غضب السوريين عقب العرض، وكأنّ أرضهم باتت مركزياً عسكرياً خالصة لحزب الله".

مصادر مُقرّبة من حزب الله، قالت إن العرض يحمل رسائل، أهمّمها: إثبات الواقع الذي وصل إليه الحزب، بعد 25 عاماً من الرغبة في تدميره، وأن وجوده في سوريا أساسي، خصوصاً في الدفاع عن محور المقاومة، إضافة لرسالة مفادها بأن حزب الله يفتخر بقتاله في سوريا،  وأنه مستمر فيه، وليس لديه ما يُداريه في هذا الشأن. ووجد أنّه لو كان يُريد توجيه رسائل إلى لبنان، من خلال هذا العرض، لكان الأولى تنظيمه في هُناك، وليس بسوريا، وبذات المنطق، لو كانت الحزب يُريد بالعرض توجيه رسائل لدولة الاحتلال، لأقام العرض في الجولان المُحتلّ.

فيما رأت مصادر عسكرية أن كون العرض لم يُظهر مُعدّات دفاع جوي، فهو بلا قيمة بالنسبة لدولة الاحتلال "الإسرائيلي"، القادرة على نسف كل ما شمله العرض العسكري، بغارة واحدة. كما أنّ العرض لم يكن بتلك الضخامة التي تستدعي الحديث الجاد حوله، فسبق وقدم حزب الله عروضاً عسكرياً أكبر وذا دلالات أهم.

البعض انتقد وجود "دبابات أمريكية" في العرض، ما فسّره مُقربون من حزب الله، بأنّه ليس بالاكتشاف الخارق، ف إيران تمتلك أسلحة أمريكية منذ عهد الشاه، وقد تكون زوّدت بها حزب الله.

كما استغلّ "بعضٌ آخر" الحدث، للإشارة إلى أنّ حزب الله نفّذ عرضه بكل أريحية في منطقة القصير، في ظل غياب الطيران "الإسرائيلي" ما اعتبروه "أمراً يُشكّل علامات استفهام حول حقيقة ما جرى"، وهو ما ردّ عليه نُشطاء ومُحلّلون مُقربون من الحزب اللبناني المُقاوم، بأنّ سوريا أصبحت الآن تمتلك منظومة الدفاع الجوي، إس-300، ما يجعل "إسرائيل" تُفكّر كثيراً قبل نفث أيٍّ من سمومها باتجاه الأرض السورية، بأي حالٍ من الأحوال.

وحسب "اسرائيل ديفينس"، فإن الكيان الصهيوني اعتبر العرض العسكري رسالةً واضحةً له، وأفاد متحدث باسم جيش الاحتلال أن ذلك "تهديد واضح لإسرائيل حيث القوة التي ظهرت في العرض تعني رسالة واضحة حول قدرات الحزب وتهديداته لجهة شمال البلاد"، وقال المتحدث بأن من بين المعروضات أنواع مختلفة من الدبابات ومضادات الصواريخ من نوع ATV وGM-57s ZSU-57-2s، وأن ذلك يستوجب موقف عاجل من قيادة الجيش لردع حزب الله الذي أصبح يشكّل خطراً كبيراً مقارنةً بالسابق.