Menu

رؤى نقديّة تستضيفها طاولة الشهيد غسان كنفاني في ذكرى انطلاقة الجبهة الـ49

ytyytytyt

غزة _ بوابة الهدف

استضافت بوابة الهدف الإخبارية، أمس الاثنين، ندوةً حوارية نقدية بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أين أصابت؟ وأين أخطأت؟ جمعت بين شخصيات أكاديمية وسياسية فلسطينية، وذلك ضمن اللقاء الشهري الذي تُنظّمه البوّابة، تحت عنوان "طاولة الشهيد غسان كنفاني ".

وشارك في الندوة التي أدارها الكاتب والصحفي هاني حبيب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والقيادي بحركة "حماس" د.أحمد يوسف، وأستاذ علم الاجتماع في جامعة الأزهر د.ناصر أبو العطا، والكاتب والباحث السياسي سليمان أبو إرشيد من الأراضي المحتلة عام 1948م.

في البداية استعرض الكاتب والصحفي حبيب هدف وموضوع الندوة، وتخصيصه لاستعراض وجهات النظر النقدية وطرح آراء المُشاركين في ما للجبهة وما عليها، مع مرور نصف قرن على تأسيسها، وللنظر في المحطّات الرئيسية التي مرّت بها، ومدى نجاح وفاعليّة التحالفات التي عقدتها، في خدمة القضية الفلسطينية، إضافة لحجم اهتمام الجبهة بالعمل الاجتماعي إلى جانب العمل الوطني والنضالي.

وفي مداخلته، أكّد د.أحمد يوسف على أنّه راقب منذ بدايات العمل الوطني الفلسطيني، ثلاثة مشاهد في تاريخ الجبهة الشعبية، تميّزت جلّها بالإيجابية والعمل المقاوم.

وقال د.يوسف "إنّ أولى هذه المشاهد كانت قبل اندلاع الانتفاضة الأولى، إذ تفتّحت عيناي على نضال الجبهة وكفاحها، فأحد أقاربي كان عضواً فيها، كنت أراقب نشاطه وأتواجد في جلساتهم، وأتابع العمليات العسكرية"، مُضيفاً أنّ "في بداية سبعينات القرن الماضي، كانت توجد مِنصّات تتحدث عن المقاومة والكفاح، لكن الجبهاويّون وحدهم من كان يُقاتل في الميدان بالفعل".

وتابع "ثاني هذه المشاهد كان مُراقبتي لنُشطاء الجبهة الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية، حين كنتُ طالباً، وعضواً في الاتحاد الإسلامي، وتحديداً في ولاية شيكاغو التي كانت تشهد تواجداً فلسطينياً وعربياً واسعاً".

وتحدّث د.يوسف عن ثالث المشاهد، التي وصفها بالجميلة، في تاريخ الجبهة الشعبية "لقاء قيادات الجبهة في الخارج وقطاع غزة، وما تركوه من انطباعات وطنيّة".

وانتقد د.يوسف في مداخلته، أن فصائل العمل الوطني والإسلامي تفتقد لوحدة الهدف، رغم توحّدهم في وحدة الموقف، إذ كان يُركّز كل فصيل في إظهار قدراته وإمكانياته أمام الفصيل الآخر.

وقدّم د.يوسف رأياً نقدياً آخراً، تمحور حول ما كانت تعتقده التيارات الإسلامية، من وجود "فجوة كبيرة" باعدت بينها وبين الجبهة الشعبية التي تتبنّى الفكر اليساري والماركسي. لكنّ الوقائع والمواقف أثبتت أن اختلاف الأفكار الدينية والأيديولوجيّة لم يُؤثرا على وحدة الهدف الوطني، وهو التحرّر من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف أنّه "على مستوى الممارسة بين الطرفين، نجد الانسجام والتقارب والتوافق في العديد من المواقف، وهو ما يعتبر أمراً إيجابياً، ويُثبت أنّ الطرفين يُمكنهما العمل معاً في إطار الشراكة السياسية".

ولفت إلى النقد الذي تُوجّهه الحركات الإسلامية للجبهة في استشهادها برموز تضحية وبطولة من العالم الغربي، وتجاهلها لرموز نضالية وتضحوية عربيّة وإسلامية أمثال عمر المختار، الأفغاني، وعبد القادر الجزائري وغيرهم، وذلك لاختلاف فكرهم الديني.

وقال د.يوسف "لابد أن تلتفت الجبهة الشعبية وتهتم أكثر بالمسألة الدينية، ما يُقرّبها من التيارات الإسلامية، ويُقلل من حجم الفجوة بينهما".

وفي مداخلة د. ناصر أبو العطا، واستذكاراً لتاريخ الجبهة الشعبية، قال "تعرّفت على الجبهة الشعبية من خلال علاقات والدي بقيادات الجبهة، ومن مجلّة الهدف التي كٌنت أتابعها بينما كنتُ طالباً بالجامعة".

وأضاف أنّ الجبهة الشعبية شكّلت مدرسة نضالية، لطالما كانت مركزاً لجذب واستقطاب عدد كبير من الشبّان، خاصة من مثّلها من شخصيّات شكّلت نماذج للتضحية والوطنية.

وفيما وجّهه د.أبو العطا من انتقادات للجبهة الشعبية قال إنّها لم تُفلح في الاستقلال عن حركة القوميين العرب، خلال المرحلة الانتقالية التي خلُصت إلى تأسيس الجبهة الشعبية، وكانت وقتها بحاجة للقطع مع "القوميين" لتُشكّل فكراً عروبياً أكثر من الربط بالعلاقة الإثنية. مُضيفاً أنّ فكرة المزج بين القومية والماركسية ظلّت حاضرة دون أن تُشكل حسماً نهائياً.

وتعقيباً على ما ذكره د. أحمد يوسف، قال أبو العطا إن الشعبية تمكّنت من فتح حوار جاد مع القوى الإسلامية، خاصة في سوريا، وحاولت تدارك قضية "الفجوة" وفتحت بوابات للشراكة، خلال مسيرة تطوّرها.

وفيما يتعلّق بأهم التحالفات التي عقدتها الجبهة الشعبية، كان انضمامها لمنظمة التحرير الفلسطينية، وشكّلت حالة ضدّ التطرف فيها.

من جهته قال الكاتب والباحث السياسي سليمان أبو إرشيد، إنّ الجبهة الشعبية لعبت دوراً أساسياً في تطوير مفاهيم الفكر النضالي.

وأضاف "إنّ الجبهة كانت تُخاطبنا في الداخل المحتل، وكانت دوماً تمنع محاولات التفريط، وتحرص على البرنامج الوطني، وأنّ تظل أرض فلسطين بكاملها دون التخلّي عن أي شبر".

ولفت أبو إرشيد إلى مواقف "جريئة" اتّخذتها الجبهة الشعبية، تُشير إلى عمق رؤيتها، وتصدّيها التام لكل محاولات الانحراف عن الثوابت، أبرزها انسحابها من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيلها جبهة الرفض في العام 1974، وبعدها عادت في العام 1979، وشكلّت في الثمانينات جبهة الإنقاذ.

وعليه قال أبو إرشيد "لذا على الجبهة أن تُراجع موقفها الحالي وغير المفهوم من السلطة الفلسطينية، في ظل مُهادنة هذه الأخيرة لدولة الاحتلال، والتنسيق الأمني".

وجدّد التأكيد على أنّ مواقف الشعبية لطالما كانت البوصلة، لكنّ لربّما هذه البوصلة أصابها نوع من الخلل، وليس صدفةً الوضع الذي وصلت إليه الجبهة من الناحية الجماهيرية".