Menu

أكدت أنها لن تتهاون في دماء أبنائها مهما طال الوقت

غزة: الجبهة الشعبية تحيي الذكرى الأولى لاغتيال المناضل عمر النايف

6

غزة - بوابة الهدف

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بمدينة غزة، اليوم السبت، الذكرى الأولى لاغتيال أحد قادتها المناضل عمر النايف ، الذي اغتيل داخل مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة البلغارية صوفيا، عبر مسيرة جماهيرية حاشدة، انطلقت من مفترق السرايا وحتى ساحة الجندي المجهول غرب المدينة.

وحمل المشاركون في المسيرة رايات الجبهة الشعبية ورددوا شعارات طالبت بالكشف عن ملابسات جريمة اغتيال الشهيد النايف، وملاحقة المتآمرين ضده.

وشارك في المسيرة لفيف من قيادات العمل الوطني الفلسطيني والآلاف من أبناء شعبنا من مختلف محافظات القطاع.

بدورها، ألقت عضو المكتب السياسي الرفيقة مريم أبو دقة كلمة الجبهة الشعبية وقالت "نجتمع اليوم في ذكرى أليمة، ذكرى مرور عام على استشهاد الرفيق المناضل والقائد البطل عمر النايف من قبل الكيان الصهيوني وبالتعاون مع عملائه بالوصول إليه بالسفارة الفلسطينية في بلغاريا".

وأشارت إلى أن الطريقة الغريبة التي طالت رفيقنا الشهيد عمر تؤكد بالملموس مسؤولية كبيرة أولاً على عاتق الاحتلال الصهيوني المجرم في خرق القوانين الدولية واغتيال رفيقنا عمر، وثانياً مسؤولية الحكومة البلغارية في حماية السفارات والتعدي على حصانتها من خلال عدم حراسة السفارة ، والمسؤولية الثالثة تتحملها السلطة الوطنية برمز وزير خارجيتها والسفارة بمسؤولية السفير خاصة وأنهم في صورة الوضع الخطير والتهديدات التي تعرض لها رفيقنا الشهيد، وعلى الرغم من ذلك لم تتخذ أية إجراءات أمنية لحمايته بل كان هذا الإهمال المقصود والضغط المتواصل عليه لمغادرة السفارة هو عامل رئيسي في تمكين أدوات الموساد من اغتيال الشهيد، إضافة لذلك هو قرار إغلاق الملف دون الوصول إلى كشف الحقيقة والتحقيق الصوري الذي كان هدفه حماية والتغطية على الجريمة.

كما لفتت إلى أن هذه الجريمة كشفت سياسة التنسيق الأمني وأثرها على ملاحقة المناضلين الفلسطينيين أينما كانوا وأضافت القول "على الرغم من هذه الجريمة والألم الذي نتج عنها والخسارة التي أصابتنا، فعمر ليس مناضل يخص الجبهة الشعبية فقط، بل هو مناضل فلسطيني، وإننا لم ولن نستسلم لما حاولت الحكومة البلغارية وما حاولت السلطة الفلسطينية والسفارة من دبلجته ،لأن كشف الحقيقة المفجعة هي واجب وطني يمس كل المناضلين".

وفي سياق كلمتها أكدت أبو دقة على أن الجبهة الشعبية ما زالت تتابع هذا الملف بكل مسؤولية للوصول إلى الحقيقة وتعرية كل الأيدي الملوثة التي ساعدت الاحتلال من الوصول إلى المناضل الشهيد عمر مشيرةً إلى أن الخطوة الأولى قبول الاستئناف وعودة التحقيق في هذه الجريمة.

وأشارت أبو دقة إلى أن نضال الجبهة سيستمر ويتواصل من أجل إلغاء التنسيق الأمني الذي يوفر البيئة الآمنة لاغتيال مناضلينا وستعمل حتى تطهير السفارات وفضح كل السلوكيات التي لا تعبر عن الثورة الفلسطينية وثوابتها، ورفع الغطاء عن كل متورط في أي عمل مشين وفي مقدمة ذلك اغتيال الشهيد عمر.

وعلى صعيد آخر شددت أبو دقة على ضرورة إعادة الاعتبار لوحدتنا الوطنية ولبرنامج م.ت.ف التحرري الكفاحي وإلغاء التنسيق الأمني الذي هو سبب حقيقي وراء اغتيال وملاحقة المناضلين، وضرورة عقد اجتماع وطني عام (الإطار القيادي المؤقت لـ م.ت.ف) لمناقشة ووضع خطة وطنية للمرحلة الجديدة التي تستهدف شطب المشروع الوطني الفلسطيني برمته.

وفي ختام كلمتها أكدت أبو دقة على أن قضية الشهيد عمر لن تغيب ولن تطوى وأن هذا الملف لن يغلق هذا دون تحقيق كافة الحقوق المطلوبة للشهيد وأسرته ولرفاقه وحزبه والثورة الفلسطينية بشكل عام وقالت "نؤكد للقاصي والداني بأن لا يراهن أحد على عامل الوقت أو المكان، فالجبهة لا تتهاون في دماء أبنائها أبداً وإن طال الوقت ، ولا تنصاع للمزاودات وردات الفعل العاطفية فعمر والوفاء له يحتاج عملاً مهنياً وكفاحياً عالياً حتى ننجح بالوصول إلى الحقيقة وحتى نوفي دمائه الحق الذي يجب".

وأضافت القول" دفاعنا عن عمر ليس من منطلق حزبي، بل من منطلق وطني يمس كل الوطنيين ولو كان عمر لا ينتمي للجبهة لن تصمت الجبهة عن ما تعرض له، فأي تعدي على أي مواطن فلسطيني وطني هو اعتداء علينا، ولن يفلت من العقاب من يعتقد أن له غطاء، وسنطاردهم حتى نرفع كل الأغطية التي تحميهم، فالوطن وحمايته هو الغطاء الوحيد لسلوك المناضلين".

بدوره ألقى الرفيق الأسير المحرر حمزة النايف شقيق الشهيد عمر النايف كلمة باسم العائلة وخاطب الجموع المحتشدة قائلاً "أحبة عمر أحبة الشهداء جميعاً أيها الأوفياء لصرخته وكفاحه ومسيرته وجراحه حماة وصيته الأخيرة فلسطين و القدس تحريرها وخلاصها رافعاً قبضته متقدماً الصفوف، إن سقطت على التراب فخذ مكاني يا رفيق".

 وأضاف" أيها الحضور الكريم في غزة الحبيبة قلعة الجنوب التي لم ولن تساوم على دماء الشهداء غزة التي عشقها الشهيد عمر وساند مقاومتها قبل استشهاده، غزة البطولة التي تميزت عن غيرها بالوفاء لقضية عمر يا من تقفون معنا في الذكرى السنوية الأولى لارتقاء رفيقنا عمر شهيداً وفي قلوبكم وعقولكم  وذاكرتكم كل التفاصيل الجميلة لحياته  وعطائه وكفاحه مقاوماً مقارعاً المحتل الصهيوني في حارة وشوارع الوطن الحبيب وأسيراً ثابتاً صامداً لا ينحني للجلاد والسجان وكاسرا ًمحطماً للقيد منتزعاً من المحتلين حريته وكرامته وحقه في الحياة متخطياً حواجز الحصار وحدود الاحتلال حاملاً راية شعبه ومقاومته ولواء الشهداء وإرادته مواصلاً لدرب العطاء والتضامن مع قضايا شعبه وقضايا الأحرار في عالمنا هذا".

وخلال كلمته ناشد النايف كل الضمائر الحية والقوى والفصائل الوطنية والإسلامية أن لا تتخلى  عن عمر وأن تحمل صرخته لأبعد أصقاع الارض وأن يقلبوا كل حجر ليصلوا إلى قتلة الشهيد الذي تعرض لأشد أنواع الظلم والإجحاف والتنكر من أبناء جلدتنا القائمين على السفارة الفلسطينية وفي بلغاريا ومن يقف خلفهم من وزارة الخارجية وسواه الذين بكل عنجهية تنكروا للشهيد ورفضوا حمايته من ملاحقة الاحتلال ولم يكتفوا بذلك بل مارسوا كل صنوف الإرهاب والتهديد ورسم الخطط لإخراجه من السفارة وتسليم نفسه .

وأكد النايف على أن هذه الممارسات تضع علامات الاستفهام الكبيرة على الدوافع من وراء هذا السلوك وصولاً لعميلة الاغتيال الغاشمة التي بدأت فصولها تتكشف بوصول محكمة الجنايات البلغارية الى نتيجة مفادها أن طواقم التحقيق البلغاري طواقم فاسدة وأن ذلك يضع علامات الاستفهام الكبيرة على اللجان الفلسطينية التي هدفت إلى طمس القضية .

وأشار إلى أن قرار لجنة التحقيق  يحتاج إلى دعم من كل القوى المخلصة لدماء الشهداء وإلى ضغوط للسير في القضية حتى النهاية والكشف عن القتلة ومحاسبتهم.

وفي ختام كلمته قال النايف" إننا في عائلة الشهيد زوجته وأولاده وإخوته لن يرتاح لنا بال إلا بأن تأخذ العدالة مجراها ، وننظر بكامل الأسف والحزن لتنكر السلطة للجريمة من خلال إصراراها على لجان شكلية وإبقاء السفير في منصبه وكأن شيئا لم يكن ورفضهم لتحمل المسؤولية، مما يدلل على أن دماء الشهداء رخيصة لا قيمة لها أمام امتيازاتهم ومصالحهم ".