Menu

بعد عام من الغياب.. الولجة تنتظر عودة باسل الأعرج والجماهير تتوافد إلى بيته

الشهيد باسل الأعرج

بيت لحم - بوابة الهدف - نص: المقداد جميل

كان من المتوقع أن يعود اليوم المثقف المشتبك باسل الأعرج، إلى قريته الأم (قرية الولجة)، بعد عامٍ كامل من الغياب، شهيدًا محمولًا على أكتاف رفاقه، حيث تكون في استقباله أمه التي تزغرد وتنشر "منديل عرسه" محملًا بالغضب من أبناء جلدته الذين اعتقلوه أشهرًا طويلة وأوقفوا قلبه عن الحياة ثلاث مراتٍ خلالها.

هذا وأجلت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، تسليم جثمان الشهيد المشتبك كي يعود لعائلته، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، حيث كان ولازال ينتظره الآلاف من أصدقائه ورفاقه، والفلسطينيين الذين ألهمهم طوال الأيام الماضية، فساقوا الباصات والوفود من كافة مناطق الضفة الغربية المحتلة، إلى بيت أهل الشهيد لاستقباله المكلّل بالحب والحزن والغصّات الكبيرة على فراقه.

ومن المتوقع أن تتوافد جماهيرٌ كبيرة إلى بيت الشهيد الباسل في قرية الولجة، في محاولةٍ لإعطاء أمه قليلًا من الدعم والاسناد في وجعها الكبير، إلا أنه من المتوقع أيضًا أن تعطيهم أمه الاسناد الأكبر، لأنها التي صبرت ولم تترك دمعها يخرج، لأنها عرفت ابنها الذي اختاره طريقه منذ البداية، وكان واثقًا من "وعي المحارب" الذي ظلّ يراه في "نظارته" التي طلب أن تُدفن إلى جانب جسده.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن الجانب "الإسرائيلي" تراجع عن قراره بتسيلم جثمان الشهيد باسل الأعرج، مساء اليوم الجمعة، وهذه المرة الثانية التي يعلن عن تأجيل التسليم.

وقالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان والارتباط المدني الفلسطيني التابع للسلطة، أنّ الاحتلال قرر تأجيل التسليم "حتى إشعارٍ آخر".

وكان المطارد والناشط الفلسطيني باسل الأعرج، استشهد خلال اشتباك مسلح، مع قوات خاصة صهيونية، في السادس من مارس الحالي، في منزل بمدينة رام الله، ومنذ ارتقائه، يحتجز الاحتلال جثمانه لليوم الرابع على التوالي.

وبرز الصيدلاني الأعرج من قرية "الولجة" (قضاء بيت لحم)، كناشط في المقاومة الشعبية وحملات مقاطعة الاحتلال منذ سنوات، وعمل على مشروع لتوثيق مراحل الثورة الفلسطينية بجولات ميدانية للمجموعات الشبابية.

وكان الأعرج قد تعرض للاعتقال لدى جهاز "المخابرات العامة" الفلسطيني، لعدة شهور بتهمة التخطيط مع خمسة شبان آخرين لتنفيذ عمليات للمقاومة، أعاد الاحتلال اعتقالهم، باستثناء الأعرج الذي بقي مطاردًا حتى استشهد.