Menu

غوتيريش يؤكد: الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني ويجب احترام قرارات محكمة العدل الدولية

الأمين العام للأونروا غوتيريش

الهدف الإخبارية

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن المزاعم الموجهة ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) زائفة ولا تحتمل، مبدياً دعمه القاطع للوكالة ودورها الحيوي في تقديم الخدمات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين. جاءت تصريحاته في ظل هجوم مكثف على الأونروا ومحاولات إسرائيلية وأميركية لتقويض عملها، وهو ما اعتبره غوتيريش جزءًا من حملة ممنهجة لتشويه صورتها.

غوتيريش أشار إلى خطورة إفلات إسرائيل من العقاب، حيث أعرب عن قلقه من استمرار خرق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولفت إلى أن الاستيطان الإسرائيلي، والاستيلاء على الأراضي، وأي ضم للضفة الغربية يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ويمثل عائقاً أمام حل الدولتين. كما أشار إلى أن العديد من الأطراف في الحكومة الإسرائيلية تعمل بشكل ممنهج على تقويض حل الدولتين من خلال التوسع في المستوطنات، مما يؤدي إلى تقليص فرص السلام ويزيد من تعقيد الوضع على الأرض.

كما عبّر غوتيريش عن أسفه لفشل مجلس الأمن الدولي في وضع حد لأكثر الصراعات حدة، بما في ذلك الصراع المستمر في غزة، وكذلك الأزمات الجارية في السودان وأوكرانيا. وأكد أن تقاعس مجلس الأمن عن اتخاذ خطوات فعالة لإنهاء هذه النزاعات يشير إلى خلل واضح في النظام الدولي، ويستدعي الحاجة لإصلاح آليات التعامل مع مثل هذه الأزمات.

وفي حديثه عن القضاء الدولي، أعرب غوتيريش عن ثقته في المؤسسات القضائية الدولية، مشيداً بعمل محكمة العدل الدولية التي أكدت مراراً أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني. وأكد الأمين العام أن دعم عمل المحاكم الدولية هو الطريق الصحيح لتحقيق المحاسبة على الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وشدد غوتيريش على أهمية التزام المجتمع الدولي بقرارات محكمة العدل الدولية، مطالباً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بضمان احترام هذه القرارات والعمل على تنفيذها. وأكد أن الفشل في فرض هذه القرارات سيزيد من تعقيد الوضع القانوني والسياسي في الأراضي المحتلة، وسيؤدي إلى مزيد من التوترات والعنف.

تأتي هذه التصريحات في وقت حرج يتزايد فيه الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، فيما تتصاعد الجهود الإسرائيلية والأميركية لإنهاء عمل الأونروا كمقدمة لإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو ما يزيد من تعقيد مسار التسوية السياسية ويعيق الحلول الدبلوماسية للصراع.

تعرضت الأونروا لأضرار جسيمة خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. المدارس التي تديرها الأونروا، والتي كانت تستخدم كملاجئ لأكثر من 600,000 نازح، تعرضت للقصف والدمار، حيث سُجل استهداف ما لا يقل عن 60 مدرسة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من النازحين الذين لجأوا إليها بحثًا عن الأمان.

كما فقدت الأونروا العديد من موظفيها، حيث قُتل 59 موظفاً من العاملين في مجالات التعليم، الصحة، والإغاثة أثناء تأديتهم لواجباتهم الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت مكاتب الأونروا ومراكزها الصحية والاجتماعية للدمار، حيث تضرر ما يزيد عن 20 مركزاً صحياً، ما أدى إلى عرقلة تقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم لأكثر من 1.5 مليون لاجئ في قطاع غزة.

العدوان أدى أيضًا إلى عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، حيث انخفضت الإمدادات الضرورية من الغذاء والماء، وتسبب الحصار المشدد في نقص حاد في المواد الأساسية التي تعتمد الأونروا على توزيعها لأكثر من 2.1 مليون فلسطيني. تمثل هذه الأرقام خسائر هائلة للأونروا في قدرتها على تقديم المساعدات الحيوية.

إضافةً إلى ذلك، تعرضت المرافق الصحية التي تديرها الأونروا للقصف، مما أدى إلى تعطيل تقديم الرعاية الصحية اللازمة لأكثر من 500,000 فلسطيني يعتمدون على خدماتها الطبية. هذه الأضرار الكبيرة عرقلت بشكل كبير عمل الأونروا في قطاع غزة وأثرت على قدرتها في تقديم الدعم الضروري للاجئين الفلسطينيين، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.