Menu

سلاح وأيدلوجيا.. رئيس الوزراء الهندي في زيارة أولى للكيان

رئيس الكيان الصهيوني ورئيس وزراء الهند

بوابة الهدف/ متابعة خاصة

التركيز على التسلح واتفاقيات "الدفاع" وانهيار التوازن السياسي الهندي، في العلاقة مع طرفي الصراع في الشرق الأوسط، ووصول الانحراف الدبلوماسي الهندي الى ذروة جديدة، قد تكون تلك هي السمات التي تحدد زيارة  ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند والتي تبدأ غدا الثلاثاء.

 وتأتي الزيارة بمناسبة مرور 25 عاما على عودة العلاقات الهندية – "الإسرائيلية" حيث من المتوقع أن تشهد الزيارة التوقيع على العديد من الصفقات "الدفاعية" الرئيسية بين الجانبين، اضافة إلى اتفاقيات أخرى في مجاات الابتكار والتنمية والعلوم والتكنولوجيا.

التحولات..

كانت الهند التي لم تقم أي علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، ورفضت الاعتراف بقرار تقسيم فلسطين، وكانت لها علاقات ممتازة مع العالم العربي كدولة مؤسسة لحركة عدم الانحياز، قد أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني عام 1992.

وترتبط العلاقات الهندية الصهيونية عميقا بتحولات السياسة الهندية مما يمكن تسميته بنهرو وسلالته، عبر حكم حزب المؤتمر إلى نوع جديد من الحكام والمسؤولين، فمودي، في الأساس ناشط  في جمعية RSS (راشتريا سوايام سيفاك سانغ، أي جمعية المتطوع الوطني) وهي جمعية فاشية عنصرية متطرفة قوميا ولكن على أساس طائفي، معروفة بتبنيها للتقاليد الفاشية الطقسية، ومتهمة بممارسات اجرامية ضد المسلمين وغير الهندوس في الهند.

وتؤمن بتفوق  الحضارة الهندوسية وخصوصيتها المميزة. وقد قامت  أوائل السبعينيات في دلهي بتوزيع خمسة ملايين بطاقة بريدية تظهر الهند وباكستان وأفغانستان ونيبال وسيريلانكا وبنغلادش تحت العلم الهندوسي الزعفراني.

هذه الحركة تلتزم بما تسمي "الهندوتفا" التي تعتبر أن "الهندوسية" مرادفة لـ "الهندية". فشرب مودي، بكثرة، من كأس هذه الحركة لسنوات طويلة، وهذا هو السبب الذي يبرر قلق العلمانيين الهنديين غير الهندوس، وكذلك المسلمين (الهند تأوي 170 مليون مسلم). طبعا لن يكون صعبا إيجاد التشابهات بين هذه الحركة وحزب بهاراتا جانتي من جهة والصهيونية وشبيهاتها من جهة أخرى.

ولكن لايمكن عزو التغير الهندي السياسي الدبلوماسي إلى الأيدلوجية وحدها، فمن جهة أخرى مودي براغماتي يبحث عن مصلحته ومصلحة بلاده، وهو كرجل أعمال مهتم بالصفقت والتدفقات الاقتصادية أكثر من المبادئ والدبلوماسية.. وبالتالي فإن محركات الدبلوماسية الهندية تغيرت جذريا الآن، والعالم العربي خسر حليفه السياسي الأكثر أهمية ربما، خصوصا أن رئيس الوزراء الهندي عبر بوضوح عن تحيزه عبر التأكيد أن زيارته لن تشمل رام الله، وعدم اهتمامه بمصير العلاقات مع الجانب الفلسطيني مع التذكير أن انصراف الهند عن القضايا العربية لايرتبط فقط باعجاب مودي وحزبه بالكيان والتقارب الفكري بينهما بل أيضا لاهمال العرب العلاقات مع الهند واندفاعهم للوقوف إلى جانب الباكستان المسلمة في مختلف الأزمات التي وقعت بين البلدين.

السلاح أولا..

 ارتكزت العلاقات على تجارة االسلاح حيث أصبح الكيان الصهيوني موردا أساسيا للسلاح إلى الهند، وشهدت علاقات التبادل الاستخباري والأمن السبراني وتبادل خبرات "الأمن الداخلي" تطورا ملحوظا.

واعتبرت صجيفة هندوستان تايمز عن بيان للجيش الهندي أنه " "منذ تجديد العلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 1992، كان التعاون الدفاعي إحدى الدعائم الأساسية للمشاركة الثنائية بين البلدين". حيث  وفي السنوات الخمس الأخيرة، بلغ متوسط ​​مبيعات الدفاع بين البلدين أكثر من مليار دولار سنويا.

ووفقا لما ذكره وزير الدولة للدفاع الهندى سوبهاش بهامري فان سبعة من 37 عقدا وقعتها الهند لشراء الاسلحة والمنصات العسكرية على مدى العامين الماضيين كانت مع دولة الكيان المحتل  مما جعلها فى المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة التى كانت  تسع عقود منها وقعت معها.

وفي أبريل حصلت شركة صناعات الطائرات الصهيونية على أكبر عقد دفاع فى تاريخ صناعة الدفاع الصهيوينة بعد توقيع عقد ضخم مع الجيش الهندي قيمته 1.6 مليار دولار أمريكي . وبينما ستحصل الشركة  على غالبية العقود فإن الباقي  سيذهب إلى شركة دفاعية صهيونية أخرى هى رافائيل التى وصفت الهند أيضا بانها "شريك استراتيجى هام".

وفي أيار / مايو أيضا، وقعت المؤسسة الصهيونية للصناعات (إياي) اتفاقا بقيمة 630 مليون دولار مع شركة الهند للفضاء والدفاع الهندية "بهارات إليكترونيكش ليمتد" (بيل) لتزويد الجيش الهندي بالنسخة البحرية لنظام الدفاع الجوي (باراك 8) لأربع سفن بحرية.

وكانت العديد من الزيارات للمسؤولين الصهاينة إلى الهند قد سبقت زيارة رئيس الوزراء الهندي وفي مارس الماضي التقى رئيس القوات الجوية الهندية اروب راحا بوزير الحرب الصهيوني  آنذاك موشيه يعلون.

وفى مايو الماضى، قامت ثلاث سفن حربية هندية بزيارة ميناء حيفا لمدة ثلاثة ايام، وبعد ذلك بشهر، كان الأميرال سونيل لانبا رئيس البحرية الهندية فى الكيان  لإجراء  محادثات استمرت أربعة أيام بهدف تعزيز التعاون العسكري الثنائي. والتقى لانبا، الذي  يشغل أيضا  منصب رئيس لجنة الأركان الهندية، مع عدد من كبار المسؤولين بوزارة الحرب الصهيونية، بالإضافة إلى  رئيس أركان  الجيش الصهيوني الجنرال غادي أيزنكوت.

ةقد قال  بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو، إنه يسعى إلى تعزيز علاقة بلاده مع الهند، حيث أعتبر هذه العلاقة استراتيجية نحو تدعيم القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية للكيان، مشيدا بالزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والتي وصفها بـ'التاريخية'".