Menu

"النكبة في أدب غسان كنفاني" في ندوة "الهدف" بمُناسبة ذكراه الـ45

thumb

غزة _ بوابة الهدف

نظّمت "بوابة الهدف الإخبارية"، أمس السبت، ندوة حوارية نقديّة تناولت موضوع "النكبة في أدب غسان كنفاني "، بالتزامن مع الذكرى الـ45 لاستشهاده.

يأتي هذا استمرارًا للّقاء الشهري الذي تُنظّمه بوابة الهدف، بمُسمّى "ندوة غسان كنفاني".

وقدّم الندوة الكاتب والأديب الفلسطيني د.عاطف أبو سيف، وشارك فيها كل من: الأكاديمية والناقدة الأدبية د.سهام أبو العمرين، والمُفكر والناقد الأدبي د.فيصل درّاج، وغيرهم من الكتّاب والروائيين والأكاديميين.

في بداية الندوة، رحّب د.عاطف أبو سيف، بالحضور من كتاب ونُقاد وأدباء، وبالدكتور فيصل درّاج الذي تحدث من العاصمة الأردنية عمّان، واستعرض هدف وموضوع الندوة.

وقال "نجتمع اليوم في الذكرى الخامسة والأربعين لرحيل كاتب فلسطين الكبير غسان كنفاني الكاتب والناقد والقائد الوطني الكبير، في بوابة الهدف بغزة التي تنظم هذه الندوة لذكرى رحيل غسان، وبمُناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

وأضاف أبو سيف، أنّ "غسان كنفاني لم يكن فقط كاتباً أو قائداً سياسياً أو ناقداً وكاتباً للأطفال والمسرح، بل كان أحد أبرز علامات التاريخ الفلسطيني المُعاصر بما قدمه من إسهامات في جميع المجالات. كان نموذجاً للمثقف العضوي. للمثقف المُشتبك العامل المنهمك. غسان لم يكتب فقط لفلسطين، بل قدّم روحه لفلسطين".

وأشار إلى أنّ هذه الندوة تأتي للحديث عن غسان كنفاني من جانبين مُختلفين "سؤال الشكل والتجريب عند غسان كنفاني، وسؤال الوعي الثوري في كتابات غسان كنفاني".  

بدوره، قال المُفكّر والناقد الأدبي فيصل درّاج، والذي تحدّث من عمّان عبر برنامج "SKYP"، أنّ الحديث عن غسان كنفاني فيه تعبيرٌ عن الوفاء "هذا الكاتب الذي يُمثل حالة خاصة في الثقافة الفلسطينية، وأنّه كان كاتباً مُتعدداً أي مُتحولاً، والتحوّل والتعدد يعني قلق المُبدع، ويعني المسؤولية، فكيف تُعبر عن القضيّة الفلسطينية بشكلٍ صحيح".

وأضاف درّاج أنّ غسان كان مُتعدداً بالفكر "فإذا كان إميل حبيبي قد بدأ شيوعياً وانتهى شيوعياً، وكان جبرا إبراهيم جبرا قد بدأ ليبرالياً وانتهى ليبرالياً، فإن غسان كان قلقاً باحثاً عن الحقيقة، وكان رافضاً للإجابات المُستمرة والمُعطاة مرة واحدة"، مُشيراً إلى أنّ كنفاني بدأ بالفكر القومي، فقد كان قومياً عربياً، ثم شعر بالحاجة لضرورة تطوير هذا الفكر.

وأشار د.درّاج إلى أنّ غسان "كان مُلاحقاً بالوقت، ومُلاحقاً بفكرة فلسطين، وأنا أدعوه بالمُبدع الطليق. لا يُمكن أنّ يكونَ مُحاصراً لا بتنظيم ولا بنظرية ولا بفكرة هي لا تأتي من داخله، فكان مُؤمناً بما تُمليه عليه روحه، وقريباً من كل المُدافعين عن التحرر"، مُؤكداً أنّ غسان كان قريباً من فرانز فانون أكثر من قربه من كل الفكر القومي العربي، وقريباً من جيفارا أكثر من اقترابه من الشعراء العرب.

أمّا الناقدة الأدبية د.سهام أبو العمرين، فتحدّثت عن اللغة في الأدب والتي أكّدت أنها "غير مُحايدة، بل هي بناءٌ مُشبع بالأيديولوجيا، ومُحددة بالأُطر والمعرفة والمرجعية لمُستخدميها، واللغة تُصبح قوة وسلطة إذا ما تحققت، وهذا ما قاله بول ريكور".

وقالت أبو العمرين، أنّ "الكلمة هي فعل تحريضي، وعملية الكتابة هي عمل تخريبي انقلابي، ومهمة الكاتب التحريضي هي تشكيل الوعي الذي يقود للتغيير والتثوير، لتصبح النصوص التحريضية التثويرية بمثابة حرب أو هجوم على حد تعبير أدونيس"، مُضيفةً أنّ "الهدف من هذه النصوص التي آمن بها غسان كنفاني، هو تأسيس خطاب مجاوز وفعّال للفكر السلطوي بعد تشريحه، وهذا ما انطلق منه غسان كنفاني من خلال فهمه للعملية الكتابية ذاتها، باعتبارها عملية هدم وبناء، هدم للأفكار التسلطية القمعية والانهزامية، وبناء خطاب تصادمي ثوري، من منظور الكاتب النهضوي الذي يُعيد صوت الجماعة الواعي".

كما وأضافت أنّ "القراءة في مشروع غسان كنفاني الإبداعي، الروائي والقصصي، هي قراءة للواقع الفلسطيني بانكساراته وإحباطاته ومآسيه، وتصوير للإنسان الفلسطيني المفجوع بتغريبته وإبراز لتجليات المأساة على واقعه".

وتناول المشاركون تجربة كنفاني الأدبية، وقدّموا نقدًا لعدد من أعماله، وركّزوا على موهبة وإبداع غسان، وتماسك بُنيته القيمية والأخلاقية، وتطوره وتجدده الفكري، إلى جانب تأكيدهم على أنّ أعماله وكتاباته كانت مسكونة بفلسطين والوعي النقدي والثورة على طريق حريّتها واستقلالها. وختموا بسؤالٍ يُكثف غسان وتجربته، مفاده "لو امتدّ العمر به، ماذا يُمكن أن يُقدّم لنا، وماذا يُمكن أن يكون؟".

مُرفق رابط للندوة كاملةً