Menu

ما هي الزيدية ومن هم الزيديون؟

نزوح الايزيديين من العراق- تصوير AFP

بوابة الهدف_ بغداد_ وكالات:

الزيديون هم أتباع زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب. جاهد ليسترجع الإمامة التي اغتصبها الامويون. وقد اضطهد وصُلب بعد مقتله. وهو اول العلويين الذي قاوم بني امية بالسلاح. وكان له أتباع وأصحاب آزروه وساروا معه في دربه.

كان زيد مرافقا للخليفة الاموي هشام بن عبدالملك في الرصافة. ثم ذهب الى الكوفة في امر يخصه، وهناك تجمع الناس حوله يدفعونه للخروج على الامويين، فتردد ثم خاض واصحابه غمار المعارك ضد الامويين، وخذله اهل الكوفة كما خذلوا جده الحسين بن علي. غير انه أتم ما قصده هو واصحابه حتى قتل في احدى المعارك ودفن. واهتدى اعداؤه الى قبره برغم اخفائه فنبشوه واحتزوا رأسه وارسلوه الى دمشق، وصلبوا جسده في الكوفة. فتكرر بذلك ما حدث لجده الحسين بن علي بن ابي طالب.

كان زيد رأس فرق الزيدية، وكان اخوه محمد الباقر احد أئمة الاثنا عشرية وهما اخوان غير شقيقين. وكان زيد تقيا ورعا عالما غزير العلم، كريم الاخلاق بهي الطلعة مهاب المظهر. كان يخرج للحرب ومعه ولده يحيى ويقول: "اما السيادة والعزة لآل البيت واما الاستشهاد". وبعد موته هرب ابنه يحيى الى خراسان، فطارده الامويون وقتلوه، عام 125هـ، وبقتله انقرض نسل ابيه ولم يبق من سلالته الا اخوه يحيى غير الاشقاء. ومع ذلك تمكن الزيديون بالمثابرة والجد عبر الزمن من تكوين دولة في ارض الديلم جنوب بحر الخزر "قزوين" عام 250هـ. اسسها احد الزيدية الحسن بن زيد ثم اقاموا دولة ثانية في اليمن في القرن الثالث الهجري. جاء اليها من العراق السيد يحيى بن الحسين القاسم الرَسّي فأقام في صعدة وبدأ يعلّم عدد سنين ويدعو الناس الى المذهب الزيدي ودُعي بالامام وهو مؤسس الزيدية في اليمن. لكن الذي اسس الزيدية في صعدة هو القاسم بن محمد الذي يعود نسبه الى الرَسّي.

كان اليمن في عهد الائمة الاولين قطر ا كبيرا يشتمل على عُمان وحضرموت ويمتد الى الحجاز وعسير وقسم من تهامة. ومنهم الامام شرف الدين بن شمس الدين، والامام المهدي احمد بن الحسن، والامام المهدي لدين الله، والامام المنصور. وكلهم حاربوا الاتراك في صولات وجولات، وتوفي الامام المنصور وجاء بعده ابنه يحيى بن حميد الدين المنصور من سلالة آل البيت التي تعود الى يحيى بن الحسن الرَسّي. وقد ظل الامام يحيى حميد الدين يحكم اليمن حتى 1960 وتحول اليمن الى جمهورية بعد انقلاب عبدالله السلال.

الامامة في المذهب الزيدي بعد الحسن والحسين ولديّ علي بن ابي طالب محصورة في نسلهما على مبدأ الشورى. والامام سواء جده الحسن او الحسين يجب ان يتوفر فيه العلم والزهد والشجاعة والسخاء. وهي لا تشترط الوراثة، وانما البيعة للافضل.

والزيدية تميل للمعتزلة. والمذهب الزيدي اقرب المذاهب الشيعية الى المذهب السني، وقد كان زيد مؤسس الزيدية تلميذا لواصل بن عطاء رأس المعتزلة.

بعد زيد المؤسس انقسمت الزيدية الى اربع فرق: الجارودية نسبة الى ابي الجارود زياد بن ابي زياد، والسليمانية نسبة الى سليمان بن جرير، والصالحية نسبة الى الحسن بن صالح، والبثرية نسبة الى كثيّر النوى الابثر، وهذه الفرق تميل في بعض الاحيان الى الاعتدال. غير انه لم يعد لها وجود عند الزيدية المعاصرة.

فالزيدية المعاصرة اليمنية تسير على نهج الامام المؤسس من حيث الاعتدال واخذ الامور بالسماحة. وهي تستنكر زواج المتعة وتحرمه، وتتفق مع السنة في بعض المسائل. وبين الزيدية والسنة اتفاق في صلب العبادات وفرائضها واختلاف في الفروع.

المذهب الزيدي يقول بالاجتهاد، فإن عجز المسلم جاز له التقليد؛ تقليد آل البيت. والمذهب الزيدي يجيز الخروج على الحاكم الظالم والمستبد. ولا يؤلّهُ الامام؛ وانما له الاحترام والتقدير. والحوثيون في اليمن من آل البيت من الزيديين نسل الحسن بن علي بن ابي طالب.

وبالعموم المذهب الزيدي اقرب الفرق الشيعية الى جماعة المسلمين السنّة.

 

نقلاً عن: هند التونسي- العرب اليوم