Menu

ماذا لوكان ضحية جريمة السفارة في عمان بريطانيا؟

بوابة الهدف/ تحليل إخباري/ أحمد.م.جابر

هل يمكن عزو السلوك الصهيوني في قضية حادث السفارة وجريمة القتل في عمان إلى مجرد فشل دبلوماسي لحكومة نتنياهو، أم أن السلوك الصهيوني مرتبط جوهريا بهوية الضحية وكونه عربي أردني وليس غربيا؟

هذا ما يشير إليه  غيورا أيلاند اللواء احتياط الصهيوني والرئيس السابق لما يسمى مجلس الأمن القومي الصهيوني، طبعا بدون قصد، وفي سياق الهدف منه إحالة الأمر إلى مجرد سلسلة من الأخطاء المهنية والدبلوماسية والفنية، ولكن المثال الذي يضربه أيلند يقول غير هذا، ويشير بوضوه إلى أن هوية الضحية تلعب دورا حاسما في رد الفعل والتصرف الصهيوني.

يشير أيلند إلى  أن الجيش الصهيوني قتل عام 2003 مسؤولا كبيرا في المخابرات البريطانية عن طريق الخطأ، مقارنا الحادثة بحادثة القتل في السفارة الصهيونية في عمان، في سياق انتفاده للسياسة الخارجية التي يقودها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو والتي يصفها بأنها فاشلة.

يراجع أيلند التوتر بين الجانبين الأردني والصهيوني، والذي بدأ فعليا مع جريمة القتل في السفارة، إلا أن التحليلات الصهيونية تحاول ربطها بأحداث المسجد الأقصى للتقليل من أثرها، ويقول أيلند إن الحارس الصهيوني أطلق النار في عمان على مالك الشقة الأردني والذي "قدلايكون ضالعا في الحادث".

 ويقترح أيلند أن ثمة خطوات كان ينبغي على الكيان الصهيوني اتخاذها لتجنب التصعيد مع الأردن، أولها تعيين فريق فني بقيادة مسؤول أمني بارز للتحقيق وتقديم تقرير للجانب الأردني ما كان برأيه سيضمن إنتهاء الأزمة، خلال شهر، وطبعا يشير من بعدي إلى استقبال نتنياهو للحارس القاتل الذي شكل استفزازا إضافيا للجانب الأردني.

ويكشف أيلند عن حادثة مشابهة، حيث في عام 2003،  في ذروة الانتفاضة، خلال نشاط وحدة دوفديفان المتعربة بالقرب من مخيم جنين قتلت شخصا زعمت إنه يحمل جسما مشبوها في يده، وافترضت أنه مسدس، وتبين  لاحقا أن الرجل كان يحمل هاتفا. وكان مسؤولا كبيرا في المخابرات البريطانية، تطوع للعمل كرئيس لمكتب الأمم المتحدة في المنطقة. وتسبب الحادث في توترات عالجها الكيان بطريقة مختلفة تماما عما فعله في الحالة الأردنية.

في ذلك الوقت، عمل أيلند  كرئيس لمديرية التخطيط في الجيش الصهيوني وتم تعيينه لقيادة الفريق الذي يحقق في الحادث. في غضون أسبوع، سافر مع النتائج إلى الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك وإلى نائب وزير الخارجية البريطاني في لندن. اعترف لهم بأن الأخطاء المهنية قد ارتكبت، عن غير قصد. وقد انتهت التوترات.

  ويقترح أيلند إطلاق حوار مهني مع الأردنيين بشأن الترتيبات الأمنية في المسجد الأقصى. ويزعم أنه حان الوقت لإجراء مشاورات مع الأردن حول الحلول المستقبلية أو ردود مقبولة لسيناريوهات مختلفة.

والشيء الثالث هو تعيين شخص جديد كسفير للكيان في الأردن، بعد أن أصبحت السفيرة عينات شلاين، شخصية غير مرغوب فيها في عمان بعد جملة تصرفاتها المرتبطة بالأزمة، ويرى أيلند أنه لا ينبغي أن يكون السفير القادم دبلوماسيا مجهولا من وزارة الخارجية، بل شخصية إسرائيلية معروفة، أو وزير سابق، أو مسؤول أمن يحظى بتقدير كبير من الأردنيين. حيث يعتبر الأردن من أهم عشرة دول للكيان الصهيوني.

ويختم أيلند بتوجيه انتقاد شديد لنتنياهو معتبرا أن عليهخ التدخل شخصيا ومن جديد لإن الفشل في التعامل مع الأردن هو مجرد مثال بسيط واحد على الفشل الدبلوماسي العام.  ولكن السؤال الحقيقي في هذه الأزمة يبقى معلقا ويبدو أن الجانب الأردني ينتظر إجابته: ماذا لو كان الضحية في السفارة بريطانيا؟