Menu

شَراكة "إسرائيلية"-فلسطينية لبناء سياسات الكيان الأمنيّة!

لا-للتطبيع

كتب رازي نابلسي _ عبر "فيسبوك"

طب لحظة نترك كل الكوارث، نترك إنها مش سياسيّة ولن تتحدّث بالسياسة، ونترك القنبلة الصوتيّة اللي ألقوها على ندوة ثقافيّة بالناصرة ونركّز بشغلة مش أقل أهميّة. اليوم بالصدفة، وقعت عيني على يوم دراسيّ بـ"مركز أبحاث الأمن القوميّ" الإسرائيل بتل أبيب تحت عنوان "استطلاعات شعوب" وهو يوم دراسيّ سيتم فيه مناقشة مواقف الفلسطينيين والإسرائيليين من الصراع وطرق حل الصراع يرتكز إلى استطلاعين رأي الأول يجريه المركز الفلسطينيّ للدراسات السياسيّة والمسحيّة (خليل الشقاقيّ) حول مواقف الفلسطينيين من الصراع وطرق حلّه، والثاني يجريه مركز "تامي شطاينمتش" الإسرائيليّ لاستطلاعات الرأي.

مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيلي يقوم بتكليف المركزين بالاستطلاعين ويناقشهم في يوم دراسيّ طويل وموسّع. أي أن المركز الفلسطينيّ يعمل حاليًا عند مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيليّ في مشروع مشترك هاي أولًا. وثانيًا يشارك في اليوم الدراسي بمركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيلي كل من الدكتور خليل الشقاقيّ، والبروفيسور أمل جمّال، بالإضافة إلى النائب عايدة توما عن القائمة المشتركة. ويشاركون إلى جانب كل من الجنرال مئير إلران وهو رئيس برنامج العلاقات العربيّة اليهوديّة في إسرائيل داخل المركز بالإضافة إلى تاريخه الحافل في مجال الاستخبارات العسكريّة خاصة في حرب لبنان والانتفاضة الأولى وحرب 1967 بالإضافة إلى حرب 1974 ويعد من أعمدة الاستخبارات الإسرائيليّة ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي الجنرال عاموس يدلين الذي كان مرشّح حزب العمل لمنصب وزير الدفاع، بالإضافة إلى أنّه شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان).

مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ ليس مؤسّسة إسرائيليّة عاديّة. هذه مؤسّسة تسعى إلى صياغة العقيدة الأمنيّة الإسرائيليّة واستراتيجيّة إسرائيل في مواجهة الأخطار المحيطة بها، وفي كل عام يشارك في مؤتمره كل من "وزير الدفاع؛ رئيس الدولة؛ رئيس هيئة الأركان... وكافة الوزراء تقريبًا" وهو مركز بحثيّ سياسيّ إسرائيلي يتمتّع بتأثير عالي جدًا على صناعة القرار الأمنيّ الإسرائيليّ وباعتقادي من الناحية الأمنيّة هو أهم بكثير من مركز "هرتسليا" حيث يُعنى بالسياسة ويختص بالسياسة. هذه الندوة، التي سيشارك فيها أمل جمّال وتوما والشقاقيّ هي ندوة استخباراتيّة بامتياز، وتتعلّق بآراء المجتمع الفلسطينيّ ليتم بناء عليه رسم استراتيجيّة أمنيّة. وبالمجمل ما الذي يقوم به مركز خليل الشقاقي الآن ؟ استطلاعات رأي فلسطينيّة لتشكّل أساس بناء عقيدة أمنيّة صهيونيّة ؟

الصبيّة بتفهمش بالسياسة ولن تتحدّث بالسياسة، ولكن بروفيسور أمل جمّال ودكتور خليل الشقاقيّ ونائب عايدة توما بفهموا بالسياسة وشغلهن السياسة وبحثهن بالسياسة. لوين ماخذينّا ؟ بمركز أمن قومي إسرائيلي ؟ قبل ما نحسم مع 5 شبّان بشفق عليهن ومنتمسخر عليهن ومش رح يفيدوا اسرائيل بإشي، خلّينا نحسم مع النخب الفكريّة والسياسيّة والقيادات هاي كلها وبعدين لاحقين نحسم مع اللي بتجنّدهن إسرائيل، ومنضحك عليهن كثير ومنشفق أكثر.