Menu

حدود القوة

ما بين قانوني "بيبي 1" و"بيبي2" هل يجرؤ نتنياهو على الانتخابات المبكرة

بوابة الهدف/إعلام العدو/ترجمة خاصة

تلقى رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو عددا من الدروس الهامة هذا الأسبوع، لعل أبرزها أن هناك حدود للقوة التي يحاول فرضها كرئيس للوزراء، وأن صلاحياته ليست بدون قيود وانه سيكون تحت رقابة مشددة، هذا ما يذهب إليه تحليل نشرته هآرتس لمراسلها يوسي فرتر، الذي أضاف أن نتنياهو حصل على دش بارد من الرئيس الصهيوني رؤوفين ريبلن من على منصة الكنيست في افتتاح دورتها الشتوية، بسبب محاولات الائتلاف الحاكم اغتيال "المجتمع الإسرائيلي والديمقراطية" وهو الأمر الذي استدعى ردا عنيفا من نتنياهو وشركائه في الائتلاف. يضيف فيرتر أن نتنياهو تلقى أيضا انتقادات لاذعة من النائب العام أفيشاي ميندلبليت الذي يصارع ضد قانون جديد من شأنه حماية رئيس الوزراء من التحقيقات.

نتنياهو اضطر مرغما بعد اعتراض شركائه في "كولانو" و"البيت اليهودي" للتراجع عن مقترح القانون الذي وصف بأنه "حقير" والمقصود منه حمايته من براثن الشرطة. وكان وزير المالية موشيه كحلون (كولانو) رد بعنف على ديفيد بيتان رئي سالائتلاف الذي يقف وراء مشروع القانون عندما طلب دعمه "أنا لا أعمل عندك." وتلك كانت رسالة حادة لنتنياهو كون بيتان مجرد تابع له.

لذلك ذهب "قانون بيبي" كما اصطلح على تسميته إلى تجميد وربما إلغاء، وفي جميع الأحوال لن ينطبق هذا القانون على التحقيقات الجارية لأنه لن يعمل بأثر رجعي، ومن الواضح إنه لن يمر دستوريا.

وبدلا من هذا القانون في صيغته الفرنسية سيكون نتنياهو مضطرا كما يقول فيرتر للاكتفاء بقانون محلي على مقاسه بالضبط بإمكانه فقط منع الشرطة من الإعلان  للجمهور العام عن عناصر الإدانة ضد نتنياهو. وذلك هو "قانون بيبي 2".

كولانو  حسب كحلون سيعيد النظر في موقفه ويدعم القانون الجديد فقط إذا كان يتحدث عن قضايا جديدة، ويبدو أن لدى نتنياهو الكثير ليخفيه وتخوفات جدية من قضايا ما زالت مجهولة لذلك يسارع لاستباق الأحداث ومنح نفسه حصانة ضدها.

من جهة أخرى يضيف فيرتر، أن إمكانية إجراء انتخابات مبكرة ما زالت تهيج التحالف، واللاعبين السياسيين الرئيسيين، وقد وعدهم نتنياهو سابقا بأن الإئتلاف سيستمر طوال مدته القانونية وبالميزانية الكاملة ومع ذلك فهناك شعور قوي، ترافق مع الهمس من مكتب نتنياهو بل من فمه شخصيا، هذا الأسبوع، عندما كشف لبعض محاوريه أن لديه استطلاعا للرأي يطمئنه إلى أنه لو حصلت الانتخابات الآن فإن الائتلاف الحالي من الأحزاب الدينية المتشددة سيتعزز والليكود وكولانو سيحتفظان بنفس عدد المقاعد (30 و 10 على التوالي)، وسيتراجع الاتحاد الصهيوني إلى 18 مقعدا ويصعد "هناك مستقبل " إلى 19 مقعدا، والبيت اليهودي سيتحسن وضعه على ما يبدو ليحوز 11 مقعدا، فيما شاس و هدوت هتوراة ويسرائيل بيتنا ستحصل معا على 15 مقعدا، بلإجمال فإن التحالف الذي يؤيد نتنياهو سيصعد إلى 66 مقعدا في الكنيست.

وفكرة نتنياهو على ما يبدو، إنه إذا كان هذا الوضه فلماذا لانستفيد جميعا من الزخم وندعو لانتخابات مبكرة؟ وعلى الرغم أنه لايجد مؤيدين لفكرته واللاعبين الأاساسيين يقولون له إذا كان الإئتلاف نفسه سيعود، فلماذا لايبقى، ولماذا العجلة؟

يبدو أن يريد، فقط الحصول على ولاية خامسة وتعزيز حملته الشعبوية ضد النيابة العامة، ولكن معارضة الإنتخابات المبكرة ليست فقط خارج الليكود بل متجذرة بعمق داخل الحزب بالذات.

فهل سيتجرأ نتنياهو وسط أزمته القانونية وصدامه الأخير مع الرئيس وتردد حلفاؤه على الذهاب إلى الانتخابات المبكرة، آملا بحصانة شعبية تحميه من التحقيقات، الأمر الذي تعجز عنه القوانين التي يحاول تمريرها، وتمنحه ولاية خامسة ليضرب رقما قياسيا جديدا في الجلوس على مقعد رئيس وزراء الكيان الصهيوني، أم أنه سيتراجع ويخضع لتقلبات السياسية العاصفة في الكيان؟