Menu

عبد العال: بلفور ليس وحده أصــل البلاء

thumb (1)

بيروت _ بوابة الهدف

قال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، مروان عبد العال، اليوم الخميس، إن "نتذكر يوم وعد بلفور والأهم أن نتعلم، وحتى لا تتحول الى بكائية فلسطينية علينا أن نحولها الى فرصة لمراجعة نقدية موضوعية المسيرة ووعي الحقيقة وتأكيد الحق التاريخي والمشروعية الأخلاقية للمقاومة".

جاء ذلك في كلمة لعبد العال ألقاها في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية (الحدث) في ندوة بعنوان "مقاومة نتائج وعد بلفور"، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، والمُنظمة من قبل "اللجنة الوطنية في لبنان لحملة مئة عام على وعد بلفور"، قدم لها د. عبد الملك سكرّية، وأدارها البروفيسور يوسف نصر الله. وسط حشد من طلبة الكلية وأساتذة الجامعة.

واستهل عبد العال مداخلته بالحديث عن معنى يوم بلفور فقال: "هذا يوم مُفعم بالدلالات الرمزية التي سكنتنا منذ الولادة كان يقال عنه (أصل البلاء) أو (اليوم الأشد ظلاماً في تاريخنا) كما وصفه إدوارد سعيد.

وقال "بلفور لم يكن يطلق وعداً شخصياً بل وعداً استعمارياً. علينا أن نعترف أن الوعد تحوّل الى حقيقة ولم يبقى مجرد تصريح، وألا نتعامل معه بوصفه اعلان فقط. بل هو مشروع، وإلا لماذا صار الوعد واقعاً؟ ولماذا بقي مائة عام؟!".

وذكّر الحضور بالسياق التاريخي للمشروع الاستعماري، حيث قال "إن تفكيك المنطقة والسيطرة عليها لا يزال مستمراً من تدمير الفكرة العربية إلى تجزئة الدولة الوطنية بدأ بمخططات سرية ومشاريع كبرى وصولاً الى التسوية ومروراً باتفاقات أوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد. هدف التسويات كلها ليس انهاء الصراع طبعاً، فهو لم يتوقف، لأن الهدف ليس حل الصراع بل ادارته بشروط أفضل للسيطرة والاحتلال، وأن منطقة مجزأة متصارعة متحاربة يعني "اسرائيل" قوية.. ونموذجها الأخير الزلازل الذي فعل فعله في المنطقة، وأفضى الى ما يسمى مؤخراً صفقة القرن أو الحل الاقليمي وكل ما فيه غاية الامبريالية أن تدمج "اسرائيل" بالمنطقة وبالتطبيع كبداية واسقاط الحقوق الفلسطينية لإنتاج بلفور جديد".

وسأل عبد العال "هل بلفور وحده أصل البلاء؟ صحيح هناك مشروع استعماري صهيوني رجعي هو الذي مهّد وغطّى وحما ودعم ولا يزال هذا الكيان المزعوم. لكن ما هي مسؤوليتنا جميعاً عن ذلك، كل بقدر أخطائه وخطاياه التي تحتاج للتصحيح والترميم ولإعادة البناء"، لافتاً إلى أن "القول بأن بلفور أنصف اليهود ولم ينصف الشعب الفلسطيني! هذا يعتبر اعتراف بشرعية وعد بلفور، الذي لم يعترف بالشعب الفلسطيني كشعب".

كما وحمّل بريطانيا المسؤولية بالمجزرة الانسانية التي ارتكبت بحق الجغرافيا والتاريخ وبحق الأرض والشعب الفلسطيني والأمة، ولا تزال مفاعيلها مستمرة".

وأوضح أن "الكيان الصهيوني مثل طفل لقيط ولد من رحم الاستعمار، كان وعد بلفور للتخلص من غيتوات اليهود في أوروبا ليزرع عندنا أكبر غيتو يهودي في العالم"، مُطالبة بريطانيا بالاعتراف بالمسؤولية عن جريمتها والتصويب يكون للواقع الذي انتجه بلفور، وقال إن "بريطانيا شريكة في نكبتنا طالما هي شريكة بالواقع الذي انتجته بلفور، وكما قال المؤرخ البريطاني توينبي أنه تاريخ يدعو للخجل".

وقال إن "الحكومة البريطانية عندما تحتفل بمئوية بلفور هذا يدعو للخجل، لأنه مثل الرقص في الجنازة"، خاتماً كلمته بالقول "مئة عام من الظلم هي مئة عام من المقاومة، ومئة عام من الأمل والثقة بحتمية النصر. والتاريخ وعلى مدى قرن من الصراع يشهد لبطولة الشعب الفلسطيني الذي يكتب بإرادته وبدمه هويته وحريته وحلمه، ويؤكد كل يوم على أرض فلسطين وخارجها أن موضوعية الصراع تجعله مستمراً لا يتوقف إلا إذا انتهت الموجبات والمقدمات والأسباب التي أدت الى اندلاعه".