Menu

مصدر لـ"الهدف": مصر تنوي مضاعفة أعداد المسافرين عبر معبر رفح

IMG_5599 copy

غزة - خاص بوابة الهدف

منذ ساعات فجر اليوم السبت، توافدت جموع المسافرين إلى بوابة معبر رفح البري، جنوب قطاع غزة، بعد إعلان السفارة الفلسطينية في مصر فتح المعبر بشكل استثنائي لثلاثة أيام.

ولهذا الفتح الاستثنائي أهمية خاصة، إذ يُعتبر الأول بعد أن قامت حركة حماس بتسليم إدارة المعابر كافة إلى حكومة الوفاق الوطني، بعد 10 سنوات من إدراته، في أعقاب سيطرتها على قطاع غزة وطرد موظفي السلطة، خلال أحداث الانقسام الفلسطيني.

في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم السبت 18 نوفمبر 2017، وصل موظفو السلطة الفلسطينية، ليباشروا عملهم داخل معبر رفح، بينما كانت قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني تقوم بتأمين الساحة الخارجية للمعبر بهدف ضبط المرور ومنع التكدس، وشارك عناصر من جهاز الأمن الوطني، ووحدات الشغب إلى جانب الشرطة العسكرية.  

وبعد أقل من ساعة، وصل باص المسافرين الأول، القادم من صالة أبو يوسف النجار إلى بوابة المعبر الفلسطينية، واتضح أنه سيتم الالتزام بكشوفات السفر التي سبق وأن أعدتها وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، بتنسيق مجمع أبو خضرة الحكومي.

إلى ذلك، علمت بوابة الهدف من مصادر في معبر رفح، أن السلطات المصرية تنوي مضاعفة أعداد المسافرين يومياً خلال فتحها للمعبر استثنائياً، مقارنة بالمرات السابقة؛ وهذا ما تشير إليه وتيرة دخول باصات المسافرين إلى الجانب المصري، إذ بلغ عدد الباصات التي عبرت إلى الجانب المصري 7 باصات، منذ ساعات الصباح، وهو ما يعتبر مؤشراً قياسياً مقارنة بآلية عمل المعبر في المرات السابقة.

عشرات المسافرين تكدّسوا على بوابة المعبر من الجهة الفلسطينية، في محاولة للدخول بواسطة "كشوف التنسيقات" والتي تتم عن طريق المخابرات المصرية، وهي العادة التي استُحدثت في عهد إدارة حركة حماس للمعبر، من بينهم السيدة صباح النجار، التي تحمل الجنسية المصرية وإقامة سعودية، وعلقت في قطاع غزة منذ 7 شهور هي وحفيدها "محمد" الذي لم يتجاوز الأربعة أعوام، واضطرت إلى دفع 2400 $ دولار من أجل المرور عبر معبر رفح.

وتقول النجار في لقاء مع بوابة الهدف أنها "اضطرت لدخول غزة لمواساة عائلتها بوفاة والدتها، ومن أجل أن تلقي عليها نظرة الوداع إلا أنها ظلت عالقة ولم تتمكن من العودة بعد محاولات عديدة للسفر" وكررت أكثر من مرة أن سبب عدم مقدرتها المرور عبر معبر رفح هو تكدس المسافرين، فهي تحمل كافة الأوراق التي تجعل منها "حالة انسانية" تمكنها من السفر. إذ لم تتجاوز أيام عمل معبر رفح منذ العام الجاري الخمسة عشر يوماً، متقطعة.

تقول المسافرة النجار بحزن شديد، إن ما يحدث مع النساء العالقات في غزة بعيداً عن عائلاتهم خارجها هو "خربان بيوت" وتتأمل في أن تتمكن من السفر هذه المرة رغم ما تبدّى على ملامحها من خيبة أمل، أوضحت أنّ سببها هو تأخّر فتح المعبر عن الموعد الذي تقرَّر سابقًا، وهو 15 نوفمبر، وفق ما أعلنته السلطة الفلسطينية بعد تسلّم موظفيها إدارة المعبر، تطبيقًا لما تضمّنه اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير، برعاية جمهورية مصر العربية، في الثاني عشر من أكتوبر الماضي.

وبعد ساعات من الانتظار جاء ضابط أمن وعمّم على المُتواجدين من المسافرين في المعبر، أنّ عليهم التوجّه إلى صالة أبو يوسف النجار بخانيونس، حيث سيتم نقل جميع المسافرين منها مباشرة بواسطة الحافلات إلى البوابة المصرية، وهي الآلية التي استحدثتها حركة حماس لضبط تدفق المسافرين ومنع التكدّس على بوابة المعبر.

وسط مدينة خانيونس، وفي صالة أبو يوسف النجار التي تبعد عن معبر رفح عشرات الكيلومترات، تجمّع مئات المسافرين من جميع الفئات: طلاّب ومرضى و"تنسيقات"، مكدسين على مُدرّجات القاعة، المصممة أصلأص للألعاب الرياضية، في الوقت الذي كانت تسير فيه عملية تجميعهم في الحافلات ببطء ملحوظ، فيما كانت عناصر أمن تابعة لحركة حماس تعمل على ضبط حركة تدفق المسافرين، وسط حالة من الفوضى والإرباك.

وفي حديثه لـ"بوابة الهداف"، قال الطالب عبد الله حسين إنه سجل اسمه قبل ما نحو 8 شهور في مجمع أبو خضرة الحكومي، وما زال يجهل إن كان سيتمكن من السفر اليوم أم لا، حاله حال كافة المتواجدين في صالة النجار.

وأضاف الطالب حسين أنّه "يحمل كامل الأرواق اللازمة، وفيزا طالب"، وينوي التوجه إلى تركيا لإكمال دراسته هناك. وبقلقٍ وإعياء واضحيْن، تابع لـ"الهدف": الساعات المقبلة فارقة في حياتي.

بالرغم من بدء العمل في معبر رفح اليوم، وهو الأول من أصل 3 أيامٍ مقررةٍ لفتحه، إلّا أن حالة عامة من الإحباط تنتاب جميع المسافرين، الذين لم يلمسوا حتى اللحظة ما من شأنه تخفيف معاناتهم في السفر وإجراءاته، ناهيكَ عن الضبابيّة التي تعمّ المرحلة المقبلة، وسط انعدام الإجابات على تساؤلات هامّة حول موعد فتح المعبر بشكل دائم، وآلية العمل فيه، في الوقت الذي لا يزال المواطنون فيه ينتظرون التطبيق الفعلي لاتفاق المصالحة فعليًا، بعيدًا عن وعودات المسؤولين، والنصوص المكتوبة على الورق.