Menu

بعد حصارهم لنحو شهر.. جنود مستشفى "جسر الشغور" السوري أحراراً

الغارات الجوية قرب المستشفى في ريف ادلب أمس -رويترز

بوابة الهدف_ دمشق_ وكالات:

بعد 27 يوماً من الصمود الأسطوري بوجه عشرات الهجمات، بعضها انتحاري، وبرغم الحصار الذي أطبقته «جبهة النصرة» عليهم، خرج الجنود السوريون من مستشفى جسر الشغور، وسط تغطية جوية ومدفعية مكثفة. وسارعت «جبهة النصرة»، التي تقود «جيش الفتح»، إلى الاحتفال بهذا «النصر».

وكانت مدينة جسر الشغور، القريبة من الحدود التركية، قد سقطت في أيدي مسلحي «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، في 25 نيسان الماضي. وتحصن عشرات الجنود، مع مدنيين، في مستشفى المدينة.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد، في اتصال هاتفي مع قائد المجموعة التي بقيت في المستشفى العقيد محمود صبحة، «أنتم تعبرون ببطولاتكم عن كل جندي في الجيش العربي السوري. صمدتم وقاومتم لأنكم لا تعرفون الهزيمة ولا الاستسلام». وأضاف «ثقتكم بالله وبرفاقكم في الجيش السوري بأنهم قادمون لفك الحصار عنكم تدل على ماهية هذا الجيش وعقيدته وثقته بنفسه وبأفراده وببطولاتهم».

وتابع الأسد «حياتكم أنتم ورفاقكم وكل جندي في الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الشعبي كانت وستبقى أهم ما نفكر به ونسعى لحمايته دائما. سطرتم ببطولاتكم أروع الملاحم، وإخراجكم لرفاقكم الجرحى سيعلّم العالم ما هي أخلاق ومبادئ الجيش العربي السوري».

وقال مصدر عسكري «تمكن أبطال القوة المدافعة عن مستشفى جسر الشغور الوطني، بالتنسيق مع ضربات المدفعية والطيران، من خرق الطوق الذي كانت تفرضه التنظيمات الإرهابية على المستشفى، حاملين رفاقهم الجرحى وجثامين شهدائهم باتجاه نقاط تمركز قواتنا المسلحة في ريف إدلب». وأوضح أن «القوة المدافعة عن مستشفى جسر الشغور نفذت مناورة تكتيكية بالقوى والوسائط، وتمكنت من فك الطوق عنه بنجاح».

وأشارت مصادر عسكرية إلى أن القوات السورية خاضت، بمساندة جوية ومدفعية، معارك عنيفة مع مسلحي «جيش الفتح»، لتأمين طريق انسحاب الجنود، الذين انتقلوا إلى حاجز المنشرة، على بعد أقل من كيلومتر من جسر الشغور، وقرية الكفير شرق المدينة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «جبهة النصرة وحلفاءها سيطروا بالكامل على مستشفى جسر الشغور عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور، حيث كان يتحصن أكثر من 150 جنديا مع مدنيين من أفراد عائلاتهم». وأضاف ان «الطائرات نفذت أكثر من ستين غارة جوية على محيط المستشفى، ترافقت مع سقوط أكثر من 250 قذيفة مدفعية في المنطقة»، مشيرا إلى أن «الهدف من حملة القصف المكثفة كانت تأمين تغطية للمنسحبين».

وبث أتباع «جبهة النصرة» صوراً لمسلحين يدخلون إلى المستشفى المدمر، متحدثين عن قتلى وجرحى وأسرى في صفوف الحامية التي كانت تتمركز في النقطة الوحيدة الخاضعة لسيطرة الجيش في جسر الشغور، من دون نشر صور للعناصر المستهدفين أو الأسرى. وكتب تحت إحدى صور المستشفى المدمر «فرار جنود الجيش النصيري من مستشفى جسر الشغور، والمجاهدون الآن يطاردونهم وينصبون لهم الكمائن».

وكان لافتاً إعلان «جيش الفتح» عزمه تفجير نفق تم حفره أسفل مبنى المستشفى. وكان قائد «ألوية صقور الشام» أبو عيسى الشيخ تحدث، في تغريدة على «تويتر»، عن وصول أبو مصعب شنان، الذي يعد أحد أبرز خبراء حفر الأنفاق في «أحرار الشام» إلى محيط المستشفى.

واعتبر الخبير الاستراتيجي محمد فريد عيسى، في حديث إلى «السفير»، انه «لا يمكن إبقاء أي مجموعة محاصرة، خاصة مع قرب نفاد الغذاء والذخيرة، بالإضافة لكون وجودهم سيمثل عائقاً. وبعدما تمت تغطيتهم بكثافة نارية وحماية الجهة الرابعة التي يتحركون خلالها بنيران الرشاشات الثقيلة انسحبوا إلى الخلف، وبذلك تحرر الجيش من الحذر حين يقوم بتوجيه نيرانه». واعتبر أن «المرحلة الآن هي للتركيز على الطيران والمدفعية الثقيلة»، مستبعداً «أي عملية عسكرية كبرى قبل انتهاء معركة القلمون، التي ستكون الفيصل».

إلى ذلك، أعلنت الجمعية الكاثوليكية الفرنسية لمساعدة مسيحيي الشرق أن مسلحين خطفوا، أمس الأول، الأب جاك مراد رئيس دير في بلدة القريتين في حمص وأحد معاونيه. وقال الأب كميل سمعان، من مطرانية السريان الكاثوليك في بيروت، لوكالة «فرانس برس»، «لا نعرف إذا كان داعش أو جبهة النصرة أو الجيش الحر أو النظام أو عصابة اختطفته. لم يتصل أحد بنا منذ ذلك الحين».

وما بعد سقوط مدينة تدمر بيد «داعش»، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في بيان، إن «سيطرة داعش على هذه المدينة التاريخية يشكل تهديداً خطيراً لأحد أهم المواقع الأثرية والحضارية في العالم، وعلى الجميع مسؤولية توفير الحماية اللازمة لها من مخاطر النهب والتدمير على أيدي عصابات داعش الإرهابية»، داعيا المجتمع الدولي لإنقاذها خشية أن يلحق بها التدمير نفسه الذي ارتكبه التنظيم في مدينة الموصل العراقية.

 

نقلاً عن: السفير اللبنانيّة