Menu

نصر الله ما زالت العيون على"اسرائيل" وداعش يستهدف الجميع دون استثناء

السيد حسن نصرالله في كلمته

بوابة الهدف _ العاصمة المحتلة _ متابعة

كان طبيعيا أن يشدد الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ذكرى المقاومة والتحرير على أن المقاومة لا تزال على جهوزيتها في خصوص مواجهتها للعدو الصهيوني، وذلك على امتداد الحدود اللبنانية الجنوبية مع الكيان الغاصب. لكن في الوقت نفسه، لم يغفل نصرالله الإشارة إلى أن المنطقة كلها ولبنان من ضمنها، يواجهون اليوم خطرا أكبر يتمثل بالمجموعات التكفيرية كـ "داعش" و"النصرة" ومن معهما، باعتبار أن ما يشكله التنظيمان هو خطر ليس على البشر فقط وإنما على الحجر أيضا. ولكن رغم كل محاولات الاستنزاف الجارية، إلا أن المقاومة اليوم هي أفضل من كل السنين الماضية لجهة العتاد والتدريب والجهوزية.

في خطابه لمناسبة ذكر التحرير عبر شاشة ضخمة نصبت في ساحة مدينة النبطية في الجنوب، أطل نصرالله متحدثا عن التحرير وانجاز المقاومة.

وأكد، في هذا الإطار، على ضرورة "الاستفادة من "تجربة التحرير لأن ما نشهده هذه الأيام تاريخٌ يعيد نفسه بأسماء وعناوين مختلفة"، داعياً إلى "وضع الأجيال التي لم تواكب تلك المرحلة كي تعرف ما حصل وتتحمل معنا الآن مواجهة التحديات القائمة". 

وسرد نصر الله وقائع الاجتياح "الإسرائيلي" في العام 1982، حيث اعتبر أن "بعض اللبنانيين كان له تشخيصٌ صحيح وفهم واضح لأهداف الاجتياح، وهو لم يصدق كل ما يقال حول الأهداف"، آسفاً "للبنانيين الآخرين الذين كانوا على موجةٍ مختلفة، حيث كان بعضهم يراهن على الاجتياح ويعلق عليه الآمال ويتعاون معه، ويجتاح معه ويقيم الحواجز، ويمارس معه كل الاعتداءات، كما ظل بعضهم يتعاون معه حتى عام 2000". كما أشار إلى أن "بعض اللبنانيين لم يكن لديه مشكلة مع الاحتلال، كان يتفهم ولا يتعاطف ولا يتعاون، وهناك صنف آخر كان خالي الذهن على الحياد لا يعنيه أي شيء بالمطلق". 

وقال نصر الله: "منذ انطلاقة المقاومة انقسم اللبنانيون سياسيا وإعلاميا تبعا للانقسام الأول. كان البعض يتحدث عن "الإسرائيلي" كصديق، بل كان يراه منقذاً، كان البعض دائما عندما يريد عن اعتداءات "الإسرائيلي" على الفلسطيني يجد المبررات لذلك ويرى أن "الإسرائيلي" يقوم بذلك على أن "الإسرائيلي" مظلوم". وتابع "بعض من كان في الداخل كان يضخم خسائر المقاومة وتبعات نتائجها، وكان هناك دائماً من يغطي جيش لحد والعملاء ويدافع عن العملاء. بالمقابل كان هناك من يؤيد المقاومة ودافع عنها حتى الانتصار".

كما لفت الانتباه إلى أنه "كان هناك صنفٌ متفهم للمقاومة لكنه كان مقتنعاً بالعجز"، مشيراً إلى أن انطلاقة المقاومة من بيروت العاصمة إلى الضاحية والضواحي والجبل وصيدا وكل لبنان إنما كانت بسبب "الذين آمنوا بالمقاومة ومارسوها، وكان لديهم الإيمان والثقة على أنهم قادرون على النصر".

وتابع نصر الله سرده لانطلاقة حركات المقاومة من "حركة أمل، بعنوان أفواج المقاومة اللبنانية المقاومة الإسلامية، إلى أحزاب جبهة المقاومة اللبنانية والفصائل الفلسطينية". كما تحدث عن إنجازات المقاومة حينها حيث "واصلت المقاومة عملها بعد الانسحابات إلى الشريط الحدودي، وقدمت التضحيات حتى العام 2000 والهزيمة المذلة بلا قيد وشرط ومكاسب واتفاقات، واصفاً إياه بـ"الانتصار القوي الواضح الصافي النقي". 

كما أكد أن "كل العمالة والخيانة والتوهين لم تمنع المقاومة من أن تهدي نصرها لكل اللبنانيين والعرب والمسلمين ولكل العرب والعالم والأحرار فيه"، مشيراً إلى أن "بركات الانتصار العيد الـ 15 لم ترجع إلى جماعة دون جماعة أو حركة دون أخرى أو منطقة دون منطقة لكن البركات عمت الجميع وصولا إلى فلسطين".

واعتبر نصر الله أن "المقاومة قد تعاملت، في مثل هذه الأيام، بإنسانية مع كل الذين أخطأوا في الشريط الحدود وقدمت نموذجاً إنسانياً وأخلاقيا في التعامل، ومع ذلك يحاول البعض تشبيه المقاومة بداعش"، معتبراً أنه "لولا هذا الفعل المقاوم لكنت "إسرائيل" امتدت إلى كل لبنان".

كما أكد أن "بعض اللبنانيين لم ينتظر الجامعة العربية ومجلس الأمن ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولا أوروبا وأميركا، بل اعتمدنا على إراداتنا وأهلنا وأصدقائنا".

وعن مسلسل اعتداءات "داعش" أشار نصرالله إلى الخطر الذي يمثله هذا التنظيم، ساخرا في الوقت عينه من عجز التحالف الدولي بقيادة أميركا عن وقف تمدد التنظيم متسائلا كيف إن التحالف المذكور شن في سنة غارات لا تتجاوز الغارات التي شنتها "إسرائيل" خلال عدوانها على لبنان و غزة في نحو شهر تقريبا.

وإذ توجه نصرالله إلى بعض اللبنانيين مشددا على أن السكوت والوقوف على الحياد لا يشكل ضمانه لهم من "داعش" والنصرة" أكد أن "حزب الله" اختار المواجهة وهو ماض في المعركة لتأمين كافة الحدود اللبنانية، وأن الوقت لا يزال باكرا على إعلان التعبئة العامة، حيث أنه "لم يمر زمان على المقاومة منذ 1982 إلى اليوم كانت فيه أكثر نفيرا وعديدا واعز جانبا وأفضل عتادا وأعلى خبرة ومجاهدوها أكثر حماسة واستجابة كما نحن اليوم في 24 أيار 2015".

وفي سياق المواجهة، دعا نصرالله الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها في خصوص عرسال وجرودها، وبعدما تحدث عن وقوف "حزب الله" إلى جانب أهالي عرسال، إضافة إلى سياسة ضبط النفس، الذي مارسها أهالي منطقة بعلبك – الهرمل رغم أنهم فقدوا أبناء في عرسال، رافضا أن يزايد أحد على الحزب في خصوص عرسال. قال: "وزير الداخلية نهاد المشنوق يقول أن عرسال محتلة من قبل الجماعات التكفيرية، وهو وزير في الحكومة محسوب على تيار المستقبل، فتفضلوا وتحملوا مسؤولياتكم في مواجهة الخطر، ولتأت الدولة لاستعادة بلدة عرسال. ولا تتهربوا من مناقشة الأمر في مجلس الوزراء رغم غصرار بعض الكتل الوزارية على ذلك".

وإذ أشار نصرالله إلى انه من الخطأ "تقديم المعركة في الجرود على أنها معركة المقاومة". قال: "نحن لا نريد تقديم توريط الجيش، كما يتم الإدعاء، نحن نريد أن تتحمل الدولة مسؤولياتها. ولفت الانتباه إلى أن "الأغلبية الساحقة في عرسال باتت تشعر بالعبء الثقيل للتكفيريين، والجماعات المسلحة"، معبرا عن الرغبة في مساعدتهم"، ناصحا بإخراج عرسال "من المزايدات الطائفية. لان لا مصلحة لكم بذلك". أضاف: "لكن إذا لم ترد الدولة أن تتحمل الدولة مسؤولياتها، فإن أهلنا في بعلبك – الهرمل، ولتتهموا كما شئتم، أهلنا بعشائرهم وقواهم وبكل فرد فيهم لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد في أي جرد من جرود عرسال أو البقاع"، داعيا في هذا الإطار إلى توحيد جهود المواجهة "لأنه لا يمكن القتال بشكل متجزئ".

وتوجه نصرالله إلى الخصوم بالقول: "إذا انتصر النظام في سوريا فنحن ضمانة للبنانيين، بما نملكه من مكانة لدى القيادة السورية، لكن لو انتصر داعش أو النصرة، فهل تملكون الضمانة لأنفسكم أولا قبل أن تضمنوا الآخرين؟".

ودعا أمين عام "حزب الله" إلى الاعتماد على النفس في مواجهة الخطر "التكفيري"، طالبا عدم المراهنة على أميركا، أو المجتمع الدولي أو الجامعة العربية، "فباعتمادنا على قدراتنا يكون الحل. لأن المعركة معركة وجود بالنسبة للجميع في العراق وسوريا و اليمن لبنان وكل المنطقة. لأن معركتنا هي معركة وجود".

أضاف: "قتالنا في سوريا تجاوز مرحلة التدريج منذ مدة. فنحن نقاتل إلى جانب إخواننا السوريين في حمص وحلب وادلب والرقة والحسكة والقصير، وفي كل مكان تقتضيه المعركة، لأننا نعتبر أن هذا دفاع عن المنطقة"، وأيضا "الخطر لم يعد على مقاومة بعينها أو طائفة وإنما على الجميع".

عاد نصرالله إلى الموضوع الأساس، وهو "انه رغم كل ما يجري في المنطقة إلا أن المقاومة تواصل العمل على الحدود الجنوبية، وعيونها على العدو الصهيوني"، مطمئنا "أهلنا في الجنوب والبقاع الغربي بأن المقاومة في أعلى جهوزيتها وهي متيقظة للعدو ولا تغفل عنه".

وإذ أعلن نصرالله أنه في معركة المقاومة لتحرير لبنان ومنح الحرية لشعبه كانت التضحيات الجسام، شدد على أنه في معركة حفظ الوجود "الأمر يتطلب تضحيات جسام فليس أمام من يريد أن يدافع عن وجوده إلا أن يكون مستعدا لتقديم التضحيات". وفي هذا السياق خاطب نصرالله "من يقومون بإحصاء عدد شهدائنا"، بالقول: "من المعيب أن تعدوا علينا شهداءنا. عيب عليكم. نحن لا نخجل بشهدائنا. لم نقل إنها معركة (شم هوا)، هي معركة وجود تحتاج لتضحيات. اخجلوا من أنفسكم، ولا تعدوا، فبفضل شهدائنا تعيشون بأمن وسلام. واعلموا في الوقت نفسه، أن ما تقومون به لن يقدم ولن يؤخر ولن يؤثر على إصرارنا ولن ينل من إرادتنا وعزيمتنا".

وفي الختام كانت رسالة نصرالله واضحة وهي أنه " لم يمر زمان على المقاومة منذ 1982 إلى اليوم كانت فيه أكثر نفيرا وعديدا واعز جانبا وأفضل عتادا وأعلى خبرة ومجاهدوها أكثر حماسة واستجابة كما نحن اليوم في 24 أيار 2005".

عربيا، دعا نصرالله السعودية إلى وقف عدوانها على اليمن وفتح الباب أما الحل السياسي ينهي معاناة شعب اليمن ويضع حدا للحرب. كما طالب البحرين بوقف "الرهان على يأس الشعب البحريني والتخلي عن مسيرته المنتصرة. وإطلاق سراح السجناء ووقف المحاكمات السياسية المشوهة، والتصالح مع شعبها، لأن داعش في أحضانكم ولا رد للخطر إلا بالحوار".
(السفير اللبنانية)