Menu

عن العدوّ.. والعمل الموازي أو المضاد (1)

أحد مؤتمرات الحركة الصهيونية

وسام الفقعاوي

عن العدو والعمل الموازي أو المضاد (1):

في مراجعة مُدققة لقرارات المؤتمرات الصهيونية، منذ المؤتمر الأول الذي عقد في بال بسويسرا عام 1897، نجد أنه عند نقاش القرارات كان يتم التركيز على تكثيفها وتحديدها بدقة، لكن في المقابل كان يكثر ويفصل ويتوسع النقاش في آليات ووسائل تنفيذها، وتحرص على ذلك. غير الأهمية الظاهرة والواضحة لذكر ما سبق، وهي استطاعة الحركة الصهيونية، أن تناقش وتحدد أهدافها بدقة والعمل على تحقيقها من خلال التركيز على آليات ووسائل ذلك، بكفاءة وتقاليد عمل ثابتة وواضحة، بما يضمن لمشروعها النجاح واستمرار التقدم، هو أن أي حديث عن عمل موازي أو مضاد للعدو، يلزمنا قبل كل شيء أن نتفحص حقيقة هذا العدو وطبيعته وبنيته ومرتكزاته. فحقيقة هذا العدو، يمكن إيجازها، ودون أية تفاصيل، بالأيديولوجية الصهيونية، مرجعية السياسات العليا والجارية للحركة الصهيونية وذراعها "إسرائيل". فالحديث هنا، عن أي عمل موازٍ أو مضاد، يجب أن ينطلق من سؤال مكانة الأيديولوجية الصهيونية في حياة العدو/إسرائيل، كي نعرف تماماً، أن المشروع الصهيوني ينزع بحكم طبيعته وبنيته للتوسع والعدوان وتجديد واستكمال نفسه، مرتكزاً على مسعى نفي وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في أرض وطنه، كخيار وحيد لتأكيد ماهيته وروايته التوراتية وتحقيق حضوره/جوده.