Menu

عن العدو والعمل الموازي أو المضاد (2)

نتنياهو

وسام الفقعاوي

عن العدو والعمل الموازي أو المضاد (2):

رغم أن مفهوم الدولة في "إسرائيل" مستغرق في مفهوم الأيديولوجيا الصهيونية القائمة على أسس دينية وعرقية – عنصرية، إلا أن "إسرائيل" تمكنت من أن تتقمص دور الضحية، وتسوّق نفسها انطلاقاً من ذلك، ليس فقط، بحكم ارتكازها على قوة الإعلام فحسب، بل لأننا كعرب وفلسطينيين، وفرنا لها نصيباً من ذلك.

لقد عمدت كما حرصت "إسرائيل" ومعها الحركة الصهيونية دوماً، على أن تفعل أكثر مما تتكلم، وأن تُخفي أكثر بكثير مما تعلن، في مقابل أننا نتكلم أكثر مما نفعل، ونعلن أكثر مما نُخفي، بحيث كانت تكسب "إسرائيل" في كل مرة، وهي تَظهر بصورة الضحية المنتصرة، مقابل صورة المُعتدي – المدّعي المهزوم.

إن أي رؤية صائبة للصراع، وإذا أرادت أن تحترم أصول إدارته، لا يجب أن تتجاهل أن الحركة الصهيونية استطاعت أن تعتمد على عدد من المرتكزات، لضمان نجاحها، أبرزها: خلق بيئة داخلية وخارجية ملائمة لأي عمل تُقدم عليه، وتوفير المتطلبات والوسائل للهدف المنوي تحقيقه، والحرص على الرأي العام الداخلي، وخداع الآخر، وإجادة استراتيجية الهجوم والدفاع.. بحيث يمكننا القول، أن العدو امتلك نظرية للصراع، واستراتيجية واضحه، وإدارة متفوقة، وسياسات عمل متقدمة، وحقق نتائج متراكمة، أما نحن، فلا زلنا على ما يبدو لم ندخل الصراع بعد.