Menu

المجتمع الكولونيالي (الاسرائيلي - صهيوني )

اعتداءات

بقلم / ‏رجا اغبارية‏

موضوعة المجتمع الكولونيالي (الاسرائيلي - صهيوني ) لم تعالج كما يجب حتى الآن. فعدائيته للشعب الفلسطيني تشكل العامل شبه الوحيد لتماسكه الداخلي. اذا ما شاهدت نشرات الاخبار المركزية في المحطات الثلاث عندهم ، تجدها برمتها تدور حول خيانة المهنة والاختلاس الخفيف عبر هدايا السيجار والشامبانيا لنتنياهو وزوجته، وكلها تتلخص ب250 الف دولار! لا اكثر.

لا يوجد ملف ثابت بالتهمة بالملايين لنتنياهو نفسه . يوجد صفقات مع إعلاميين على طريقة" اخدمني بخدمك"... واذا ما شطحت قليلا" عن العنوان وقارنت سرقات الحكام العرب وإعلامهم المحتكر لهم بمخالفات هؤلاء الصهاينة الكولونياليين ، لامتلأت احتراما" لحكام دولة العدو التي حبست رئيس دولتها ورئيس حكومتها ووزرائها ونواب كنيستها بسبب مخالفات أخلاقية ومالية.

ولو قارنت هذا مع لائحة المليارات التي يمتلكها حكام العراق الحاليين الذين جاءوا على ظهر دبابة امريكية ، كما شهد وأكد النائب الجبوري نفسه على شاشة التلفاز ، حيث قال :"آه والله اخذت رشوة" في سياق حديثه عن رشوات حكام العراق الذين اودعوا ملياراتهم في البنوك الامريكية والتي كشف عنها الامريكن انفسهم مؤخراً...

ولم يحاسبهم احد... هكذا حكام النفط الآخرين وامرائهم الذين يسرقون ويصرفون اموال شعبهم على بنات الهوى في اوروبا والعالم ،... فاذا ما قارنت هؤلاء بحكام دولة كولونيالية لخجلت انك تنتمي مع هؤلاء لأمة واحدة، ولامتلأت تقديرا" لحكام دولة العدو ومدى اخلاقياتها المصطنعة.

فمن يختلس عنوة ارض وحقوق واموال شعب آخر لا يجوز ان يحاسب قادته على اختلاسات ظاهرة من النوع الخفيف الجاري حاليا" ضد نتنياهو! وبرغم ذلك، وربما لذلك، تجد نتنياهو ما زال المتربع الاول على قيادة ناخبي هذا الكيان في جميع استطلاعات الرأي بهذه الايام. نتنياهو يقول ان كل هذه الملفات المتكررة مفبركة وهدفها اقصائي عن الحكم... الخ.

الشارع اليهودي، وخاصة الشرقي منه يتلقف ما يقوله نتنياهو ويعزز شعبيته. سمعت نائبا" شرقيا" ليكوديا" يقول بالامس ان من يريد اسقاط نتنياهو، انما يتآمر على دولة اسرائيل، حيث لا يوجد زعيم قومي يمكنه ان يخلف نتنياهو في مثل هذه الظروف التي تحيط بدولة اسرائيل، حيث يتكالب عليها الاعداء...

 الفلسطينيين والسوريين وحزب الله وايران... طبعا"... وهذا هو بيت القصيد ، السحر الذي يوحد هذا المجتمع الكولونيالي الذي اغتصب ونهب ارض الشعب الفلسطيني. ولا تجدهم يبررون وجودهم او مخالفاتهم الانسانية والاخلاقية بضرورة خلق مجتمع نظيف وخالي من الشوائب كاي مجتمع دولة طبيعية ، لانها دولة غير طبيعية وتحاول ان تتصرف على انها طبيعية ، وانما بمجتمع يتعرض لخطر الابادة من قبل الاعداء المحيطين به! مجتمع حرامي يغتصب ارضك وبيتك ثم يدافع عنه بادوات غير اخلاقية او مشروعة، ويمثل انه داخلياً مجتمع اخلاقي. مع ذلك لا اخلاقيته تفوق بنزاهتها وشفافيتها وممارسة سيادة القانون فيما بينها معظم دولنا العربية وعلى رأسها سلطة اوسلو في رام الله. واذا لم نحاربهم على هذه الجبهة ايضاً، فاننا لن ننتصر عليهم! اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم!