Menu

عن انتصارات الجيش السوري على الأرض

29543027_2046900088914716_6487501098122360084_n

رجا اغبارية / فيسبوك

كلما تحررت منطقة سورية يعترينا القلق حول مناطق اخرى، ونتساءل، اين سيضرب العدو غدا" ؟ الجيش العربي السوري حقق انتصارا" سريعا" ومفاجئا" على مسلحي الغوطه باختلاف انتماءاتهم وولاءاتهم، لاعداء الدولة والنظام القومي العربي السوري، دون اسالة دماء مدنيين وقليل جداً من المسلحين. لأن هؤلاء استسلموا للجيش ، وذلك بفضل موقف اهالي الغوطة الحاسم وليس كما ولول المتباكون على اهل الغوطة الذين لن تصلهم التبرعات الدولية التي جمعت باسمهم، لانها لم تكن لهم اصلا"، بل للمسلحين الذين يغتصبون غوطتهم.

 فمن جهة خرجت جماهير الغوطة بمظاهرات ضد المسلحين تطالبهم بالخروج من الغوطة، كذلك خرجت الجماهير من المعابر الآمنة رغم انف المسلحين، الامر الذي يعني ان مدن وقرى الغوطة لن يبقى بها الا مسلحين ، وهذا يعني هزيمتهم المحتمه.... بعد ايام وربما اسابيع سيعود اهالي الغوطة الى بيوتهم وستبدأ عملية ترميم نفسيتهم وعيشهم وبيوتهم وامر المطلوبين للعدالة... الخ. لكن الوضع في عفرين وخروج مئات آلاف المدنيين في ظل اهمال دولي صارخ وخلال صمت سياسي وعسكري من قبل روسيا وايران وعدم التحرك العسكري السوري ضد الجيش التركي، بل التأهب حسب وسائل الاعلام التي تبث مباشرة من هناك، والاستعداد "لاي تجاوز لحدود عفرين " جنوبا" باتجاه حلب! هذه الجملة تفسر ان صمت روسيا وايران ورفض العدوان وتحفز سوريا لمواجهة اي خرق "للتفاهمات" غير المعلنة حول هذه الخطوة التركية !

ما يجري اذن هو تصفية او طرد القوى العسكرية الكرديه التي رفضت عشية العدوان التركي ان تسلم عفرين للجيش العربي السوري لمنع الخطوة ، فتركهم الجيش وشأنهم، مع ضمان روسي ايراني بخروج تركيا " بعد انتهاء مهمتها المعلنة "! وقد لخص امس، محلل سوري على فضائية روسيا اليوم، بان ما يجري هو كلب يعض خنزيراً، وسوف يخرجون جميعا" من سوريا! فسوريا لها حلفها واولوياتها وهي التي تحدد اينما تحرر واينما ترجيء التحرير... من جهتها تؤكد تركيا التزامها بوحدة وسيادة الاراضي السوريه والعراقية!!!! الاماكن الاخرى التي اعلنت تركيا انها ستدخلها تمتد لتصل الى الحدود العراقية وربما دخول حدود الاخيرة "للقضاء على قوات الحزب الديمقراطي الكردي" المتحالف مع امريكا . لذلك روسيا لم تحم هذه القوات لانها لا تقبل ان تمنح حلفاء امريكا الحماية . لكن هذه المنطقة وخاصة مدينة ممبج ومنطقتها، شائكة عسكريا" وسياسياً، تتواجد فيها قوات مختلطة بما في ذلك قوات امريكيه. فهل تعقد تركيا صفقة مع امريكا للاجهاز على هذه المنطقة وادارة الظهر لروسيا وايران ؟ وهذا يشمل تخلي امريكا عن حلفائها الاكراد كما تفعل دائماً عندما يخسر حلفائها، لانها كامبراطورية تريد ان تربح دائماً ؟ فهل ستتوقف تركيا عند الحدود التي وصلتها اليوم في عفرين ؟ ام انها ستتجه نحو منطقة حلب وتفتح حرب شاملة سوية مع امريكا، الامر الذي تهدد به امريكا يوميا" ! ام ان الجيش السوري هو الذي سيدخل هذه المناطق بناء على طلب سكان هذه المناطق الكرديه-عربيه، واذعان قوات "حماية الشعب الكرديه" لارادة السكان، وعدم تكرار خطأ عفرين، والاستفادة من دروس الغوطة الشرقية! اسئلة كثيرة وسيناريوهات متعددة تقلق الجماهير والقوى السياسية التي تتخندق مع سوريا العروبة في مواجهتها لهذه الحرب الكونية الامبريالية على ارضها!

فهل تتوجه بعد الغوطة الى جنوب سوريا نحو القنيطره حتى تنهي تركيا مهمتها؟ ام تتجه الى "مكب" ادلب وتنهيه بالتسوية وطرد جماعات المسلحين الى تركيا او الاباده ؟ اسئلة مقلقة، لا يستطيع الاجابة عليها سوى روسيا وسوريا وايران ومحور المقاومة الذي يحارب على الارض السورية ويخلق وقائع جديدة كل يوم. هناك شعور مدعم بوقائع فتح الجبهات ، يفضي بان فتح جبهات جديدة لم يعد ردا" على تحركات الجماعات المسلحة، خاصة بعد القضاء على داعش كمناطق سيطرة، لان ما تبقى من "نصرة" وغيرها، جميعهم يتحركون بناء على اوامر دول الولاء التابعة برمتها لامريكا. بل ان فتح الجبهات اصبح مبرمج ومتفق عليه بين جميع متخذي القرارات الفوقيين. لذلك، وفي الربع الساعة الاخيرة، يجب ان تتعمق ثقتنا بمحور المقاومة، وتصميمه على تتطهير الاراضي العربية السورية من كل الغزاة وادواتهم.

ولا يجب ان يقلقنا اتجاه المعارك القادمة، فهذه مهمة القيادات السياسية والعسكرية والاتفاقات المعلنة وغير المعلنة! الا اذا كان رد حلف العدوان يخطط لحرب شاملة على كل الارض السوريه، ولن يكتفوا باستعراض اسرائيل بالكشف عن ضرب "المفاعل النووي " السوري قبل عشر سنوات. عندها ستكون الحرب شاملة في المنطقة، من فلسطين الى طهران وبغداد والرياض و قطر والاردن وانقره! فهل يخوض ترامب ونتنياهو غمار هذه الحرب - المغامرة! كل العارفين بالامر يستبعدون هذه الحرب، وتبقى السيناريوهات الاخرى تفرض نفسها ضمن تفاهمات بين الاعداء قبل الاصدقاء.