Menu

إيطاليا تدخل أزمة دستورية عقب فشل تشكيل الحكومة

بوابة الهدف _ وكالات

فشلت في إيطاليا، الاثنين، جهود تشكيل الحكومة، حيث تخلى المحامي جوزيبي كونتي عن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة بعد رفض الرئيس الإيطالي سيرجيو مارتيلا تمرير التشكيلة الجديدة، التي تضم وزير اقتصاد معارض للاتحاد الأوروبي، وهذا ينذر بدخول البلاد في أزمةٍ دستورية.

ومن المحتمل، حسب وسائل إعلامية، أن تعود البلاد مجددا إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع بعد ثلاثة أشهر من انتخابات لم يحظ فيها أي حزب بأغلبية مريحة في البرلمان تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.

واتهم زعيما رابطة الشمال المنتمي لأقصى اليمين وحركة "خمس نجوم"، الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بخيانة الدستور وطالبا بإجراء انتخابات جديدة في أقرب وقت ممكن.

وتوقف رئيس الوزراء الإيطالي المكلف جوزيبي كونتي عن جهود تشكيل الحكومة بعدما رفض رئيس الدولة تعيين الخبير الاقتصادي باولو سافونا (81 عامًا)، المعارض الصريح لليورو والاتحاد الأوروبي، في منصب وزير الاقتصاد.

ويصف سافونا في كتابه الأخير "مثل كابوس وحلم" اليورو بأنه "قفص ألماني" ويقول إن إيطاليا تحتاج إلى خطة للخروج من العملة الأوروبية الموحدة "إذا اقتضى الأمر".

وقال ماتاريلا في كلمة بثها التلفزيون ”وافقت على كل الترشيحات وقبلتها، ما عدا وزير الاقتصاد“. وأضاف ”طلبت لهذه الوزارة شخصية سياسية موضع ثقة من أحزاب الائتلاف لا يُنظر لها بأنها مؤيدة لنهج قد يفضي إلى خروج إيطاليا من منطقة اليورو“.

ورفض ماتاريلا وهو قاض سابق في المحكمة الدستورية الخضوع لما اعتبره "إملاءات" من قبل الحزبين تخالف مصالح البلاد. وكانت الحركة والحزب انخرطتا في مفاوضات استمرت لأسابيع لمحاولة تشكيل ائتلاف يحظى بغالبية في البرلمان.

وأثار ذلك غضب زعيمي حزب رابطة الشمال ماتيو سالفيني ورئيس حركة "خمس نجوم" لويجي دي مايو، إذ قالا إن الرئيس يتجاوز الصلاحيات التي يخولها له الدستور.

وكان كونتي (53 عامًا) المحامي والسياسي غير المتمرس الذي اختارته حركة "خمس نجوم" المناهضة للمؤسسات وحزب الرابطة اليميني المتطرف لمنصب رئيس الوزراء يسعى لتشكيل ائتلاف حكومي، وكان يتعين عليه تقديم تشكيلته التي يجب أن تحظى بموافقة رئيس البلاد قبل عرضها على البرلمان لنيل الثقة.

وقال كونتي للصحافيين بعد خروجه من اجتماع مع الرئيس الإيطالي "تخليت عن تكليفي تشكيل حكومة التغيير".

رد فعل غاضب

وعبر زعيما حركة خمس نجوم وحزب الرابطة ماتيو سالفيني، الأحد، عن غضبهما لرفض ماتاريلا تسمية سافونا وزيرا للمال والاقتصاد. وقال سالفيني وهو بدوره مشكك في الاتحاد الأوروبي وأكبر المدافعين عن سافونا إن إيطاليا ليست مستوطنة ولن نرض بأن تقول لنا ألمانيا وفرنسا ما علينا فعله".

بدوره قال دي مايو في فيديو على فيس بوك "لنقلها صراحة بات من غير المفيد التوجه إلى مراكز الاقتراع لأن الحكومات هي وكالات التصنيف واللوبيات المالية والمصرفية. إنهم على ما هم عليه ولن يتغيروا". ولاحقا طالب دي مايو بعزل الرئيس ماتاريلا.

وقال دي مايو في برنامج تلفزيوني "آمل أن نعطي الكلمة للإيطاليين في أقرب وقت، لكن أولا علينا توضيح بعض الأمور. أولا عزل ماتاريلا... وبعدها الانتخابات".

حكومة تكنوقراط

وبعد انهيار المحادثات، استدعى الرئيس الإيطالي المدير السابق في إدارة الميزانيات في "صندوق النقد الدولي" كارلو كوتاريلي (64 عامًا) لاجتماع سيعقد الاثنين، في وقت يبدو أن تشكيل حكومة تقنية (تكنوقراط) بات مطروحًا مع احتمال أن تشهد البلاد انتخابات جديدة في الخريف.

وعمل كوتاريلي في "صندوق النقد الدولي" بين 2008 و2013 وأصبح يعرف بـ"السيد مقص" بسبب خفضه الانفاق العام في إيطاليا. لكن نيله موافقة البرلمان حيث تحظى حركة خمس نجوم وحزب الرابطة بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ لن يكون سهلا. وقال زعيم حركة خمس نجوم لويدجي دي مايو أمام تجمع لمناصريه في روما "لقد استبدلوا حكومة تتمتع بالأغلبية بأخرى لن تنالها".

ومن شأن هذا الاختيار أن يهدئ مخاوف الأسواق المالية التي انتابها القلق من انتقاد سافونا لليورو والسياسة الاقتصادية الألمانية.

غير أن تشكيل حكومة يقودها كوتاريللي لن يكون سوى حل قصير الأمد على الأرجح لأن غالبية أعضاء البرلمان قالوا إنهم لن يدعموا حكومة تكنوقراط.

وإذا لم يحصل على تأييد البرلمان، فسيظل في منصبه رئيسا لحكومة تسيير أعمال لحين إجراء انتخابات في سبتمبر أيلول أو أكتوبر تشرين الأول على الأرجح.

المصدر: رويترز/ فرانس 24