Menu

"تل أبيب" تحت النار للمرة الأولى

صاروخ باليستي من حزب الله يهدد باجتياح إسرائيلي شامل

دمار في بيروت نتيجة القصف الإسرائيلي، كالات

الهدف الإخبارية - بيروت

في تصعيد جديد بين دولة الاحتلال وحزب الله اللبناني، أطلق حزب الله صباح اليوم صاروخًا باليستيًا نحو منطقة تل أبيب، وهو الاستهداف الأول من نوعه منذ بداية الحرب. هذه الخطوة جاءت كردٍ على استمرار العدوان الإسرائيلي المكثف على لبنان. الهجوم الصاروخي أثار حالة من الذعر، حيث دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك نتانيا ومنطقتها. جيش الاحتلال أعلن لاحقًا أن منظومة الدفاع الجوي "مقلاع داود" تمكنت من اعتراض الصاروخ قبل أن يصل إلى هدفه.

تعتبر منظومة "مقلاع داود" واحدة من الطبقات الدفاعية المتقدمة التي يستخدمها جيش العدو الإسرائيلي لحماية أراضيه من الصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة. وتأتي هذه التطورات في ظل توسيع حزب الله لنطاق استهدافه، حيث شن الحزب في الأيام السابقة هجمات صاروخية استهدفت منطقة حيفا وجنوبها. وفي رد سريع على هذا التصعيد، نفذت الطائرات الإسرائيلية موجة غارات واسعة استهدفت مواقع لحزب الله في مختلف أنحاء لبنان. وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، تم استهداف مواقع عسكرية للحزب، بما في ذلك مستودعات أسلحة تحتوي على صواريخ كروز ومنصات إطلاق صواريخ دقيقة.

على الجانب الآخر، أعلن حزب الله في بيان له أن الصاروخ الذي أطلقه اليوم استهدف مقرًا للموساد الإسرائيلي في ضواحي تل أبيب، وهو المقر المسؤول عن عمليات اغتيال قادة الحزب وتفجيرات البايجرز. تأتي هذه الضربة ضمن سلسلة من العمليات التي ينفذها الحزب ردًا على العدوان الإسرائيلي. إلا أن هذه العملية أثارت تساؤلات واسعة في الأوساط الإسرائيلية حول احتمالية تصعيد الأمور إلى اجتياح بري للبنان.

منذ بداية الحرب، يتحدث جيش العدو الإسرائيلي عن توجيه "ضربات غير مسبوقة" لحزب الله، وتوجيه ضربات إلى بنيته التحتية العسكرية ومخازن أسلحته. ومع هذا، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كان استهداف تل أبيب سيدفع العدو إلى اتخاذ قرار ببدء عملية برية شاملة، وهو ما يراه البعض خطوة محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل تجربتهم غير الناجحة في لبنان عام 1982.

التحليلات الإسرائيلية متباينة حول كيفية التعامل مع هذا التصعيد الجديد. يرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أن إطلاق صاروخ واحد نحو تل أبيب هو "إشارة من حزب الله" بقدرته على التصعيد دون الدخول في مواجهة شاملة. لكن هناك أصوات داخل القيادة الإسرائيلية، سواء في الجيش أو في الحكومة، تدعو إلى تكثيف العمليات العسكرية وتوسيع نطاقها، مع تركيز على استهداف قيادة حزب الله ومواقعه الاستراتيجية.

في هذا السياق، يرى اللواء في الاحتياط غاي تسور أن الحزب ما زال يحتفظ بقدراته رغم الضربات التي تلقاها، وأن استهداف تل أبيب يُظهر أن حزب الله ليس مستعدًا للتراجع. إلا أنه يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تستغل هذا الموقف لزيادة الضغط على الحزب، وربما استهداف الأمين العام للحزب حسن نصر الله بشكل مباشر.

على الرغم من هذه الدعوات للتصعيد، يرى بعض المحللين أن الحل العسكري وحده لن يكون كافيًا لضمان أمن سكان الشمال الإسرائيلي، مشيرين إلى ضرورة دمج المسار السياسي مع العمليات العسكرية لتحقيق تسوية طويلة الأمد. في المقابل، يدعو آخرون إلى التروي وعدم التسرع في شن حرب برية، خاصة وأن الاحتلال لم تنفذ بعد جميع خياراتها العسكرية، بما في ذلك استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت أو البنية التحتية الحيوية في لبنان.

في النهاية، يبقى الوضع على حافة الهاوية، مع استمرار التحذيرات من تداعيات هذا التصعيد، فيما يواصل جيش العدو الإسرائيلي تحضيراته لدخول المرحلة الثانية من عملياته في لبنان، مع تركيزه على تدمير ترسانة حزب الله العسكرية والضغط عليه لتحقيق أهدافه الاستراتيجية.