حصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على 59% من الأصوات مقابل 26% لمرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنجه، بعد فرز 20% من الأصوات في نتائج أولية غير رسمية، في حين كانت نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 87%.
وتخطى حزب الشعوب الديموقراطي عتبة 10% بعد فرز 70 % من أصوات الناخبين في تركيا .
حزب الشعب الجمهوري المعارض من جهته اعترض على النتائج الأولية التي نشرتها وكالة الأناضول التركية للانتخابات، قائلاً إنّ "الوكالة تنشر أرقامًا مغلوطة لتصدر أردوغان بعد الفرز الجزئي"، مُشيرًا أنّ حزب العدالة والتنمية يمارس حربًا نفسية على أنصار بقية الأحزاب السياسية.
وقال الرئيس أردوغان عقب فوزه في الانتخابات، إن جميع الطاقات ستستنقر للصعود بتركيا إلى مصاف الدول العشرة الأكبر في العالم، مُضيفًا "لن نرتاح حتى نحقق هذا الهدف".
وأوضح أن "الشعب جدد تكليفه بمهام الرئاسة بموجب الانتخابات التي جرت اليوم"، وحمل "تحالف الشعب" (يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية) مسؤولية كبيرة بمنحه الأغلبية البرلمانية.
ولفت إلى أن "سلامة العملية الانتخابية وحرية التصويت يعبران عن قوة الديمقراطية التركية"، مُشددًا على أن بلاده قدمت درسًا في الديمقراطية للعالم بأسره عبر نسبة مشاركة بالانتخابات قاربت 90%.
وكان الأتراك بدأوا صباح الأحد التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، حيث يدلي 50 مليون ناخب تركي بأصواتهم في انتخابات هي الأولى بعد التعديلات الدستورية والانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي.
وتنافس في هذه الانتخابات 6 مرشحين على منصب الرئاسة، في حين تجمعت أحزاب الموالاة في تحالف الجمهوري لمواجهة تحالف المعارضة في الانتخابات البرلمانية المسمّى بتحالف الأمة، بينما بقي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي خارج التحالفات ويخوض الانتخابات بمفرده.
وكانت الحملات الانتخابية للمرشحين قد شهدت تنافسًا حادًا بين المعارضة والموالاة حيث تعهد مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا ووريث أتاتورك تعهد بتصحيح المسار السياسي الذي اتبعه أردوغان في حال فوزه بمنصب الرئاسة، مؤكدًا إعادة العمل بالنظام البرلماني في البلاد، مع التشديد على فصل السلطات والتركيز على نظام تعليمي علماني، ولا ينسى الإعتراف بوجود أزمة مع أكراد تركيا التي يدعو إلى حلها تحت قبة البرلمان بما يحفظ للأكراد كرامتهم ويبدد مخاوف الأتراك.
وفي كلمة له أمام مناصريه وصف إنجه، خصمه أردوغان "بالرجل المتعب والفاقد لرباطة الجأش والذي لا يحترم شعبه".
الحزب الأتاتوركي الذي ظل بعيدًا عن الحكم لفترة طويلة يستعد للدخول إلى المعترك السياسي مستفيدًا من أخطاء حكم العدالة والتنمية، كما يقول مراقبون لا سيما تلك المتعلقة بالتعاطي مع الملفات والصراعات الإقليمية، حيث يتعهد الحزب بتصحيح المسار عبر مصالحات مع الجيران.
ودعا أردوغان أمس السبت المواطنين الأتراك إلى "ضرورة استخدام حقهم الديمقراطي والتصويت في الانتخابات"، كما اتهم حزب الشعب الجمهوري بالضلوع في "محاولة الانقلاب الفاشلة" التي شهدتها البلاد قبل عامين.